كـتـاب ألموقع

قامات وهامات لن تموت:10- جبابرة الأمة في سجون الصهاينة// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. سمير محمد ايوب

 

عرض صفحة الكاتب 

قامات وهامات لن تموت:10

         جبابرة الأمة في سجون الصهاينة

د. سمير محمد ايوب

 

يبدو ان الوباء الكوروني، قد اصاب كثيرين بلوثة التذمر والشكوى وعدم الصبر، فباتوا فريسة هلع قهري وآفة وساوس. إصرارهم العبثي، على العيش في حمى تداعياته السلبية بسذاجة، افقدهم الكثير من توازنهم واتزانهم.

 

لكنه ولله الحمد، لم يُفقد جُلَّ الناس، نعمة الاستغفار، وشكر الجهود المضنية التي يبذلها المعنيون بمنظومة الصحة العامة، وواجب تذكر احبة لهم في معتقلات الصهاينة، أبشع أعداء الانسان، الذين في ظل كوارث الكورونا، يخوضون ببسالة نادرة رسولية، معارك وصراعات يومية مريرة، مع المحتل الجلاد.

 

في زمن الكورونا وتبعاتها، أيها المتنعمون بحريتكم، إسمحوا لي بأن أذكركم بما يستحق الحمد والشكر:

أولا: بلدكم ليس محتلا ولا مدمرا ولله الحمد. ولستم في مخيمات لجوء قسري أو قهري. تنامون أحرارا في دفء بيوتكم، على فراشكم مهما كان متواضعا، وليس على بلاط معتقلات عدوكم. تتواصلون متى شئتم، مع أهلكم وأحبتكم وأصدقاءكم، ومتى هم شاءوا.

 

ثانيا: بأهلكم غربي النهر، وخاصة بالالآف منهم، لا يتم التفكير بهم إلا نادرا وبالمناسبات. آلاف وآلاف من المناضلات والمناضلين من كل الأعمار، تضيق بهم منذ عشرات السنين، زنازين موحشة ومؤبدات ظالمة، مثقلة بالقهر العنصري، والقمع البارد، ووحشة الوحدة، تجثم على صدورهم لمئات السنين بل بعضهم لالاف السنين، نعم لالاف السنين، خلف قضبان معتقلات العدو الصهيوني أبشع اعداء الانسان.

 

ثالثا: تذكروا أيها الناس وأنتم تعانون من العَزل والحَجْر، أن صحتكم بين أيديكم ومتعلقة بسلوككم أنتم وبلا استثناء. أما صحة وحياة الجبارين، فهي بين أيدي جلاد محتل عنصري فاشي لا يرحم، بكل المعايير الانسانية والحقوقية والأخلاقية، بشع كالكورونا بل وأبشع.

 

بعيدا عن أسماء شموس وأقمار ونجوم، مجرات من الجبارين طلاب التحرير والحرية، القابعين خلف القضبان مع أهمية كل قامة منهم ومنهن، إسألوا الزنازين والظلم عنهم. لو سألتم قضبان أي معتقل، سيخبركم عن تجربة فذة من الصمود والتحدي والصبر الجميل والأمل، لبطلة أو بطل منهم ، شيخا أو طفلا، لتجاوز محن المعتقلات. إنهم واثقون بأنَّ الصبح آتٍ، بلا معتقلات وبلا سجانين. وهكذا نحن، علينا أن نثق أننا معا سننتصر على الكورونا، فقط برحمة الله، وبالعمل الدؤوب، وبالصبر الجميل.

 

رابعا: وأنتم تذكرون قسوة العَزْلِ والحَجْرِ وهو بالفعل قاسٍ، تذكروا أنَّ هذا الوباء عالمي، يربطكم باحترام بالناس حول العالم. ويذَكِّرُكُم بانسانيتكم المشتركة، بعيدا عن أي عنجهية أو تعال.

 

خامسا: وأنتم محاطون بحبِّ أسركم وكتبكم وأقلامكم، تذكروا أن ربيع بلادكم، قد هَلَّ وأطلَّ في كل مناحي الوطن. لتستمتعوا بالربيع، إبقوا في بيوتكم.

 

سادسا: من فضلكم اذكروا بفخر حزينٍ وغاضبٍ، الملايين من أهلكم في فلسطين المحتلة، والالاف من أبطال الحرية في معتقلات وسجون العدو الصهيوني المحتل.

 

سابعا: واخيرا وهذا هو الأهم، تذكروا، أن هذة المحنة التي تعيشون، هي لسعة ألم وتذكير من الله سبحانه، وليست عقابا.

 

إتقوا الله وأذكروه وانتم تغيرون ما بأنفسكم .

 

الاردن – 14/4/2020

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.