اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الشيوعي الكوردستاني يسمي الأشياء بغير أسمائها// شه مال عادل سليم

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

 

الشيوعي الكوردستاني يسمي الأشياء بغير أسمائها

شه مال عادل سليم

 

حتى لا يتشعب الحوار ويأخذ مناحي عدة، أود الإشارة إلى أنني ساتطرق في مقالي هذا وباختصار لأبرز ما ورد في البلاغ الصادرعن قيادة الشيوعي الكوردستاني (حول العدوان التركي الغاشم على العراق ) , مع إبداء بعض الملاحظات حوله:ـ

 

1 ـ جاء في بداية البلاغ ما يلي: (يدين الحزب الشيوعي الكوردستاني تقدم قطعات من القوات العسكرية التركية الى داخل اراضي اقليم كوردستان العراق مهما كانت الذرائع والمبررات المستخدمة من قبل السلطات التركية، ويعتبر الحزب هذا التدخل مصدرا لاثارة القلق الكبير لدى جماهير شعبنا في اقليم كوردستان) (انتهى الاقتباس).

 

بالطبع شيء جيد او بالاحرى واجب وطني والتزام أخلاقي ومجتمعي وحق شرعي ان يُدين الشيوعي الكوردستاني (العدوان التركي الغاشم) في وقت الذي تسكت اربيل وبغداد سكوت الموتى عن هذه الجرائم البشعة بحق الوطن والشعب، ولكن البلاغ المذكور الذي صدر عن الحزب الشيوعي الكوردستاني ليس فقط لم يجروأ وللاسف أن يُسمّي الأشياء بمسمياتها الحقيقة, وإنما فند الأمور بحسب هواه, وحاول اتخاذ سياسة اللف والدوران, وذالك لإرضاء (حكومة الإقليم الفاشلة والمشلولة والمفلسة (سياسيا واقتصاديا), فيسمي (الاحتلال (تقدم), ويسمي الجيش التركي المحتل (قطعات من القوات العسكرية التركية) ويسمي الجريمة (عملية) , فضلاً عن التناقض فيما ورد في البلاغ.

 

والسؤال المهم الذي يطرح نفسه هنا هو: لماذا يسمي البلاغ المذكور (دخول تركيا عسكرياً إلى أرض لا تتبعهم تحركاً او تقدماً)؟

يعتبر هذا السؤال من بين الأسئلة التي تنهمل على المهتم بشأن العراقي والإقليمي والدولي، سواء كان سياساً أو باحثاً أو كاتباً أو صحفياً أو مجرد ناقل لأخبار كوردستان وأحداثها المأساوية, وان الرد على هذا السؤال في الحقيقة ليس بالأمر البسيط لأنّه يحمل في طياته إشكالات وتعقيدات كثيرة، ولهذا احاول قدر الامكان أن أحلل جيداً الموضوع قبل الشروع في تركيب أي جواب قد لا يكون بقوة طرح السؤال...!

 

أنّ ما سمّاه الشيوعي الكوردستاني (تقدم قطعات من القوات العسكرية التركية الى داخل اراضي إقليم كوردستان العراق) ليس إلا احتلالاً وعدوانا واجتياحاً وتدخلاً تركياً سافراً وانتهاكاً للسيادة الوطنية للدولة العراقية وخرقًا للقانون الدولي وقمعاً وانتهاكاً لحقوق الإنسان, وعليه كان على قيادة الحزب الشيوعي الكوردستاني ان لاتخلط بين المصطلحين الرئيسيين وهما (الاحتلال التركي والتقدم التركي) , وان تكون صريحا وشفافا في بيانها (لغويا واصطلاحيا). وللتأكد من وجود هذا الفرق (الاصطلاحي واللغوي) الكبير يكفي النظر إلى ما يقوم به الجيش التركي المحتل في المنطقة والعراق تحديدا, فهو يستعمل القوة وينتهك حرمة وسيادة الاراضي العراقية ويخالف القوانين الدولية.

