اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

لماذا في كفر الديك؟؟// د. حسين الديك

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. حسين الديك

 

عرض صفحة الكاتب

لماذا في كفر الديك؟؟

د. حسين الديك

 

لقد ارتبطت الكثير من الحوادث والظواهر التاريخية في المناطق الجغرافية عبر تاريخ البشرية بشواهد حقيقية احيانا وباسباب غير معروفة احيانا اخرى ، لكن عند الحديث عن اية ظاهرة اقتصادية او اجتماعية او بيئية او صحية لا بد لنا ان نبحث عن اسباب تلك الظاهرة ان كانت معروفة و واضحة المعالم ، او كانت لاسباب مجهولة وغير مباشرة ، وهذا ما يفرضه العلم والمنطق و العقل عند تناول اية ظاهرة او مشكلة عارضة او مستمرة في اي مجتمع من المجتمعات .

ان الحديث اليومي عن اكتشاف حالة اصابة بمرض السرطان في بلدة كفرالديك ، يستدعي من الجميع الوقوف عند هذه الظاهرة المفاجئة والتي تعصف بالمواطنين ، اذ  اصبحنا نسمع كل يوم في بلدة كفر الديك عن اكتشاف حالة اصابة بمرض السرطان ، وهذه الحالات لم نكن نسمع عنها من قبل الا في القليل النادر ، اما ان يتم اكتشاف عشرات الحالات من الاصابة بمرض السرطان خلال اسبوع واحد فقط ولاشخاص من اعمار متوسطة في العمر ، فهذا لم يحدث من قبل في تاريخ بلدة كفر الديك ، و يستدعي الوقوف على اسباب هذا المرض وانتشاره بكثرة ودراسة المسببات الحقيقية له وفحص عناصر البيئة الاساسية في البلدة .

تميزت بلدة كفر الديك وعبر تاريخها ببيئة طبيعية خضراء وموقع جغرافي متميز تحيطها الجبال الشاهقة المكسوة باشجار الزيتون والصنوبر والسرو والبلوط مما يجعلها بيئة طبيعية حقيقية بعيدة كل البعد عن مصادر التلوث ، ولكن منذ سنوات بداية الالفية الثانية  دخلت عوامل غريبة على طبيعة المنطقة تمثلت في المياه العادمة من مستوطنات ارئيل وبركان ، اضافة الى المياه العادمة من شبكات الصرف الصحي لقرى فلسطينية في محافظة سلفيت ، واستمرت مناشدات الاهالي الى الجهات الرسمية وغير الرسمية لايجاد حل لهذه المشكلة البيئة التي دمرت البئية ولوثت  الاراضي الزراعية وخاصة في المناطق الشمالية والجنوبية للبلدة  ، وتمثلت في الجهة الجنوبية  في منطقة وادي العين الذي وصلته مياه الصرف الصحي من مستوطنة ارائيل وبعض القرى الفلسطينية ، والجهة الشمالية  في وادي سوسية الذي وصلته مياه الصرف الصحي من مستوطنة بركان ، واستمرت هذه الظاهرة التي دمرت البيئة الطبيعية ومكوناتها وخاصة المياه والهواء  والتربة  لسنوات طويلة ، ولم تجد نداءات واستغاثات المواطنين في بلدة كفر الديك  اذانا صاغية من قبل الجهات الرسمية وغير الرسمية لمعالجة هذه المشكلة.

 

 فوفقا للاقانون الدولي الانساني وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة فان تلويث مصادر البيئة يعتبر جريمة حرب ويجب محاسبة دولة الاحتلال على تلك الجريمة امام المحاكم الدولية ، لان النتائج المترتبة على على هذه الجريمة هي نتائج كارثية على السكان المحليين ، اذ يؤدي ذلك الى انتشار الافات والامراض المستعصية وقد يؤدي الى كوارث بيئية لايمكن مواجهتها .

 

وامام هذا الواقع  لابد من السؤال ماهو دور الجهات الرسمية الفلسطينية ؟؟؟ سلطة جودة البيئة ؟؟؟ وزارة الصحة الفلسطينية ؟؟؟ وزارة الحكم المحلي ؟؟؟  هيئة شؤون الجدار والاستيطان ؟؟؟ ايعقل ان يترك المواطن وحيدا يعاني من تلك الكارثة البيئية !!! ايعقل ان ينتشر المرض في هذه البلدة دون اي اهتمام من اي جهة رسمية او غير رسمية !!! الا يستدعي ذلك دراسة الاسباب التي ادت الى ذلك ؟؟؟ الا يستدعي ذلك القيام بفحص لعينات المياه في المنطقة ؟؟؟ الا يستدعي ذلك زيارة من وزير مختص والوقوف على اسباب المشكلة ؟؟؟ الا يستدعي ذلك وضع خطة لمعالجة هذه المشكلة وانهائها ؟؟؟

كفر الديك التي سطرت اسمى معاني البطولة والنضال في تاريخها منذ ثورة 1936 م  الى الانتفاضتين الاولى والثانية ، وخرجت كوكبة من خيرة  ابنائها في قوافل الشهداء والجرى والاسرى قرابين للوطن والحرية و عشقا للعزة والكرامة  في مسيرة نضال شعبنا الفلسطيني ، هل يعقل ان تترك هكذا ؟؟؟ اليوم يوجد عدد من المناضلين والذي قضوا ريعان شبابهم في سجون الاحتلال يعانون من هذا المرض المستعصي ولا احد ينظر اليهم او يلتفت الى قضيتهم ، انها ليست قضية فردية ، بل انها قضية عامة يعاني منها اهالي بلدة يزيد عدد سكانها عن ستة الاف مواطن ، ويُشهد لها ولابنائها في بناء  المؤسسات وفي درب النضال والكفاح عبر مسيرة التحرر الوطني في الحركة الوطنية الفلسطينية منذ نشاتها الى يومنا هذا.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.