اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

حول اقتباسات المالكي عن الإمام علي دفاعا عن بقاء حكومة عبد المهدي// علاء اللامي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

علاء اللامي

 

عرض صفحة الكاتب

حول اقتباسات المالكي عن الإمام علي دفاعا عن بقاء حكومة عبد المهدي

علاء اللامي

 

 رفض نوري المالكي في حديث له أمام مجموعة من الشخصيات من مدينة الثورة / الصدر المحاولات الجارية لإسقاط حكومة عبد المهدي، مشيرا الى تكاثر البيانات والتغريدات التي تدعو إلى ذلك، والأكيد أنه يقصد آخر تغريدات "زميله اللدود" في "العملية السياسية" الأميركية مقتدى الصدر. المالكي قال في ما قال إنَّ المطالبة بإسقاط الحكومة خارج خطة عقلانية للإصلاح ومن خارج الآليات الدستورية والديموقراطية سيؤدي الى الفوضى. واستشهد المالكي بعدة أقوال لإسناد منطقه هذا منها: قيل ما هو الأسوأ من الدكتاتورية فقيل الفوضى! وفي الحديث: لا بد للناس من أمير برٍّ أو فاجر/ المصدرمتابعة شخصية لفضائيات عراقية!

 

بخصوص القول الأول فهو من المحفوظات الرجعية التي يكررها المدافعون عن الدكتاتورية وواقع الحال السيء والظالم وأعداء التغيير. وكان المالكي قد كرر قولها بصيغ متقاربة في أكثر من مناسبة منها، في 28 كانون الثاني 2013 وفي 10 آذار 2016 ويبدو أن هذه المقولة قد ترسخت في ذاكرة المتحدث واستعذبها حتى صار يترنم بها، ناسيا مقولات أيام زمان الثورية من قبيل (أَعْظَمُ الْجِهَادِ كَلِمَةَ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ/ حديث نبوي ورد في سنن الترمذي)!

 

تاريخيا، فإن غالبية حالات التغيير الداخلي الشعبي لأنظمة الدكتاتورية والمستبدة لم تؤد إلى الفوضى والسقوط والانهيار الاجتماعي والسياسي والاقتصادي بل إلى دول رصينة وقوية. وأمامنا الكثير من الأمثلة من عمليات التغير والثورات من الثورات الفرنسية والروسية والكوبية والصينية إلى عمليات إنهاء وتغيير الحكم المطلق والدكتاتوريات في إسبانيا فرانكو وتشيلي بينوشيت وجنوب أفريقيا العنصرية - وعلى الطريق- سودان البشير وجزائر بوتفليقة! أما الحالات التي انتهت إلى الفوضى والتدمير فهي - حصراً حصراً - حالات التغيير الفوقي بقوى الاحتلال والغزو الأجنبي كما هي في حالة إسقاط دكتاتورية صدام حسين الدموية المتخلفة والإتيان بنوري المالكي وزملائه وجعلهم قادة وزعماء في نظام طائفي رجعي مناقض لطبيعة الشعب العراقي ضمن ما سمي "دولة المكونات" وها نحن نعيش منذ سبعة عشر عاما في جحيم هذه الفوضى!

 

أما الاقتباس الثاني الذي أدلى به المالكي فهو، أولا، ليس حديثا نبويا بل عبارة مقطوعة من سياقها وردت في الخطبة رقم 40 من خطب الأمام علي بن أبي طالب المنشورة في كتاب "نهج البلاغة/ الرابط".

