اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

مِنْ العَزِيزِيَّةِ إِلَى ربُوعِ بَلدِ الكِنَانَةِ - ج3// يحيى غازي الأميري

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

مِنْ العَزِيزِيَّةِ إِلَى ربُوعِ بَلدِ الكِنَانَةِ - ج3

يحيى غازي الأميري

القَاهِرَة فِي 29-10-2015

 

نَحنُ الآن فِي مِينَاء اَلقَاهِرَة الجَويّ أَو مَطَار القَاهِرَةِ الدَّولِيّ، هكَذَا هِيَ تَسمِيَتهُ الرسمِيَّة، يَعتَبرُ المَطَارُ ثانِيَ أَكبَرَ مَطَارٍ فِي قَارَّةِ أَفرِيقيا، مِنْ حَيثُ الِازدِحَام وَكَثَافَةِ المُسَافِرِينَ

المَطارُ كبيرٌ جداً يُبهرُ النَظر، يَظهرُ أَننا وَصَلنَا فِي ذَروَةِ نَشَاطِ حَرَكةِ المَطار، إِذ كَانَ الِازدِحَامُ فِي كلِّ مكانٍ عَلى أَشدهِ.

 يعتَبِرُ مَطَارُ القَاهِرَة الدَّولِيّ مَطَار مَدَنِيّ وَعَسكَرِيّ، كَمَا تُشِيرُ لذلكَ المَوسُوعَة الحُرَّة ويكيبيديا.

 

عَملنا فِيزا سَريعة عَلَى جَواز السَفر (السويدي) فِي المَكتب المخصص لعملِ فيزا الدخول للسياح بمبلغ (25) دولار للفرد الواحد وعندَ هبوطنا بالسلمِ الكهربائي للصالةِ الكبيرةِ داخل المَطار قرب السوق الحُرة للركاب القادمين للقاهِرة، شاهدتُ حَبيب قَلبِي صَديقي المُهذب المُثقف المَوسوعي (زُهَير) يَقفُ فِي أحدى أبواب المَطار الرئيسية وهوَ يلوح ليّ بيديه، وَيحدثُ أحد افراد (الشرطة) المكلفين بحراسةِ البوابةِ ، ما أن سمحَ لهُ بالدخول حتى جاءني بسرعةٍ فاتحاً ذراعَيه عَلَى أقصاها وهو يَهتفُ (أهلاً يَحيَى) تَعانقنا بحرارةٍ ... لَمْ أَستَطعْ إِيقَافَ دَمعَتَانِ رَاحَتْ تَنحَدِرُ عَلَى وَجهِي وَنَحنُ نُطِيلُ العِنَاقَ!

عندما تفحصتُ وَجه صَديقي ونظرتُ إلى شَعر رأسه وقَد غَزاه الشَيب وَجَدته قَد بانَ عَليه الكبر وَتَعب السنين..

 

قلتُ لهُ مازحاً :

ــ زُهَير شَيبنا وفَرقَ الزمن مِنْ شَملنا .

 ــ غادَرنا الشَباب بسرعةٍ و بَينْ عَلينا الكبر!

ضَحكَ( زُهَير) ضحكته المجلجلة التي عهدتها، وهَو يحرك رأسه علامة الموافقة؛ والتفت إِلى (زوجتي أمّ مُخلَّد) وسَلمَ عَليها بحرارةٍ وبترحيبٍ كبير.

 

لَقد مَضى أكثر مِنْ (14) عاماً منذ افترقنا فِي( بَغداد) حَيث سَافرتُ أَنا وعائلتي فِي عامِ (2001) لغرضِ الهجرةِ إِلَى خارجِ العراق وبقيّ صديقي وعائلته فِي بغداد ...

