كـتـاب ألموقع

مقاربة رابعة للمشهد في لبنان// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. سمير محمد ايوب

 

عرض صفحة الكاتب

     مقاربة رابعة للمشهد في لبنان

الانقلاب الصهيوامريكي، يفشل في لبنان

د. سمير محمد ايوب

 

البحث عن الحقوق المعيشية والسياسية، بين تضاريس التجويع وحرائق الطائفية ولهيب المذهبية، حق صحيح وضروري. ولكن دونه وخز القتاد، فهو كالسير بأقدام عارية ، فوق جمر متقد.

 

لينجح مسعى كهذا بشكل جاد وهام، لا بد من الاعتراف بداية، بان الفساد وتجريف حقوق الناس، متجذر راسخ وقديم قدم النظام السياسي في لبنان. ولا بد من الاعتراف بأن تعميم تهمة الفساد، فسادٌ فاسق، فيه تعمية متعمدة ومشبوهة، على الفاسدين الحقيقيين وحماية لهم.

 

منذ اقتطع لبنان جغرافيا بالقوةعن سوريا، وتاسيس كيانه السياسي المعاصر، ومنظومته السياسية السائدة، على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، والحقد الاكبر المقيم فيه ، ثقافة طائفية عميقة، باتت شبه جمعية. مذاقها مذهبي، تطل ناعمة من كل التشققات المفصلية والفرعية، وعابرة للحدود. والانتقام فيه مناطقي متجول متحول، وفي متناول كل يد. واقع مثل هذا مأزوم دائما للأسف، يبقي لبنان وطنا، في مهب كل ريح خارجية.

 

الجماهير اللبنانية المسحوقة من كل الطوائف، تواجه عصابة تحمي مصالحها، بصراع  متعدد اليفط والشعارات. يتكئ على الكثير من  النتوءات المنفرة، في مدارس التخريب الناعم، نتوءات لم تعد تصلح إلا لمهرجانات التكاذب، وتهريج خرافات من خارج ثقافة العصر..

 

 في ظل الحراك الشعبي الذي يشهده لبنان، أرسل السيد حسن نصرالله، في كلمته الاخيرة، برسائل لا لبس فيها للداخل والخارج. فاجأت الواهمين المتربصين. مفاد تلك الرسائل، ان القوه العسكرية للمقاومة، جاهزة للتصدي لاي عدو. وتعمل بشكل طبيعي مستقل، وبجهوزية عالية، مهما كانت انشغالات القيادة السياسية لها. ومهما كانت تحولات او مخاضات الداخل اللبناني.

 

عصا المقاومة قوية كعصا سيدنا موسى، قادرة على التهام افك العملاء والتابعين. وطمأنة المخلصين من احرار لبنان والعرب، على ان الانقلاب الذي كان يعد ضد لبنان قد فشل حتى الان. وان الجيش اللبناني يسهم في منع تقسيم لبنان، وشل الحركة فيه . وأن كل خطوط الامداد امام المقاومة باقية ومفتوحة. وهذا بحد ذاته، مصدر قلق وغضب العدو الصهيوامريكي، والمتصهينين من العرب، وتابعيهم في اخطبوط المصالح والحكم والنهب في لبنان.

 

في المحصلة، للخروج من انفاق الطائفية وشوائبها، وتأمين الحد الأدنى للإستقرار، وتلبية الحد الادنى من مطالب الناس، التي كانت سبب نزولهم الى الشوارع،  وتأسيس مجتمع منسجم بعيدا عن المتسلقين، لوجع الناس وانتفاضتهم، وناسفي الحياة فيه، المتماهون مع مصالح العدو الصهيوني، لا بد من تصميم وبناء مستقبل لبنان، بدلاً من ترميم ماضيه، لا بد من تفعيل نقاشات فكرية، تليق بوجهات النظر وتقريبها، بعيدا عن العقول المقفلة، او المدارة بريموتات البترودولار. وتنظيم الانتقال من شعارات المشاعروالمواقف الغاضبة، الى خطط عملية موثوقة قابلة للتنفيذ، وتلبية احتياجات الناس ومطالبهم، التي انطلق حراكهم لأجلها.

 

الاردن – 3/11/ 2019