كـتـاب ألموقع

تأثير التغيرات المناخية على السياحة الساحلية// بنيامين يوخنا دانيال

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

بنيامين يوخنا دانيال

 عرض صفحة الكاتب 

تأثير التغيرات المناخية على السياحة الساحلية

بنيامين يوخنا دانيال

 

إن انحسار السياحة الساحلية (الشاطئية) في بعض المقاصد المهمة على خارطة السياحة العالمية هو من تداعيات ظاهرة التغيرات المناخية والاحتباس الحراري البارزة التي تفضي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر وتآكل السواحل وانحسارها إلى الوراء , وزيادة حموضة ودرجة حرارة المحيطات, وتراجع الأنظمة الايكولوجية الشاطئية والبحرية, والاضرار بجمالية وجاذبية الشواطئ والبنية التحتية للمناطق المحاذية لها, وغرق الجزر الصغيرة وغيرها كثيرة . ويتمخض عن هذا الانحسار الكثير من التبعات الاقتصادية والاجتماعية الكارثية على المستوى الدولي, وعلى المستويين الوطني والمحلي لكثير من الدول التي ازدهرت فيها هذه السياحة على نحو ملحوظ ( ومنها الدول الجزرية الصغيرة النامية المعروفة اختصارا بسايدس ) , لعوامل عديدة, وبحكم تمتعها بسواحل غنية بالمياه ذات الجودة العالية والخدمات السياحية المختلفة والنظم الايكولوجية المتميزة ( ولكنها الأكثر هشاشة وحساسية ) , مثل الشعاب المرجانية التي تستثمر في النواحي الترفيهية المتعلقة بالسياحة في أكثر من ( 100 ) دولة حول العالم, وتجذب سنويا ( 350 ) مليون شخص تقريبا , وتسهم بمقدار ( 11,5 ) مليار دولار أمريكي في السياحة الدولية, وأيضا الايكات الساحلية ( المانغروف – القرم ) التي تحمي السواحل الهشة ( دروع السواحل ) , إذ تؤكد المصادر العلمية ان بإمكان حزام بطول ( 100 ) م من ايكات القرم الكثيفة أن تقلل القوة التدميرية للتسونامي بنسبة قد تصل إلى ( 90 ) في المائة , وهي تمتص وتخزن أيضا الانبعاثات الكربونية الصادرة عن مختلف الأنشطة البشرية ( خزانات , مستودعات للكربون ) , وتساهم بفعالية في توازن وتحييد الكربون, ومعالجة الآثار السلبية لتغير المناخ والاحتباس الحراري , وإن كانت تشغل نسبة واحد في المائة من مساحات الغابات في العالم وفقا للأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة الامريكية, بعد أن فقدت بنهاية القرن ال ( 20 ) نحو ( 50 ) في المائة من مساحتها على نطاق العالم ( تايلاند 84 % , 60 % لكل من ماليزيا, الفلبين, باكستان, ساحل العاج, تنزانيا, غينيا بيساو, ميانمار, المكسيك, وبنما بحسب المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي ) , وتمارس فيها شتى الأنشطة السياحية, مثل الخروج بجولات القوارب والصيد الترفيهي وممارسة هواية التصوير الفوتوغرافي ومراقبة الطيور والحيوانات البرية ... ومن هذه الدول الولايات المتحدة الامريكية التي تشكل الايرادات المتأتية من السياحة الشاطئية فيها ( 85 ) في المائة من اجمالي إيراداتها المتأتية من صناعة السياحة البالغة نحو ( 700 ) مليار دولار سنويا , ينفقها ( 180 ) مليون زائر محلي وأجنبي , وهو رقم كبير جدا. وأيضا الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط التي استقبلت سواحلها في عام 2000 قرابة ( 200 ) مليون سائح دولي , وكانت ( منظمة التجارة الدولية ) قد توقعت أن يصل الرقم إلى ( 246 ) مليون سائح في عام 2020 .