ذَهبنا معاً للسوقِ الحرةِ تَبضعنا بَعض الأنواع مِنْ المشروباتِ الكحولية والسجائر الأجنبية، وأخذنا حقائبنا إِلَى خارج المطار إِلَى كراج وقوف السيارات، إذ كانَ صديقي (زُهَير) قَدْ أحضرَ معه سيارة أجرة (تكسي) جلبها معه، لتقلنا إلى وسط اَلقَاهِرَة ، سائق سيارة الأجرة يَعرفهُ صديقي؛ عَرفنا عَليه أسمهُ (عَبدو) بخفةٍ ومرحٍ سَاعدنا (عَبدو) بتحميلِ الحقائبِ وترتيبها فَوق السيارة وفِي صندوق السيارة!

انطلقتْ بنا السيارة باتجاهِ مركز العاصمة (اَلقَاهِرَة) التي تَبعد عَنْ المطار حوالي (22) كم فيما السيارة كانت تسير بنا وسط أحياء اَلقَاهِرَة ، كنت منشداً بَينَ لقاء صديقي (زُهَير) ومتابعة أخباره وبَينَ النظرِ للناسِ وشوارعِ القَاهِرةِ التي تَعج بالحركةِ والنشاطِ ورقي البناء.

 

وصلنا حَي (الزَّمالِك) الشهير فِي القاهِرةِ!

هَمَسَ بأذني صَديقي (زُهَير) لقد اخترتُ لكم فندق مجاور للنيل فِي (حَي الزَّمالِك) ، توقفتْ السيارة أمام فندق (فلامنكو) بوابة الفندق تقع فِي شارع فرعي تزدحم أمامه حركة السيارات والناس؛ ما أنْ تَوقفتْ السيارة حتى جاء عمال الفندق وحملوا الحقائب للفندق.

 

طلبَ منا مدير الاستعلامات جوازات السفر ودونَ المعلومات المطلوبة، أخبرنا أن سعر الغرفة هو (85) دولار لليلةِ الواحدةِ مَعَ وجبة الفطور. وناولنا مفتاح الغرفة المرقمة (606) وأوعز للعمال بإرسال الحقائب للغرفة.. ودعنا صديقنا (زُهَير) بَعدَ استراحة قصيرة فِي استعلامات الفندق، عَلَى أملِ للقاءِ في المساءِ، وأخبرنا (زُهَير) سوف تأتي معهُ زوجته (أم سارة)كي تسلم علينا.

 

أخذنا المصعد للطابق السادس حيث تقع الغرفة (606) عندَ دخولنا الغرفة، لَمْ تعجبنا، فمساحتها صغيرة، شباكها مقابل الشارع الفرعي، تقابل النافذة بناية شاهقة على بعد عدة أمتار تحجب عنا أي مشهد أو منظر، وما أن فتحت النافذة حتى جاءت متعالية الأصوات ومزامير السيارات، الشارع الفرعي ، مزدحم ويعجُ بالحركةِ والضَجيج؛ كذلك الغرفة بدون بالكونة، نظرتُ لزوجتي التي بادلتني نفس الشعور بعدم ارتياحها للغرفة، أغلقتُ النافذة، وأخذنا المصعد النازل للاستعلامات ...

أخبرتُ مدير الاستعلامات عَدم رغبتنا بهذه الغرفة ونود تبديلها بغرفةٍ مساحتها أكبر وفيها (بالكونة) وتطل عَلَى (نهر النيل) الوجه (البحري/ الشمال) بدل هذه الغرفة الصغيرة والتي تطل عَلَى هذا الشارع الكئيب أو عَلَى جهة (القبلي)...

 

 أخبرنا:

- نَعمْ، تُوجد عندنا لكن يجب أن تدفع مبلغ أضافي (10) دولارات عن كلِّ ليلةٍ.

وَناولني المفتاح الالكتروني للغرفة الجديدة لغرض مشاهدتها ...

أَخذنا المصعد للغرفةِ الجديدةِ كانتْ الغرفة ممتازة جداً واسعة إنها ليس غرفة انها (سويت) أزحتُ الستارة، دخلتْ الشمس تنير الغرفة وتبعث الدفء والحرارة، خَلف الستارة بابٍ يوصلك إلى (برندة/ بالكونة) كبيرة بمنضدةٍ وكراسي تَطل عَلَى نهرِ النِيل، حمامات الغرفة فاخر جداً ...

