اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

مسرحية الدوامة- 3 والأخيرة// د. ميسون حنا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. ميسون حنا

 

عرض صفحة الكاتبة 

مسرحية الدوامة- 3 والأخيرة

د. ميسون حنا

الاردن

 

اللوحة الثالثة والأخيرة

 (كوخ حقير، الرجل يقف والمصباح أمامه، الفتاة تبدو في ثياب رثة وقد جُردت من الحلي، وتجلس جانبا. العبد يقف أمام الرجل)

الرجل: (للعبد) الشواء لي والفتات لها، طعامي يوضع في إناء من ذهب وطعامها في إناء حقير. ( يذهب العبد ، بينما تضحك الفتاة بسخرية)

الرجل: (بغضب) مغضوب عليه من يعاشر امرأة متمردة.

      (تستمر في الضحك الساخر)

الرجل: إضحكي... فللضحك طعم الملوحة عندما يغص صاحبها بدموعه الحبيسة في داخله.

      (تكف عن الضحك وتنظر إليه، يواصل)

الرجل: ونكهة الذل وإن أظهر صاحبها كبرياء زائفة، ولون الموت عندما يغدو قريبا.

      (تنظر إليه بذعر بينما يقبل العبد ومعه الطعام كما أمره، يضع أمام الرجل طبقا ذهبيا، ويضع وعاء من الصفيح الصديء أمام الفتاة التي تُعرض عنه، الرجل ينظر إليها ويضحك، العبد ينظر إلى الفتاة برأفة، يلحظ ذلك الرجل بغيظ)

الرجل: (للعبد) اقترب.

      (يقترب العبد منه، يدني الرجل الطعام من العبد الذي ينظر إليه بشهية ثم يلتفت إلى الرجل الذي يضحك بسخرية ويبعد الطبق عنه، العبد يبتعد ويشيح بنظره عن الطعام آنفا)

الرجل: تعال (يقترب منه) دللني.

      (العبد ينظر إليه ببلاهة)

الرجل: هي لا تريد أن تأكل ولكني أريد... أطعمني بيديك (ينظر إليه العبد بدهشة، بينما يوميء الرجل إليه مؤكدا أن يفعل، العبد يبدأ يلقمه الطعام بغل، يضع في فمه لقيمات متتابعة وبسرعة، الرجل يغص ويشير إليه أن يتوقف، العبد يزداد شراسة ويستمر في تلقيمه الطعام، الرجل يكاد يختنق، يتوقف العبد عن إطعلمه وينظر إليه ويضحك، تزداد حالة الرجل سوءا، الفتاة تبدو قلقة، العبد يكف عن الضحك وينظر إليه باهتمام)

الفتاة: (للعبد) إفعل شيئا.

العبد  : (ببرود) إفعلي شيئا.

الفتاة: إنه يختنق.

      (العبد يهز رأسه بصمت ، ثم يقتربان منه أكثر ويقفان حوله، ينظران إليه ببرود بينما حالته تتصاعد نحو الأسوأ)

الفتاة: هل سيموت؟

      (العبد يقلب يديه بلا مبالاة، الرجل يختنق تماما،ويرتمي على الأرض جثة هامدة، الفتاة تقترب من الرجل وتهزه، تتأكد من موته، لحظات يتبادلان خلالها النظرات ويبدو كل منهما كمن يريد أن يستوعب الحادثة)

الفتاة: (متمالكة) قتلته!

العبد  : (ساهما) لم يحتمل عبثي .

الفتاة: لم تنقذه.

العبد  : لم تنقذيه.

      (يتبادلان النظرات بصمت، لحظات ثم يسحب العبد الجثمان ويواريه خارجا ثم يعود)

الفتاة: (بشك) لن يعود ثانية؟

العبد  : (يهز رأسه نفيا) ستأكله الديدان.

الفتاة: (ساهمة) وكأنه لم يكن...

      (لحظة)

العبد  : أنت حرة .

الفتاة: (متنبهة) أنا حرة ... حرة (تضحك) حرة.

      (العبد ينظر إليها بسرور)

الفتاة: (بانفعال وقد كفت عن الضحك) سأبرح هذا المكان الحقير.

العبد  : (بسرور) وأنا كذلك.

      (يقترب من المصباح، تركض الفتاة وتسبقه إليه)

الفتاة: (بقلق) ماذا تريد؟

العبد  : حريتي.

      ( العبد يمد يده إلى المصباح، تخطف المصباح وتنأى به جانبا وتصرخ)

الفتاة: لا ... (بشراسة) أنا صاحبته الآن... إنه لي.

      (ينظر العبد إليها بدهشة)

الفتاة: (مستدركة بلطف) ستعيدني إلى قريتي أولا، أليس كذلك؟

      (العبد يبدو متشككا ، لحظة ثم يتمالك)

العبد  : (هادئا، مطمئنا) نعم ... مريني أعيدك، وبعد ذلك نكسر المصباح و ...

الفتاة: (منفعلة) لا ... لن نكسره، لقد أصبح في حوزتي الآن... هناك فرق بين أن تملك الشيء أو لا تملكه.

      (لحظة حرجة)

الفتاة: (متراجعة) لن أمكنك منه قبل أن أعود.

العبد  : (بقسوة) هيا نغادر إذن.

      (يمسك يسدها، تتراجع للخلف)

الفتاة: إنتظر (تلتقط الطبق الذهبي) سأصحبه معي.

      (العبد ينظر إليها بحزن)

      (الفتاة تنظر للطبق بانبهار)

الفتاة: وكأني أرى خيوط الشمس منبثقة منه.

العبد  : هذه الخيوط تتشرنق حولك.

الفتاة: أريد عشرة أطباق مثل هذا الطبق.

      (العبد ينظر إليها بقلق ويهز رأسه بأسى)

الفتاة: (تنظر إلى ثوبها) لن أعود إلى دياري بثوب مهلهل، أريد ثيابا براقة و ... وحلي (تتلمس جيدها) أين مصاغي الذي ، ستحضر لي أثمن منه وأجمل...

العبد  : مزقي تلك الخيوط قبل أن تأكلك (يهزها) هيا ...

الفتاة: لا ... لا أيها العبد، لا أريد أن أعود إلى منزلي، بل ... بل أريد أن أعود إليه بعد أن تبني لي مكانه بيتا عاليا... عاليا، أعلى من بيت الرجل، أريد عرشا مرصعا أجلس عليه كالملكات، أريده مرتفعا لأرى الناس تحت ينظرون إليه بانبهار وحسرة، أريد السماء بساطا تحت قدمي، والشمس ... أريدها لتنير لي مجلسي، وتحرق كل من تسول له نفسه أذيتي أو الإقتراب مني ... أريد كل شيء، لا تتسع الكلمات لتعبر عما يتصارع في نفسي من الرغبات... لكنك تفهم أيها العبد، أليس كذلك؟

العبد  : (ساهما) والمصباح؟

الفتاة(تصرخ بجشع) المصباح ملكي أيها الغبي، ورثته عن زوجي...

      (تضم المصباح إلى صدرها بحرص، العبد ينظر إليها بثبات، لحظان ثم يخطف المصباح ويرميه أرضا ليتحطم، تنظر إلى العبد وقد عقدت لسانها الدهشة ثم ترتمي على الأرض فوق المصباح وتنتحب، العبد يخرج)

 

*****

تمت

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.