 

ففي عدوانه الاخير قام الجيش التركي المحتل بإحتلال مناطق عديدة من إقليم كوردستان ودمر الجسور (الحديدية والأسمنتية) شمال مدينة أربيل, وأنشأ خنادق وثكنات عسكرية على تخوم القرى التابعة لقضاء (سوران وسنجار وناحية سيدكان) وفي مناطق ومدن وقرى كثيرة اخرى في الإقليم, اضافة إلى قصفه المستمرللمناطق والجبال والوديان والسهول والقرى الحدودية والذي الحق اضرارا مادية بالبنى التحتية, وبشرية بسكنة تلك المناطق الجبلية المغدورة, لذا اضطروا الى النزوح من تلك المناطق المغدورة.

 

2 ـ يشير البلاغ كذلك إلى: (ان الحزب الشيوعي الكوردستاني يطالب الجهات المعنية في الإقليم والعراق سرعة التدخل واتخاذ الاجراءات الدبلوماسية والسياسية لوقف العملية والانسحاب الفوري لتلك القوات من اراضي الاقليم) (انتهى الاقتباس)...

 

والأسئلة التي تُطرح هنا هي: الا تعرف قيادة الشيوعي الكوردستاني ان (الجهات المعنية في الإقليم هي من أعطت الضوء الأخضر لتركيا للتدخل في العراق)؟ الا تعرف قيادة الشيوعي الكوردستاني ان تركيا المحتلة تمركزت منذ عام 1994 في اقليم كوردستان وأسست (قواعدها العسكرية والاستخباراتية )(1 ) وبموافقة حكومة الإقليم (الفاشلة والمفلسة)؟ الا تعرف قيادة الشيوعي الكوردستاني بان حكومة الإقليم ليست فقط لم تكن لها مواقف جديرة بالذكر حيال الجرائم التركية بحق الإقليم (ارضأ وشعبأ) ,وانما حاولت ولاتزال تحاول تبرير جرائم الاحتلال التركي الظالم وشرعنة الاعتداءات والاجتياحات الاقليمية (التركية والايرانية) محملة المسؤولية لعناصر (حزب الحياة الحرة الكوردستاني (پژاك) ومقاتلي الحزب العمال الكوردستاني PKK) ,رغم أنها كلفت الإقليم الويلات والخسائر المادية والبشرية الباهضة؟.

 

الا تعرف قيادة الشيوعي الكوردستاني ان بحسب القوانين والاعراف الدولية لا تستطيع تركيا او اي دولة اخرى ارسال جنودها الى اراضي دولة او ادارة اخرى من دون موافقة حكوماتها؟ فهل من المعقول ان يطالب الحزب الشيوعي الكوردستاني من (الجهات المعنية في الإقليم والتي اعطت الضوء الاخضر لتركيا لإنشاء مستعمراتها وقواعدها الاستخابراتية وثكناتها العسكرية في كوردستان ان تتخذ الاجراءات السياسية والدبلوماسية لانسحاب القوات التركية المحتلة من اراضي الإقليم) ؟

 

3 ـ كما جاء في البلاغ ذاته: (يأتي هذا التحرك العسكري التركي بالترابط مع أزمة العملية السياسية في عموم العراق حيث أصبحت هذه التدخلات جزءا من ملف صراع مصالح القوى الاقليمية والدولية على حساب مصالح مكونات الشعب قي كل من العراق وكوردستان وقد تجسدت هذه التدخلات بأشكال شتى في المجالات السياسية والاقتصادية و التحكم بالثروات الطبيعية. وتاتي التهديدات والتحركات المتعلقة بقطع المياه عن نهر دجلة من قبل تركيا وعن نهر الزاب الصغير من قبل ايران نماذج للضغط السياسي عشية محاولات تشكيل الحكومة العراقية بعد انتخابات شهر أيار, ويرى حزبنا ان استمرار التدخلات الإقليمية والتحركات العسكرية وانتهاك سيادة الاراضي من قبل دول الجوار والتدخل في الشؤون الداخلية، واستمرارالتدخل العسكري التركي، سوف تؤدي كل هذه الأمور الى تاجيج الوضع وزيادة بؤر التوتر وديمومة حالة عدم الاستقرار والفوضى في المنطقة عموما) ( انتهى الاقتباس).