اتصلتُ بالهاتف الذي فِي الغرفة أخبرتُ موظف الاستعلامات أني موافق على هذهِ الغرفةِ وبالزيادةِ التي طلبها يعني الغرفة تكون بـ (95) دولار لليلة الواحدة معَ الفطور، وطلبتُ منهُ أَن يبعث لنا الحقائب عَلَى هذهِ الغرفة..

 

فِي المساءِ رنَ هاتف الغرفة ليخبرنِي موظف الاستعلامات أَنَ ضيوف يودون مقابلتكم ، لقد كانَ صديقنا (زُهَير وزوجته أم سارة)

التقينا ضَيفينا فِي صالة ِالاستعلامات كانَ اللقاءُ حميماً، تجاذبنا فيه أطراف (الهموم) التي فرقتنا وشتتتنا، وتطورات الأحداث الدراماتيكية التي حدثت سريعاً فِي العراق بعد التغيير في (2003) والتي هَجرتْ ضيفينا، ليحط بهم الرحال والاستقرار عَلَى مضضٍ فِي ( القَاهِرَة/ مصر) بعدَ أَنْ ضاقتْ بهم الدنيا!

 

  أثناء الأستراحة وتناول القهوة فِي استعلامات الفندق، أخبرت (زهير) بما حدث بشأن تبديل غرفة الفندق والسعر الجديد الذي ترتب على الغرفة ؛ أبتسم (زُهَير) وقال ليّ وهو ينهض مِنْ جلسته:

- سوف احاول تسوية الأمر مع إدارة الفندق.

لحظات وعاد لنا وهو يبتسم؛ قلت له :

- بشرنا ماذا حدث (حمامة غراب)؟

 أجاب وابتسامة كبيرة على محياه :

-أكيد (حمامة) يبقى السعر كما اتفقنا أول مرة معهم (85) دولار مع الفطور.

 

 أهدينا الى أحبتنا (أبو سارة وزوجته) ما جلبناه لهما من هدايا تذكارية، قدما شكرهما الجزيل عَلَى ذلك ؛ وكذلك ناولته هدية إلى ابنتيهما الشابتان اليافعتان ( سارة وَ مروة) والتي كانت عبارة عَنْ مداليات فضية وبسلاسل فضية لخريطة (العراق) كانَ قد اوصاني عليهما صديقي (زُهَير) عندما طلبتُ منه أي شيء يرغب أَنْ أجلبهُ لهما مِنْ العراق، رفض فِي البداية وبعدَ إلحاحي الشديد عليه قال:

 ـ ابنتاي (سارة وَمرة ) ترغبان بمداليات فضية لخارطة العراق!

أخبرنا صديقي (زُهَير) انهما سوف يتركانا هذا المساء للاستراحة والتهيؤ لصباحِ يومِ غدٍ ، وأطلعنا عَلَى ما أعده لنا مِنْ برنامج للأيام القادمة لزيارة بعض مِنْ معالمِ القاهرة ...

 

قبل أن يغادر صديقي قال لي:

ـ هل معك فلوس بالعملة المصرية (جنيه)؟

- أخبرته لا توجد عندي ، إذ أني لمْ اصرف لحد الآن.

 أخرج صديقي (زُهَير) مبلغ (1000) جنيه مصري ،وناولني إياها وهو يقول :

- خذ هذا المبلغ لغاية ما تصرف فلوس مصرية غداً ...

شكرته عَلَى ذلك ، وأخذتُ المبلغ، وَوَدعناهم عَلَى أملِ اللقاء صباح اليوم التالي...