 

وثانيا فكلام الإمام جاء في سياق الرد على مسألة سياسية فكرية دينية محددة، أثارها الخوارج وعبروا عنها بشعارهم "لا حُكْم إلا لله"، فجاء كلام الإمام ليفرق بين "الحُكْم" في النزاعات بين البشر، و "الإمرة" التي تعني قيادة السلطة السياسية من قبل البشر، واتهم الخوارجَ بالخلط بينهما جهلا أو قصدا. لنقرأ كلام الإمام في سياقه كما ورد في نهج البلاغة – الخطبة 40 (ومن كلام له عليه السلام في الخوارج لما سمع قولهم: "لا حكم إلاّ لله" قال عليه السلام: كَلِمَةُ حَقٍّ يُرَادُ بِهَا بَاطِلٌ! نَعَمْ، إِنَّهُ لا حُكْمَ إِلاَّ للهِ، ولكِنَّ هؤُلاَءِ يَقُولُونَ: لاَ إِمْرَةَ، فَإِنَّهُ لاَبُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ أَمِير بَرّ أَوْ فَاجِر، يَعْمَلُ فِي إِمْرَتِهِ الْمُؤْمِنُ، وَيَسْتَمْتِعُ فِيهَا الْكَافِرُ، وَيُبَلِّغُ اللهُ فِيهَا الْأَجَلَ، وَيُجْمَعُ بِهِ الْفَيءُ، وَيُقَاتَلُ بِهِ الْعَدُوُّ، وَتَأْمَنُ بِهِ السُّبُلُ، وَيُؤْخَذُ بِهِ لِلضَّعِيفِ مِنَ الْقَوِيِّ، حَتَّى يَسْتَرِيحَ بَرٌّ، وَيُسْتَرَاحَ مِنْ فَاجِر. وفي رواية أُخرى أنّه عليه السلام لمّا سمع تحكيمهم قال: حُكْمَ اللهِ أَنْتَظِرُ فِيكُمْ. وقال: أَمَّا الْإِمْرَةُ الْبَرَّةُ فَيَعْمَلُ فيها التَّقِيُّ، وَأَمَّا الْإِمْرَةُ الْفَاجرَةُ فَيَتَمَتَّعُ فِيهَا الشَّقِيُّ، إلى أَنْ تَنْقَطِعَ مُدَّتُهُ، وَتُدْرِكَهُ مَنِيَّتُهُ).

 

من الواضح أن كلام نوري المالكي يأتي خارج الصدد (بالعراقي: بصف الاستكان!)، فالإمام لم يكن يقصد تفضيل الأمير "الحاكم" البرِّ الصالح أو الفاجر على عدم وجود الأمير إطلاقاً، بما قد يعني المساواة بين البرِّ والفاجر كما فهم المالكي، بل يشرح الحالة العامة للواقعة التاريخية كما هي؛ بما معناه، أن الناس محكومة عادة إما بأمير برٍّ صالح أو بأمير فاجر فاسق، ثم يوضح صفات كلٍّ منهما، وإن هذا الأمير يختلف عن الحاكم الذي يتم تحكيمه بين طرفين أو عدة أطراف ليحكم أو يقضي في خلاف محدد. أما كلام المالكي فيأتي في سياق تبريري ودفاعا عما هو "فاسد قائم"، أي عن الحكومة القائمة، والتي هي أخطر حكومة جاءت بعد الاحتلال الأميركي. أو أنه بكلامه هذا لا يوافق على تغييرها إلا بشروطه هو، وبطرح بديل لعبد المهدي قد يكون هو أو من حاشيته أو بشروطه، وعموما فلا فرق بين المالكي وعبد المهدي وجميع قادة وزعماء أحزاب الفساد. وكما كررنا مرارا، فالعلة العراقية ليست في الأشخاص والرؤساء بل في أسس وتركيبة ودستور النظام الطائفي ودولة المكونات، ومتى ما تم تفكيك هذا النظام، وإقامة دولة المواطنة والمساواة تحل المشاكل كلها بالتدريج، وهذا هو ما يعتبره الملكي وعبد المهدي وجميع أقطاب النظام الطائفي فوضى وشغب وتمرد على الدستور – دستورهم الاحتلالي- لأنها تخرجهم من دائرة الحكم وقد تلقي بهم خلف القضبان ليحاكموا بتهم الفساد والتخريب الشامل!

 

*رابط الخطبة رقم 40 من خطب الأمام علي بن أبي طالب المنشورة في كتاب "نهج البلاغة".

http://qadatona.org/%D8%B9%D8%B1%D8%A

  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.