 

وهنا تناست قيادة الشيوعي الكوردستاني ان الصراع على السلطة والنفوذ بين الحزبين الحاكمين (الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني) كرس المرجعية (التركية والايرانية) في الشأن الكوردستاني وتثبَت عمليا تقسيم الاقليم الناجم عن الاقتتال الداخلي بين (الاخوة الاعداء) في بداية التسعينات, ومهد الطريق لإكمال الغزو الاقليمي بالضد من مصالح الشعب في كوردستان, واكثر من ذلك ,مع بدء فصل دموي جديد للاقتتال الداخلي المدمر في أب 1996 إستعان (الاتحاد الوطني الكوردستاني) بالدعم (العسكري الايراني), واستدعى (الديمقراطي الكوردستاني) قوات (صدام حسين) لاجتياح اربيل في 31 اب 1996 . وهكذا, بعد اكثر من 26 عام على انتفاضة اذار والمكتسبات التي حققها الشعب الكوردستاني بفضل تضحياته الجسيمة وارادته الفولاذية يواجه اقليم كوردستان اليوم مأزقًا حقيقيًّا لا يحسد عليه, وخاصة بعد ان تغلغلت ايران من جهة وتركيا من جهة ثانية داخل اروقة القرار السياسي والعسكري والاقتصادي العراقي والكوردستاني.

 

كما تناست قيادة الشيوعي الكوردستاني, ان موقف تركيا سيظل محكوما بمصالحها ومطامعها وعدائها للحقوق القومية للشعب الكوردي داخل وخارج حدودها, وسوف تتخذ من نشاطات حزب العمال الكوردستاني في تركيا ذريعة مفضوحة لاجتياح الحدود العراقية, كما تناست ان القادة الاتراك لم يكفوا عن ترديد التصريحات التي تكشف مطامعهم العدوانية في ارض العراق وثرواته, والمطالبة بضم الموصل إلى تركيا, وسوف يواصلون سياستهم التعسفية والعدوانية في مجال المياه وعن طريق بناء السدود وما يستحقه العراق من المياه, ورفض الاعتراف بالرافدين (دجلة والفرات) باعتبارهما نهرين دوليين, ويمنحون انفسهم حق الوصاية على تركمان العراق.

 

4 ـ جدد الحزب الشيوعي الكوردستاني في نهاية البلاغ, جدد مطالبته (لكل الأطراف الرسمية لحكومتي الاقليم والعراق بالعمل المشترك و التحرك بالطرق السلمية والدبلوماسية لانهاء هذا التواجد العسكري وإيقاف كل أشكال التدخل في الشؤون الداخلية وإقامة العلاقات على أسس الجيرة الحسنة، ويحذر الأطراف السياسية من مخاوف نهج الاستقواء بالعامل الخارجي عموما والعامل الإقليمي بشكل خاص الذي جلب معه المزيد من التوتر وعدم الاستقرار وادخل العملية السياسية في نفق مخيف لا طائل منه) (انتهى الاقتباس).

 

وهنا تناست قيادة الشيوعي الكوردستاني ايضا ان حكومة الإقليم لا تستطيع ان تتحرك وتعمل من اجل انهاء الاحتلال التركي والايراني الغاشم وتدخلاتهما السافرة في إقليم كوردستان تحديدا, لان بكل بساطة حكومة الإقليم (الفاشلة والمفلسة) مكبلة بسلاسل اتفاقات ومعاهدات (اقتصادية وسياسية وعسكرية هشة وغير متكافئة) مع (ايران وتركيا) (تستهدف الهيمنة والتدخل في الشؤون الداخلية الكوردستانية بالضد من مصالح الشعب في إقليم كوردستان.

 

5 ـ كنت أتمنى من رفاقي في قيادة الحزب الشيوعي الكوردستاني أن يكونوا صريحين في بيانهم وأن يضعوا النقاط على الحروف، ويشيروا بالبنان إلى التدخلات السافرة والاعتداءات العسكرية والاجتياحات المتكررة من قبل (تركيا وايران) ، لأن الجميع يدرك بأن ما يحدث في اقليم كوردستان منذ بداية التسعينات من القرن الماضي هو اعتداء وإحتلال (تركي ـ ايراني) بذريعة محاربة عناصر (حزب الحياة الحرة الكوردستاني، المعروف اختصارا بـ(پژاك) ومقاتلي الحزب العمال الكوردستاني PKK) , فتركيا المحتلة تحاول بتدخلاتها العسكرية والسياسية والاقتصادية وضع عراقيل امام تقدم وازدهار العراق والإقليم, اضافة إلى موقف تركيا التاريخي من القضية القومية الكوردية, واطماعها التوسيعية وطموحاتها في كوردستان العراق, وتصوراتها حول مستقبل العراق, وان هذه التدخلات العسكرية والاجتياحات (التركية والايرانية) مرتبطة بسياسات هذه الدول المستبدة لمعالجة ازماتها الداخلية خارج حدودها, فهي تعاني من أزمة هوية الدولة احادية القومية على مجتمع متعدد القومية والشعوب, والغاء هوية القومية الثانية وحرمانها من ابسط حقوقها وحضر احزابها ومنظماتها السياسية.