 

طلبتُ مِن استعلامات الفندق رقم شفرة الأنترنيت (الكود) اعطاني أكثر من رقم أي اكثر من شبكة ، ذهبت مباشرة إِلى الغرفة وأخرجت جهاز الكومبيوتر، وكتبتُ في شبكة (كوكل) موقع الفندق الذي نسكنه (فلامنكو) فِي الزَّمالِكِ/ اَلقَاهِرَة...

 

سررتُ جداً أنْ يكون سكننا فِي (حَيّ الزَّمَالِك) فَهو مِنْ الأحياءِ المصريَّة المحفورةِ فِي أعماقِ الذاكرة ففي (حَيّ الزَّمَالِك) أقام اغلب الفنانين المصريين وصورت الكثير مِنْ الأفلام في قصورها وفللها وشوارعها،  وفيها (فيلا أمّ كلثوم) ومقر (فريق الزَّمَالِك) و(برج اَلقَاهِرَة)، وَمَقرات العديد مِن سفاراتِ دولِ العالم؛ وكذلك فِيها (مَبنى دار الأوبرا المصرية) والتي افتتحت عام (1988) وللعلم (مبنى دار الأوبرا المصرية) هي منحة مِن (الحكومة اليابانية) إلى مصر، ويعد (حَيّ الزَّمَالِك) سابقاً مِن الأماكن الأرستقراطيّة الراقيّة فِي مصر!

 

الفندق يُقيَّم بـ (أربعة نجوم) يَقع وسَط (جَزيرة الزَّمالِك) فِي القاهرة، عَلَى شارعِ (أبو الفدا) ؛ حَي الزَّمالِك فِي اَلقَاهِرَة عبارة عَنْ (جزيرة) أو كَما نسميها (جَزرة) كبيرة المَساحة تَقع فِي وسَط ( نَهر النِيل) تحيط بها المياه مِنْ جَميعِ الجهاتِ!

 تَرتبطُ جَزيرة الزَّمالِك بالقَاهِرةِ بأربعةِ جسور، أو (كٌوبري) كما هو الدارج فِي اللغةِ  الدارجةِ المَصريَّة وَهيَ:

1-كُوبري 15 مايو، محور 26 يوليو

2-كُوبري 6 أكتوبر

3- كُوبري قَصر النِيل

4- كُوبري الجَلاء

 

فِي المَسَاءِ وَبَعدَ استِراحَةٍ وَ( قَيلُولَةٍ ) قَصِيرةٍ ، وَ حَمَّامٍ سَاخِنٍ ، زَالَ عَنَّا كَثِيراً مِن التَّعَبِ وَقَلَقِ وَخَوفِ اليَومِ وَلَيلَةِ الأَمَسِّ؛ كُنَّا بِلَهفَةٍ لِلخروجِ وَمُشَاهدَةِ مَا يُحِيطُ بِنَا فِي (حَيّ الزَّمَالِكِ) ؛ الطَّقسُ فِي القَاهِرَةِ رَبِيعِي دَرَجَةِ الحَرَارَةِ بِحدُودِ 22 م أَو أَكثَر قَلِيلاً . نَزَلنَا مِنْ الفندُقِ إِلَى شَارِعِ ( أَبُو الفدا ) ؛ الشَّارِعُ يُحَاذِي نَهر النِّيل ، رحنَا نُمَتعُ نَظَرنا بِمُشاهدَةِ انسِيَابِ مِيَاهِ النِّيل؛ الشَمسُ لمْ تزلْ تنير الفضاء، قَرَّرنَا أَنْ نَذهَبَ بِاتِّجَاهِ ( بُرج فُندُقِ أُمِّ كلثوم ) وَالذِي لا يَبعدُ عَنْ فُندُقِنَا إِلا بِضعَةِ أَمتَارٍ ، كَمَا أُخبِرنَا مُوَظَّفِ استِعلَامَاتِ الفُندُقِ عِندَ الِاستِفسَارِ مِنهُ عَنْ مَوقِعِ ( فُندُق وَبُرج أُمِّ كلثوم وَكَذَلِكَ نصبَ كَوُكَب الشَرق أُمِّ كلثوم ) .

