اخر الاخبار:
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

وراء العدو في كل مكان: إضاءة على المشهد العربي// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. سمير محمد ايوب

 

عرض صفحة الكاتب

وراء العدو في كل مكان: إضاءة على المشهد العربي

د. سمير محمد ايوب

 

ضجيج البالونات العسكرية العلنية، في السماء السورية، وردود الفعل المسربة عليها حتى الآن، هي بالتأكيد تشفيرات مراوغة لألغاز، بعضها منسق بين أقطاب لعبة المصالح. فلا يخفى على احد، ان مهام كبار اللاعبين في عوالم اليوم، ليست خيرية ولن تكون، بل هي بالقطع، وراء المصالح.

 

من الواضح المؤكد في هذا السياق، أن بلاد الشام بالنسبة لحلفاء سورية، تتمتع بأهمية جيوسياسية أكثر من مواردها. وأن موارد ممالك الرمل والقلق في خليج العرب جاذبة لأمريكا وحلفائها، أكثر من جغرافيتها. وأن لجدل الموارد والجغرافيا تداعيات عميقة، جعلت من بلاد الشام عبر التاريخ، ساحة كبرى لمسارات الكثير من أشكال الصراع  الناعم والساخن. وما الحرب الإرهابية الدولية الأخيرة على سورية، لم تكن بداية هذا التدخل السافر او الخفي، ولن تكون الأخيرة. فالمعسكر الصهيوامريكي وضباعه، متربصون بالموارد وبالجغرافيا عبر قاعدتهم الصهيونية المتقدمة في فلسطين المحتلة.

 

التفلتات العسكرية الاخيرة والقادمة للقاعدة الصهيونية، رغم كثافة الضباب السياسي وزوابعه، تمهد لمسارات حرب طاحنة، تمتد من سوريا الى ايران، والمقصود بالمحصلة حزب الله في شمال فلسطين المحتلة وجنوب لبنان. مسارات يشبه خبثها، الدهاء في لعبة البلياردو لا لعبة كرة الطاولة. على غرار الحكي إلِكْ يا كِنِّهْ وإسمعي يا جارة. العدو الصهيوامريكي، لا يتحرك من فراغ ولا يذهب في العادة الى فراغ عبر تحركات كثيرة مكشوفة نقل كما هائلا من قواته من افغانستان والكويت وسوريا الى منطقة كردستان والرمادي شمال العراق تمهيدا لحرب خطيرة تلهي ايران وتشغلها عن عمل أخطر ضد حزب الله في شمال فلسطين المحتلة.

 

خشية الانزلاق الى ما لا تحمد عقباه، من ما لا يمكن توقعه، يحاول المعسكر الصهيوامريكي وكلابه المتصهينة تقليم حزب الله في سوريا وايران، ولا يجرؤون حتى الآن على ذلك في جنوب لبنان، حيث صواريخ وانفاق المجاهدين. لن يقدموا على ضرب حزب الله مباشرة في لبنان قبل ضربه في سورية وفي ايران. ولن يضربوا ايران قبل كشف منظومة الصواريح الصامتة. سورية وحلفائها، اكثر ذكاءً ودهاءً ومكرا من ترامب وتوابعه. صمت محسوب بمقتضيات القوة ومواقيتها. فالاستراتيجي العقلاني، يختار ما يناسبه من مراحل وما بعدها تماما كما يرصد ما قبلها.

 

فالمنطقة برمتها مقبلة على امور حاسمة. كل ما يعج به المشهد الاقليمي من تفاصيل ليست عارضة. في ظل ما في المشهد من ضجيج ومن فعل قذر وخدع خلف الكواليس وفي العلن، يدرك الامريكيون للمرة الالف، أن سورية قضية خاسرة لهم، وهم يعترفون ان لا بد من المساومة على اي بديل يراعي مصالحهم. فهم بعد انتصارات الجيش العربي السوري البطل وحلفاؤه، يخشون إضطرارهم للهروب من سورية، تماما كما سبق لهم وأن هربوا من فيتنام هوشي منه. ففي اللحظة الحاسمة، ستهربون تاركين ايتامهم ولقطاءهم وأراملهم، عراة دون أن ينجو منهم أحد.

 

الأردن – 25/1/2019         

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.