كـتـاب ألموقع

وعُود عُرْقُوب وَاِنتفاضَة الكَرامَة// يَحيَى غَازِي الأَمِيرِيِّ

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يَحيَى غَازِي الأَمِيرِيِّ

 

عرض صفحة الكاتب

وعُود عُرْقُوب وَاِنتفاضَة الكَرامَة

يَحيَى غَازِي الأَمِيرِيِّ

1

ملَ الشَعبُ

مِنْ وعُودِ عُرْقُوب*

وَبَعدَ أَن بَلَغَ السَّيلُ الزُّبى

لَملَمَ  روحه،

وَرتَقَ الجراحات العميقة

فَدَبَّتْ فِي العروقِ

عَزيمة الشباب

فَنَهَضَ وَاِنتَفَض

2

صدورٌ عارية ٌ

 بعمرِ الزهورِ،

عامرة بالحبِ والحياةِ،

لكنها لا تهاب الأَجَل.

رَمَت الأَصفاد،

بِوَجهِ الجلاد،

وَهِي تنشدُ مُزَمجِرة:

 نُريدُ خُبزاً بِكَرامَةٍ!

نُرِيدُ وَطن!؟

لَمْ تعر لَها الأذانُ بال

بَعْدَ حينٍ مِنَ الزَّمنِ 

بانَ للأَعيُنِ سنا أَورِها

اِرتعدتْ فَرائصُ الحاشية والسُّلطان

وَباشرَ بإصدارِ الأَوامرِ للأركان:

تَبثُ العيون فِي كُلِّ مكان

وتهيأ الأقبية السرية وَالسجون

لِلِاختِطافِ وَالاِعتقال،

وَتجز الرؤس،

وتزهق النفوس،

ليحصدها رصاص المنون.

3

غَزيرة سالت،

دِماء شباب التحرير،

بِأجنحةِ اليمامِ حَلَّقَت الأَرواحُ

ترفرفُ

وَهِي تَضجَّ بالصُّراخِ

- بِدمائِنا نَسقِي مَرُوج

العِراق.

4

صَوتُ الملايينِ

مُستمرٌ يَصدحُ:

- سَنُعِيدُ البلادَ،

وَداعاً للاِستعبادِ،

وَحروب الخرابِ،

النَّصر قريب

عَلَى الأَبوابِ.

نَعَمْ ، نَعَمْ 

للسلام والأَمان

5

يُسَانِدُها صَوتُ الشَّعب المَقمُوع المَوجُوع المَفجُوع **

 يُنادِي بالتياعٍ:

أَيها الثائر الشجاع

حذاري مِنَ الوثوقِ

بوعودِ عُرقُوب!

بِصمُودكَ سَيَستَجِيبُ القَدر

وسَيُسعَدُ العبادُ فِي البلاد

ويَتحققُ الأَمل المَنشُود

بغدٍ مُشرقٍ سَعِيد 

فِيه،

 الحُب والغِناء،

وَالعَمل وَالبِناء.

وَتَستكين روح الشَّهيد

بِالطُّمأنِينَةِ وَالسلام

 

مالمو في 5 تشرين الثاني 2019

معاني بعض الكلمات التي وردت بالنص

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*وعودُ عُرْقُوب: من الأمثال العربية القديمة (يضرب بعدم الوفاء بالوعد) وله قصة طريفة ذكرها (ابن الكلبي عن أبيه) يقول فيها: (كان عُرقُوبٌ رجلاً من العماليق، فأتاه أخ له يسأله شيئاً، فقال له عُرقُوب:

اذا طلع نخلي، فلما طلع أتاه قال له : إذا بلح، فلما بلح أتاه، فقال له : إذا زهى ، فلما زهى أتاه ، فقال إذا رطب، فلما رطب أتاه ، فقال إذا ثمر، فلما ثمر جذَه ليلاً، ولم يعطيه شيئاً. فضربت به العرب المثل في خلف الموعد.) 

** صَوتُ الشَّعب المَقمُوع المَوجُوع المَفجُوع:  أصوات (السَّبايا، الثَّكالى، الأَرامل، الأَيتام، الجِياع، المعوزين، المُشردين، المهجرين، المُهاجرين، المُهمَّشِين، وَجيوش العاطلين عن العمل، والأَحياء من النَّاس بلا أمل والخائفين عَلَى ضياعِ الوطَنِ)