 

لم يبقى لي الا ان اقول: ان البلاغ المذكور هو بلاغ إنشائي بحت, يتجاهل العديد من الحقائق ويحاول أن يصور الأحداث بأنها صراع بين الاحزاب الكوردية المعارضة والانظمة الاقليمية الحاكمة، في حين ان ما يحدث على ارض الواقع هو صراع بين الشعوب والانظمة المستبدة، صراع بين قوى التغيير والانظمة الدكتاتورية التي لا تريد التغيير, انه صراع بين القوى التحررية والانظمة القمعية التي لا تعترف بالتعددية القومية دستوريا, على الرغم من ان التجربة السنوات الماضية اثبتت بان القضية الكوردية لم تحل بقوة السلاح والاعتداءات والاجتياحات المتكررة من قبل تركيا وايران تحديدا, ولن تعالج الا بالركون الى الحلول السلمية و (استخدام قوة المنطق بدل منطق القوة) , ليعيش الجميع بسلام ووئام.

 

اخيرأ : ارجو من رفاقي في قيادة الحزب الشيوعي الكوردستاني ان يقفزوا على الغموض ويسمون الاشياء بمسمياتها ويقولون (للمحتل محتل بعينه), كما اطالبهم لاتخاذ موقف واضح وجريء وصريح تجاه العدوان التركي السافر على العراق (ارضأ وشعوبا).

فإنّ من أراد أن يعرف إذا كان إجتياح تركيا لإقليم كوردستان يعتبر (تقدما أو إحتلالاً), فيكفيه أن يقف في صفّ الطرف الآخر (اي مع المتضرر الحقيقي) من العدوان (التركي والإيراني الغاشم) ومن صواريخهم وقنابلهم الفسورية والعنقودية والحارقة (النابالم) المحرمة دوليا ومن غضب ووحشية وهمجية طائراتهم, ومن الإبادة الممنهجة ضد الشعب الكوردستاني.

ـــــــــــــــــــــ

1 ـ اول قاعدة عسكرية تركية تم انشاؤها في عام 1994 في مصيف صلاح الدين (بيرمام)، التابعة لمدينة (اربيل) والتي تبعد عن مركز المحافظة نحو 25 كم, وبعد انشاء قاعدة مصيف صلاح الدين ،قامت الدولة التركية في عام 1997 بنشر وحداتها العسكرية في كل من (اربيل وزاخو وسليمانية ودهوك وديانا وباتوفا وبامرني واميدي وكاني ماسي), كما أنشأت تركيا في غضون 24 سنة الماضية قواعد ومعسكرات كثيرة في إقليم كوردستان منها: باتوفا، كاني ماسي (كيري باروخا)، قاعِدة عسكرية وأمنِية وتدريبية ولوجستيكيّة ومطار في منطقة بامرني، سنكي، بيكوفا (كري بيي)، زاخو، سيري (شيلادزي)، سيري (شيرتي)، كوبكي، قيرمري برواري، كوخي سبي، دريي داوتيا ،جبل سرزيري، ناحية زيلكان ومؤخراً في (بعشيقة ـ شمال شرق الموصل) و( قضاء سوران ـ شمال مدينة اربيل والذي يضم اربع نواحي هي: (خليفان, سيدكان, ديانا وشريشمة, وقرابة 346 قرية).

ومن الجدير بالذكر ان هذه القواعد (العسكرية والإستخباراتية التركية) تضم اكثر من (5 ) الاف عسكري بينهم ضباط من الوحدات الخاصة ومدججة بالاسلحة الثقيلة ومطارات للسمتيات العسكرية (الهليكوبتر), وبالاضافة إلى تلك القواعد العسكرية توجد مقرات لاجهزة الإستخبارات التركية (MIT) في مدينة دهوك.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.