اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

قامات وهامات لن تموت- 16: العم أبو أحمد الافريقي// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. سمير محمد ايوب

 

عرض صفحة الكاتب 

قامات وهامات لن تموت- 16

العم أبو أحمد الافريقي ( عمر محمد حمزه )

د. سمير محمد ايوب

 

للنجباء من تلامذة الحياة، ولمن يفهمون شيئا مما علمتهم قسوتها، أكتب لأقول: إن لعَمّان ملامح وتضاريس بارزة كثيرة. تضفي على إسمنتها وحجارتها الغائرة في التاريخ، حياة معاصرة عابقة بنكهات ماض جميل.

 

من أبرز ملامحها قاع المدينة. حيث المدرج الروماني، جورة الحرامية، سقف وادي السيل، دخلة الشابسوغ، طلعة الخيام، مطعم هاشم، كشك ابوعلي للكتب، هريسة وشربات المارديني، زاروبة حبيبة وكنافته، وعربة بدائية صغيرة لتحميص فول السودان، وقفت على ناصية سوق الصاغة بوسط عمان سنينا طوال.

 

اسواق الذهب في كل مدن الدنيا مشهورة بمقتنياتها، إلا في عمان. فإن قامة سمراء ناحلة، في الثمانين من عمرها، وقفت لأكثر من ستين عاما، خلف تلك العربة البدائية، في واجهة سوق الصاغة، وتخطت شهرته شهرتها.   

 

مشوار طويل كان يبدأ يوميا من شروق كل شمس الى ما بعد غروبها، استمر صيفا شتاء، منذ ان اقتلعه العدو الصهيوني من فلسطين، والقى به منفيا في عمان وعمره 19 عاما. محمد حمزة الافريقي المعروف بأبي أحمد شد خلاله وثاق حبال الود، بينه وبين المدينة وأهلها. فترسخ حضوره فيها.

 

برع في تحميص فول السودان وبيعه طازجا، شهيا وساخنا دائما. الذواقة الذين استمتعوا بطعم فستقه، تجاوزوا البسطاء من المارة. وإمتدوا الى مختلف النخب والشرائح الاجتماعية في عمان، وارتحل اليه زوار عمان من المواطنين والسياح. وذات يوم، عقدت الدهشة لسانه، وهو يجد أمامه الملكة رانيا العبد الله، تقف مطولا معه، لتطمئن على أحواله وأوضاعه، قبل أن تبتاع شيئا من فستقه الشهي.

 

لو يُستنطَق وسط عمان، عن سمات من أحبوا ملامحه المميزة، وقُدِّرَ لشارع فيصل أن يتحدث بحرية وإنصاف عن نبضه الشعبي، لسمعنا الكثير عن سيرة هذا الرجل، ومحمصه البدائي، الذي أصبح واحدا من مشاهير عمان ومعالمها.

 

في الاسبوع الاول من عام 2010، رحل أشهر بائع فول سوداني في الاردن. رحل من جاور أشهر كشك لبيع الكتب (كشك ابو علي) . رحل فقيرُ المال غنيُّ النفس. بائعٌ أحبه الناس طوال حياته، لطيف المعشر، تأسرك ابتسامته المتواضعة، لم يغش، ولم يكذب، لم يُطْفِفْ في الميزان، لم يخدع زبائنه، مثلما يفعل كثرة من باعة الكلام والوعود والاوهام والالقاب المزيفة، من مثقفين وسياسيين ورجال أعمال.

 

المرحوم أبو أحمد وأمثاله في كل المهن والمناصب، ممن يتقنون عملهم مهما كان، تبنى الاوطان ويرفع البنيان. يرحمه الله .

 

الاردن – 12/7/2020

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.