كـتـاب ألموقع

العبادي يعترف اعترافا ناقصا!// علاء اللامي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

علاء اللامي

 

 

العبادي يعترف اعترافا ناقصا!

علاء اللامي

كاتب عراقي

 

 قال رئيس مجلس الوزراء السابق، حيدر العبادي مساء أمس الأربعاء 16 كانون الثاني الجاري، لقناة "العراقية": لستُ أنا مَن أدخل القوات الأميركية إلى العراق، بل هناك، وأقول هذا للتوثيق - طلب رسمي من الحكومة السابقة (برئاسة نوري المالكي) بتاريخ 14 حزيران 2014، وبموجب اتفاقية الإطار الاستراتيجي مع أميركا (أي بعد خمسة أيام من سقوط الموصل بيد قوات داعش.ع.ل). وحين تسلمتُ رئاسة الحكومة - في 8 أيلول /سبتمبر 2014، كانت القوات الأميركية على الأرض العراقية، وطائراتهم العمودية المقاتلة تحمي مطار بغداد من تقدم داعش، ووجهت هذه القوات ضربات لقوات داعش في الأنبار وأربيل، وما فعلته أنا هو تنويع القوات الأجنبية والمجيء بقوات من دول أخرى (منها فرنسا وأستراليا وكندا وألمانيا ...الخ) حتى لا تتم مصادرة القرار العراقي من قبل دولة واحدة لها قوات على الأرض!

 

التعليق: نعم، ربما نجح العبادي هنا برفع مسؤولية اتخاذ وتوقيع قرار إدخال القوات الأميركية عن عاتقه ورماها على عاتق زميله والقيادي في حزبه نوري المالكي، وكأنه يقول: بدلا من وضع القرار العراقي تحت رحمة القوات الأميركية لماذا لا نضعه تحت رحمة كوكتيل من القوات الغربية؟! ومع ذلك، فثمة أسئلة مهمة على العبادي أن يجيب عليها إذا كان يريد حقا البرهنة على أنه لا يتحمل المسؤولية عن وجود واستمرار وجود القوات الأميركية والأجنبية الأخرى ومنها:

*ماذا فعل العبادي حين ارتكبت القوات الأميركية العديد من المجازر تحت عنوان "النيران الصديقة" والتي اعترفت القوات الأميركية بأنها قتلت فيها 939 مواطنا عراقيا وسوريا؟

 

*ماذا فعل العبادي بإزاء الامتناع الأميركي عن تسليم العراق الأسلحة والأعتدة والطائرات الحربية التي اشتراها العراق وسلم أثمانها نقدا؟

*حين تم تحرير الموصل وجميع المناطق التي سيطرت عليها عصابات داعش، لماذا لم يطلب حيدر العبادي من القوات الأجنبية البدء بتخفيض عديدها، وتحديد سقف زمني للانسحاب الكامل، ولماذا أهمل قرارا صدر من البرلمان آنذاك يطالب حكومته بإجلاء جميع القوات الأجنبية من العراق؟

 

ولوجه الحق أقول، مع علمي بأن المشكلة ليست في الأسماء وأشخاص قادة النظام فكلهم سواء بل في النظام ودستوره ، إن جميع ساسة النظام اليوم، وفي مقدمتهم المالكي وعبد المهدي والبارزاني لا يطيقون العبادي، ويتمنون زواله ليس من السلطة فحسب بل ومن الوجود أيضا، والسبب هو أن الانتصار العراقي على عصابات داعش والذي تحقق بتضحيات العراقيين الهائلة وبطولاتهم الأسطورية اقترن باسمه وبفترة رئاسته ولن يغفروا له هذه المَزيَّة، فالفاشلون - كما يقول علم النفس - لا يطيقون الذين اقترن النجاح باسمهم وفي عهدهم، ولذلك أرسل عبد المهدي قوات حمايته الشخصية بقيادة الضابط آزاد - لم يجد ضابطا عربيا يستأمنه على حياته كما يبدو - ليطرد العبادي من الدار الحكومية التي يسكن فيها تاركا العشرات من أقطاب النظام في القصور والمجمعات الحكومية التي استولوا عليها عنوة منذ سنين عديدة، فـ "مبارك" على من جاء بعبد المهدي الى الحكم!