كـتـاب ألموقع

ثرثرات الحب– (الثرثرة 39)- يا المختلفة// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. سمير محمد ايوب

 

عرض صفحة الكاتب

ثرثرات الحب– (الثرثرة 39)- يا المختلفة

د. سمير محمد ايوب

 

تذكرت أحاديثَكَ وضَحكاتَك ، فأتَيتُكِ مُناديا بكلِّ ما تُحبِّينَ مِنْ أسماءٍ ومِنْ ألقابٍ .عرفتُكِ هاشَّةً باشَّةً في وجهِ المُنادي ، واليوم على غيرِعادتك لا تردِّينَ ، ما بِكِ ، هل أخطاتُ النِّداءَ و زمنَ النِّداء ؟! لا أتصور إذ دعوتُكِ ، أنّي لستُ صائِباً وأنتِ الخديجةُ مِني  .

 

سألتُ عنك تلالَ المغارب وخرير الماء في الوادي . وفي المشارق تفحَّصْتُ القلاعَ وفي الجنوب . في شومان وكنيسة أم السماق ، عرفوا أني أبحث عنك في قاعات المكتبة الوطنية ، وعتبات المدرج الروماني وقاعات قصر الثقافة ، وممرات الجامعة ومشفاها . في معارج المشهد الثقافي ومدارج السياسي ، مطولا وبصبرٍ جميلٍ ، بحثتُ وبَحْبَشْتُ ونَبَّشتُ ، بِلا طائل .

 

منذ أنِ ارتديتك ، والكلُّ بحيرةٍ يسألني مَنْ تكونين . هَداهِدُ الانس وغربان الجن ، تجسسوا في جيوب كلماتي ، وآفاقِ نظراتي ، وثنايا تنهداتي ، وفي دهاليزِ ما أكتب وأقول وما لا أقول . بربك وقد رحلتِ ، قولي لهم مُطَمْئِنَة من أنت ؟

 

أسليلةُ عشتارٍ ، افروديت ،أم زنوبيا ؟ امِنْ نسلِ بلقيسٍ أنتِ أو الخديجة ام هند الهُنود ؟ مَنْ أنتِ ؟! أمِنْ قومِ ميِّ العقاد ، أم غادة غسان أم ريتا الدرويش ، أو من حوريات نزار؟!

 

أعرف أنَّكِ لستِ امراةً واحدةً ، بل سليلة كلِّ النساء وحفيدتهم . وأعرف أنَّكِ لستِ ورقةً سجينةً في الصندوق القديم ، بل مختلفة لم تجد في إرث السابقين ما يكفي للإتمام ، آمَنْتِ في زمنِ فوضى الانكسار ، بحق كلِّ امرأة  في التمايز فرحاً وغضباً بل وحتى  في الألم . دافعتِ عن حقِّ كلِّ مُحِبٍّ في تأسيس تجربته ، واستكمال بنائها باستقلال .خرجتِ عنهن وتفرغت لبناء تجربتك ، مُنْشِئةً لعهدٍ جديدٍ في الشراكة . دون أن يفتَّ في عضد تميزك ، شيء من هرطقات الحاسدين ، ولا تطفل الوشاة . جسدت إيمانك بأن حدود الحب مشتركة ، لا تبعية فيها ولا احتكار ولا استبداد ، ومن هنا فليبدأ القياس .

 

منذ التقينا عرفتُ ، أنك تُشبهينَ كلَّ النساءِ ولا تُشبهين أيَّ امراة على الاطلاق . لستِ عادية أو متميزة ، ولكنك أمرأة مختلفة . تقتربين بالتساوق مع الفطرة ، وتبتعدين كلما صارالفراق ضرورة . اشهد انك في القرب عاشقةٌ ناضجةٌ ، وفي البعد سويَّةٌ صادقةٌ ، بِلا قمعٍ وبِلا مَنْع . ليسَ صُدفةً أنَّ كل من اقترب منك بصدقٍ أو مَنْ ادعى وصْلاً ، يُفَتَشُ الآن في صفحة فرَحِه ، فيجدها بكِ مقترنةً ، حبَّاً أو حسداً أو بُغضا .    

 

يا أوَّلَ ما كَتبتُ هُنا ، أعلمُ أنَّ الناسَ يولدون ليموتوا لا محالة . وأعلم أنك في الفراق مؤثِّرة . لن أقولَ وداعاً ، فأنا بك لاحقٌ متى شاء الله . ولكنك يا سيدتي أتْعَبْتِني ، وأتعبْتِ كلَّ ما عايَشَكِ مِني . لم نَعُدْ نطيقُ لكِ غِيابا . كنتِ تَعْتَبينَ حينا وحيناً تَصمِتين . أتْعَبْتِني ، فَما عادَتْ أحيانُكِ أحيانا يا غالية .

 

الاردن – 9/8/2019

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.