 

فِي سَاحَةِ - دَوَّارِ- صَغِيرَة وَعَلَى قَاعِدَةٍ مُرتَفِعَةٍ مِنْ المَرمَرِ وَقَفَ مُنتَصِباً تِمثَال مَهِيب لِسَيِّدَةِ الغِنَاءِ العَرَبِيّ كَوكَبُ الشَّرقِ ( أُمِّ كلثوم 1889-ت 1975 ) ، دَرَّتْ حَولَ التِّمثَال تَفَحَّصتُ بَرِيقَ عَينَيهَا شمُوخ انتِصَاب قَامَتِهَا ، وَأَطَلَّتُ النَّظَرَ عَلَى قَبضَةِ يَدِهَا وَهِيَ تَحكُمُ الإِمسَاكَ بِمَندِيلِهَا.

تَمَّ  إِنشَاءُ التمثَال كَمَا مُثبت عَلَيهِ بِمُنَاسَبَةِ / العِيد القَومِي الرابِع لِمحَافَظَةِ القَاهِرَةِ فِي 7 / 7 / 2003  إِهدَاء مِنْ الدكتُور نَبِيل لُوقَا بباوي وَأُخوَّتِهِ  التَقَطنَا بِالقُربِ مِنْ النصبِ بَعضَ الصُّوَرِ ، أَخبَرَتُ زَوجَتِي:

ـ سَوفَ تَكُونُ لَنَا عَودَة ثَانِيَة لِنَصبِ السَّيِّدَة وَبُرجِ فُندُقِهَا !

 لِنَذهَب الآنَ فِي جَولَتِنَا؛ قَرَأَتُ لافِتَة تُشِير إِلَى صَالَةِ السَّاقِيَة، انها ساقية عَبد المُنعِم الصَّاوِي، فَجَمِيعُ أَبنَاءِ جِيلِنَا نتذكر المسلسل التلِفِزيُونِيّ لِلخُمَاسِيَّةِ الشَّهِيرَةِ ( السَّاقِيَة ) فَقَرَّرنَا السَّيرَ بِاتِّجَاهِهَا؛ عَلَى بُعدِ خُطوَاتٍ كَانَتْ عِمَارَة بَيضَاءُ شَاهِقَة بِطِرَازٍ مِعمَارِيٍّ جَمِيل مُثبَت عَلَى وَاجِهَتِهَا (عِمَارَةِ أَبُو الفدا) يَقِفُ شُرطِيٌّ لِلحِرَاسَةِ، تَقَدَّمَتُ مِنهُ وَسَأَلَتهُ عَنْ المَسَافَةِ التِي تَبعدُ مِنْ هُنَا عَنْ صَالَةِ السَّاقِيَةِ؟

رَدَ التَّحِيَّة مَعَ ابتِسَامَةٍ وَكَلِمَاتِ تَّرحِيبٍ غريبةٍ عَلينا (أَهلاً يَا باشَا) المسافة (دي أكريبه) - قَرِيبَة - تَبعُدُ مَسَافَة (فركة كَعب) .

مَا ان سَمِعَتُ جَوَابُهُ وَعِبَارَةُ (فركة كَعب) وَ أَهلاً يَا باشَا، حَتَّى شَكَرَتهُ كثيراً، مَعَ ابتِسَامَةٍ عَرِيضَةٍ اِرتَسَمَتْ عَلى وَجهَينَا أَنا وَزَوجَتِي.

