اخر الاخبار:
كاليفورنيا تعلن حالة الطوارئ بسبب الزلزال - الجمعة, 06 كانون1/ديسمبر 2024 10:48
مقتل شخص في قصف تركي استهدف قرية بدهوك - الأربعاء, 04 كانون1/ديسمبر 2024 19:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

أوراق الخريف- رواية: الفصل الخامس والعشرون// د. آدم عربي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. آدم عربي

 

عرض صفحة الكاتب 

أوراق الخريف- رواية: الفصل الخامس والعشرون

د. آدم عربي

 

تصبح العلاقة بين جينا وأحمد قوية، حيث لا تنظر إليه كعشيق فقط، بل تتعدى ذلك إلى علاقة أكثر تعقيداً وعمقاً.

أحمد دائماً ما كان يرفض الزواج من جينا، مبرراً ذلك بأن الزواج يقتل الحب. هذا الرفض يدهش جينا، فهي ترى نفسها حلماً لأي شخص؛ فهي تمتلك المال والجمال وكل ما يمكن أن يتمناه رجل. لكنها تجد في شخصية أحمد شيئاً مختلفاً يثير اهتمامها.

أحمد منصب على كتابة أفكاره، ويأمل أن تلقى آذاناً صاغية. مشروعه هو "أمركة" الشرق الأوسط بدلاً من "أسلمة" الشرق الأوسط التي استمرت لثمانين عاماً. يرى أحمد أن هذا المشروع سيكون مفيداً لشعوب الشرق الأوسط وللاقتصاد الأمريكي.

جينا تقتنع بمشروع أحمد وتشجعه على نشر أفكاره.

يبدأ أحمد بنشر مقالاته في صحف مختلفة، آملاً أن تصل أفكاره إلى صناع القرار.

مع مرور الوقت، تتعمق العلاقة بين أحمد وجينا أكثر فأكثر، حيث يبدآن في مشاركة تفاصيل حياتهما وأفكارهما بشكل أكبر. تصبح جينا ليس فقط داعمة لمشروع أحمد، بل شريكته الفعلية في صياغة وتطوير الأفكار التي يسعى لنشرها.

جينا، بفضل علاقاتها ونفوذها، تبدأ بمساعدة أحمد على الوصول إلى المنصات الإعلامية الأوسع انتشاراً. تستخدم شبكاتها الاجتماعية لتأمين لقاءات له مع شخصيات مؤثرة وصناع قرار في العالم الغربي، مما يزيد من انتشار أفكاره وتأثيرها.

على الرغم من ذلك، يظل أحمد متمسكاً بفكرة أن الزواج قد يحد من حريته الفكرية والإبداعية. يعبر لجينا عن مخاوفه بأن الالتزام الرسمي قد يجعله ينشغل بأمور حياتية تقليدية، مما قد يؤثر على قدرته على التركيز على مشروعه الفكري.

جينا، رغم تفهمها لموقف أحمد، تشعر أحياناً بالقلق من عدم استقرار العلاقة بينهما. ومع ذلك، تستمر في دعمه بقوة، معتبرة أن رؤيته الفريدة والمغايرة للمفاهيم التقليدية هي ما جعلها تقع في حبه.

تتوالى مقالات أحمد في الصحف وتثير جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والفكرية. البعض يرى في أفكاره تحدياً للواقع القائم، بينما يعتبرها آخرون طرحاً جريئاً قد يكون بداية لتغيير حقيقي في المنطقة.

بفضل المثابرة والدعم الذي يتلقاه من جينا، يبدأ مشروع "أمركة" الشرق الأوسط في كسب تأييد بعض النخب الفكرية والسياسية. تتزايد الدعوات لعقد ندوات ومؤتمرات لمناقشة أفكار أحمد، ومع الوقت يبدأ المشروع في اكتساب زخم أكبر.

يظل أحمد وجينا ملتزمين برؤيتهما المشتركة، رغم التحديات والضغوط التي يواجهانها من المجتمع والمحيطين بهما. يصبح هدفهما المشترك ليس فقط نشر الأفكار، بل أيضاً إحداث تغيير فعلي في المنطقة، ليكونا بذلك شركاء في الحب والفكر والمشروع.

مع تزايد الاهتمام بمشروع "أمركة" الشرق الأوسط، يواجه أحمد انتقادات حادة من بعض الأوساط التقليدية التي ترى في أفكاره تهديداً لهويتهم وثقافتهم. تُوجه له اتهامات بمحاولة تدمير القيم والأعراف التي بُنيت عليها المجتمعات الشرقية. ومع ذلك، لا يتراجع أحمد عن موقفه، بل يرى في هذه الانتقادات دليلاً على أهمية مشروعه وحتمية التغيير.

جينا، بفضل ذكائها الاجتماعي، تتعامل بحنكة مع هذه الانتقادات. تقوم بتنظيم لقاءات غير رسمية تجمع بين أحمد وبعض منتقديه، على أمل أن يتمكنوا من رؤية الأمور من زاوية مختلفة. وفي بعض الأحيان، تنجح هذه اللقاءات في تقليل التوتر وفتح حوار بناء حول المستقبل الذي يتطلع إليه أحمد.

في إحدى هذه اللقاءات، يظهر أحمد قوة شخصيته وجاذبيته الفكرية، مما يجعل حتى أشد منتقديه يعترفون بعمق تفكيره ووضوح رؤيته. يبدأ البعض في إعادة النظر في مواقفهم، ويرون أن مشروعه قد يحمل في طياته فرصة لإحداث توازن بين القيم التقليدية والتحديث الذي يراه ضرورياً.

مع مرور الوقت، يتحول أحمد إلى شخصية عامة مؤثرة، تتصدر مقالاته العناوين الرئيسية وتستضيفه البرامج الحوارية. يصبح اسمه مرتبطاً بفكرة "أمركة" الشرق الأوسط، ويدعوه الكثيرون للمشاركة في مبادرات تهدف إلى إعادة تشكيل الفكر السياسي والاجتماعي في المنطقة.

رغم النجاح الذي يحققه، يظل أحمد محافظاً على تواضعه وتركيزه على هدفه الرئيسي. يرفض العروض المغرية التي تتطلب منه التخلي عن جزء من مبادئه أو تغيير مساره. يعتبر أن نجاح مشروعه ليس فقط في انتشاره، بل في قدرته على إحداث تغيير حقيقي ومستدام ، وخاصة أنَّ له علاقة بجيوب الامريكين والشرقيين على قاعدة الشراكة لا على قاعدة العبودية .

جينا، التي باتت الآن شريكة حياته العاطفية والفكرية، تستمر في دعمه دون قيد أو شرط. تشعر بالفخر بما حققاه معاً، لكنها تظل تأمل في أن يأتي اليوم الذي يغير فيه أحمد رأيه بشأن الزواج. ومع ذلك، تدرك أن الحب الذي يجمعهما يتجاوز الأطر التقليدية، وأن علاقتهما تقوم على الاحترام المتبادل والدعم اللامحدود.

يصبح أحمد وجينا رمزاً لثنائية العقل والقلب، حيث يجمعان بين الحب والفكر لتحقيق حلم مشترك. ويظلان ملتزمين بنشر أفكارهم والتأثير في العالم، مع الحفاظ على قوة العلاقة التي بدأت بينهما كتجربة فريدة وتحولت إلى شراكة حياتية لا مثيل لها.

 

يتبع في الفصل السادس والعشرون .....

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.