كـتـاب ألموقع

صائب عريقات، أحقا من الموت قام؟!// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. سمير محمد ايوب

 

عرض صفحة الكاتب

صائب عريقات، أحقا من الموت قام؟!

إضاءة على المشهد في فلسطين

الدكتور سمير محمد ايوب

 

لمن لا يعرفه، كائن لزج من أيتام وَهْمِ اوسلو. ومُنْتَج عرضي لمدرسة الدنيا تفاوض. وعلم من أعلام "النضال بزنى الفنادق". ولا يمت بصلة إنتماء او ولاء لبواسل الفداء وغبار الخنادق، بل مُستَغلٌّ لتضحيات الطالعين للعدو من كل بيت وحارة وشارع. 

 

في لقاء تلفزيوني له مع الإعلامي طوني خليفة، إدعى هذا العريقات قبل أيام، ما يفيد أنه من ذوي الخوارق واصحاب المعجزات والمكرمات ذات النكهة الرسولية. قال بوقار مُفتعل دون أن يرف له رمش، لا قدس الله له سرا:  أن الموت كان قد صلبه على طاولة الجراحة لأكثر من ثلاث دقائق. قام بعدها من الموت، بما يشبه قيامة السيد المسيح، التي يؤمن بها أبناء الفادي عليه الصلاة والسلام.

 

ولكن المعروف عن قيامة سيدنا المسيح، أنها كانت بعد أيام ثلاث من صلبه، وقيامة عريقات كانت كما يدعي أسرع، فقد قام كما يهلوس بعد 3 دقائق وعشرين ثانية. وبهذا يكون قد أضاف لبهلوانياته التفاوضية الفاشلة، موهبة جديدة، بالإضافة الى مهارات السحيج، وزنى النضال، وتطويب قداسة الرئيس القدوة. 

 

وليس بعيدا أن يطوبه العبرانيون فاديا معاصرا. وترويجه بديلا للسيد المسيح الفادي الأصيل. نحن ممن يؤمنون بالموت والبعث والحساب. ولكننا وفق قواعد الإيمان وثوابت العقل ورواسي قطعي الثبوت من النقل، مضطرين على ان نحتسب عريقات في قائمة أحفاد مسيلمة الكذاب. وكعادتنا لا نصدقه.

 

من الطريف القول، ان خراريق صائب قد ذكرتني فورا بالحكاية التالية:

قبل حوالي نصف قرن، أحب ضابط من ضباط مجرة العرب، واحدة من بنات الهوى في سوق البغاء الرسمي في عاصمة بلده. تزوجها بعد أن تابت. صبيحة يوم الزواج أيقظته مبكرا، لتقص عليه تفاصيل حلم رأته قبل أن تفيق من نومها.

 

قالت فرحة لزوجها الجنرال، المنصت بانتباه شديد لعروسه: شاهدت يا حبيبي في الرؤيا وأنا في حضنك نائمة، أن سِتُّنا مريم عليها السلام، قد زارتنا في بيتنا هذا، وباركت لنا فيه. قفز الجنرال من فراشه مذعورا، وقد طار النعاس من عينيه، وهو يقول لعروسه مستنكرا بأعلى صوته: سِتْنا مريم قدس الله سرها، ليش عابيتنا بِدْها تفوت؟!!  ما هي عارفه، إنك بالأصل قحبة، وزوجك عكروت!!!

وِصْلَتَك يا صائب؟!!!!

 

واقعنا مؤلم، أتعب الحلم والبوصلة وبعض البنادق والإرادات. وكسة اوسلو اثقلتنا بمنحطين مرتهنين كثر. من أرخص السحيجه، بينهم الكثير من فواصل الهمز واللمز والقيل والقال، الذي يختصر الكثير من الجدل حول أيهم أسفل. ولكن سيرورة اوسلو لم تبرز حتى الآن، الأوسخ الى السطح.

 

أرامل وأيتام ولقطاء اوسلو، لا تبحثوا في ثقوب الواقع عن مخارج ساذجه لأزماتكم الشخصية. متمنيا أن يكون في الوقت متسع لترحلوا منا وعنا، قبل فوات الأوان. كل بوابات فلسطين وعتبابتها وقفات عز وشموخ، وما دون ذلك اسوأ من الموت المجاني.

 

أحاول وأنا أتجه إلى المستقبل، نزع ذاكرتي من اعياءات حاضركم، فلا أجد إلا من تبقى من أحرار أول الرصاص، وجنرالات الآربي جي والحجارة والسكاكين، يدارون مؤقتا الغضب. إلى ان يحين أوان ما هو قيد الإنتظار، فإن أبسط نصائحنا للمفرطين على حواف فلسطين وأزقتها وأرففها: لا تستسهلوا الكذب على الجبارين، ولا تستسخفوا بعقولهم. رصاص جُلهم ما زال في الجُعَبِ، والأصابع على الزناد تتربص، وتحرير فلسطين من البحر إلى النهر هي البوصلة الوحيدة.

 

يا مُثَبِّتَ العقلِ والدين، نعلم بأن كيس الحاوي عريقات وعصبته ما زال ممتلئا!!!

 

الاردن – 13/6/2019