 وَرحنَا َنتحاور بهذه العِبَارَة، فَهِيَ المَرةُ الأُولَى التِي أَسمَعُ فِيهَا هَذِهِ العِبَارَةُ (فركة كَعب) تَتَدَاوَلُ فِي الشَّارِعِ ، فَقَطْ كُنتُ أَسمَعُهَا فِي الأَفلَامِ وَالمُسَلسَلَاتِ الْمِصرِيَّةِ ؛ وَكَذَلِكَ فِي الأغنِيَةِ الشَّهِيرَةِ(بُشرَة خَير) لِلمُطرِبِ الإِمَارَاتِيّ (حُسَين الجِسمِيِّ) وَالَّتِي تَقُولُ كَلِمَاتِهَا:

(فركة كَعب وهتعملها قصاد الدُّنيَا هتقولها وَخَد بَقي عَهد تَعدِلهَا سَكَتَتْ كتير)

 

فِعلاً عَلَى بَعْدِ أَمتَارٍ يَقَعُ المَركَزُ الثَقَافِيُّ الفَنيُّ لِـ (صَالَةِ السَّاقِيَة) فِي نِهَايَةِ ( شَارِعِ 26 يُوليُو) أَسفَلَ ( كُوبرِي 15 مايُو) ، اندلفنا فِي أَحَدِ ابوابة وَ تَجَوَّلنَا فِي المَركَزِ وَاستَعلَمَنَا عَنْ نَشَاطَاتِهِ ، فَهوَ مَركَزٌ ثَقَافِيّ فَنِّي أَسَّسَهُ نَجلُ الكَاتِبِ وَالصَّحَفِيِّ وَالأَدِيب الراحِل (عَبد المُنعِمِ الصَّاوِي 1918 - ت 1934) فِي عَامِ ( 2003) عَلَى مِسَاحَةِ (5) أَلفِ مِترٍ مُرَبَّعٍ تَحتَوِي عَلَى خَمسَةِ قَاعَاتٍ، وَتقَدَّم فِيهَا العرُوضُ المَسرَحِيَّة وَالمَعَارِضِ الفَنيَّةِ وَالنَّدَوَاتِ وَالْمِهرَجَانَاتِ الثَّقَافِيَّةِ وَالفَنيَّةِ وَفِيهَا مَكتَبَةٌ وَقَاعَةً لِعَرضِ الأَفلامِ.

 

غَادَرنَا (صَالَة السَّاقِيَة) وَاتجَهنَا سَيراً عَلَى الأَقدَامِ بِمَهلٍ عَلَى جسر( 15 مايو) حَتى دَخلنا (شَارع جَمال عَبد الناصر) وَسرنا مَعَ امتدادِ كُورنِيشِ النِّيل؛ أَمَامَنا بِنَايَةُ مَسرَحِ البالون ، وَعَلَى جِهَةِ كُورنِيشِ النِّيلِ نادِي نِقابَةِ المُحَامِينَ النَّهرِيِّ وَبِجوارهِ نَادِي وِزَارَةِ المَالِيَّةِ.

 

عَلَى امتِدَادِ ضفَتيّ سَاحِلِ نَهر النِيل افتتَحَتْ عَشَرَات الكازينهات وَالنَوادي أَبوَابَهَا لِاستِقبَالِ النَّاسِ مِنْ مُختَلِفِ المَشَارِبِ؛ الأَضوَاء تَتَلَأْلَأُ وَسطَ النَّهرِ، عَلَى السَّاحِلِ كَانَ الهَواءُ خَرِيفيٌ مُنعِشٌ. . .

 بَعدَ نَصِّ سَاعَةٍ مِنْ التَّجوَالِ، عدنَا أَدراجَنَا بِنَفسِ المَسَارِ، اشتَرَينا طَعَامَ العَشَاء (سَفَرِي) مِنْ مَطعَمِ (ماكدونالد) القريبُ مِنْ الفندقِ الذِي نَسكنُ فِيهِ، تَنَاوَلنَا طَعَامَنَا فِي غُرفَتِنا بِالفُندُقِ، وَنَحنُ نُقَلبُ قَنَوَات التلفَاز المِصرِيّ، مَا بَيْنَ قَنَاةِ القَاهِرَةِ وَالنَّاس وَالقَنَاةُ المِصرِيَّةُ الأولى وَالثانِيَة، وَرحنَا نَغط ُ فِي نَومٍ عَمِيق!

 

إلى القاء مع الجزء الربع /مع التحيات

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.