كـتـاب ألموقع

عشوائيات في الحب- الحادية عشرة: مع الله في الأرض// د. سمير محمد ايوب

• 

تقييم المستخدم:  / 3

سيئجيد 

المجموعة: سمير محمد ايوب

تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 20 كانون1/ديسمبر 2019 17:22

كتب بواسطة: د. سمير محمد ايوب

الزيارات: 2134

د. سمير محمد ايوب

عرض صفحة الكاتب 

عشوائيات في الحب- الحادية عشرة: مع الله في الأرض

د. سمير محمد ايوب

نَشميةٌ مِنْ بَلدي ، شخصيةٌ عامَّةٌ خِلافِيَّةٌ، قامةٌ رِياديَّةٌ كبيرة، علِمتُ أنَّ المرض قد اشْتدَّ عليها، يكاد أن يهزمها في صراعٍ، هي الأضعف فيه. تَسلَّلتُ عصرَ هذا اليوم، على أطراف أصابعي، إلى غرفتها في مشفى الأمل في عمان. أحسَّتْ بوجودي. فتَحتْ عينيْها على اتساعهما فَرِحَةً. واعتدلت في سريرها، وهي تُتَمْتِمُ وتَبْتَسم.

فقلت وأنا أنثر البسمات على اتساع وجهيَ وفي عُمقِ عينيَّ ، مساءُ الطمأنينة وانشراح النفس ، ما بالكِ يا غالية؟!

قالت وهي تُمسك بيدي، أُجبُر خاطري يا صديق العمر، بقولٍ أُنادي فيه عليَّ، يوجزُ ليَ معانيَ كبيرة، في دعاءٍ قصيرٍ أعبدُ الله فيه، يُغنيني عن الناس وأنا أصبر على ما أصابني، وأقهر فيه رغبتي في البكاء، وأنتزع به الحمدَ من أعماق قلبي.

قلتُ وأنا أمسك بيدها بكلتي يديَّ مُنصِتاً لوميضِ عينيها: هيَّا بنا يا غالية ، نردد مع رابعة:

اللَّهمَّ ، إنّي جِئتُ مِنْكَ إليك  ، ولا شيءَ أعزُّ مِنك عليك َ، فَكُنْ شفيعيَ لديك .

اللّهمَّ ، إنَّ حسناتي مِنْ عطائِكَ، وسيِّئاتي مِنْ قضائك ، فاجْعَلْ ما أعْطَيتَ فوق ما قَضيت ، حتى تمحوَ ذلك بذلك .

فأنتَ القائلُ في كِتابكَ : يمحو الله ما يشاءُ ويُثَبِّت . وعنده أم الكتاب .

رتَّلنا الدعاء معا بصوت متهدج عدة مرات، وغادرتُها والدموعُ في أعيننا قد اختلطت . وجَمرٌ يجولُ في دمي طليقا .

الاردن - 8/12/2018

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

• < السابق
• التالي >