اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• دراسة موضوعية لماذا خسر الكلدان في الانتخابات؟

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

بقلم يوحنا بيداويد

              دراسة موضوعية لماذا خسر الكلدان في الانتخابات؟

اعلنت المفوضية المستقلة المشرفة على الانتخابات النتائج النهائية للانتخاب البرلمان العراقي الجديد 2010 – 2114 بفوز القائمة العراقية ب 91 مقعدأ ومن بعدها قائمة ائتلاف دولة قانون ب 89 مقعدا والائتلاف الوطني الشيعي ب 70 والائتلاف الكردي ب 43 مقعدا.

اما بالنسبة للمقاعد الكوتا المخصصة للمسيحيين فازت بها كل من قائمة الرافدين بثلاثة مقاعد وقائمة المجلس الشعبي بمقعدين. خسر الكلدان مرة اخرى الفوز بأي مقعد انتخابي من مقاعد كوتا الخمسة، على الرغم من ان معظم الكلدانيين يعتبرون فوز القائمة العراقية العلمانية فوزا لهم لانهم الكثيرون صوتوا لها وكانوا على مر تاريخ بلاد الرافدين كانوا اكثر عراقية ووطنية من اي مكون اخر الى ان مرارة الهزيمة تظهر على ملامحهم.

لكن سؤال طرحه ويطرحه الكثيرون من ابناء شعبنا لماذا الفشل مرة اخرى؟ لماذا انقسم الكلدان على الرغم من اتفاق كافة احزابهم ومؤسساتهم على انهم مهمشين من قبل الحكومة المركزية وحكومة الاقليم وانهم غير متفقين مع الاحزاب الاخرى بين ابناء شعبنا مثل المجلس الشعبي والزوعا والوطني في كثير من المواضيع بالاخص التسمية وطريقة توزيع المناصب والاموال. للاجابة على هذا السؤال نضع هذه الدراسة المقتصرة على امل يتم تناولها من قبل الاخوة الكتاب الاخرين بكل جرأة وموضوعية وواقعية بعيدا عن التطرف والتعصب هذه بعض اسباب الفشل :-

اولا- من اهم الاسباب كان الصراع القائم بين قادة الاحزاب الكلدانية على الموقع والذي ان دل على شيء دل على الروح اللاشعور بالمسؤولية التي رأيناها في تركيزهم على المنافع الذاتية بتفضيل كل واحد اسمه في مقدمة القائمة دون اعطاء اي اهتمام لمشاعر الناس في القاعدة وامالهم ولما يحتاجه الكلدان انفسهم ان يحصلوا عليه في هذه الانتخابات.

ثانيا- تدخل بعض الاطراف من الكنيسة في امريكا في موضوع من يتصدر القائمة او القوائم، والسكوت المحير الذي طبق على افواه زملائنا الكتاب والكتاب دون التطرق اليه او التهرب الغريب من الموضوع الا بعد اعلان النتائج . هذا كان ايضا احد اهم اسباب. لا اعرف ماذا كانوا يتوقعون ؟ ولماذا لم يستوعبوا اي شيء من الدروس السابقة. كما قلنا مرارا ان الكنيسة هي ام للجميع لم اعرف لماذا اختارت طريق التمييز بين ابنائها على هذه الطريقة!!.

ثالثا- عدم وجود تنظيم سياسي كلداني قوي له قائد سياسي له كارزما في حديثة وخطبه وتحاليله، له بعد نظر في القضايا السياسية العراقية والمنطقة وكيفية الاستفادة من التناقضات المرحلية والظروف المتغيرة والمساومة باصوات الكلدان لصالحهم، لم نجد حضورلهم في تمثيل الكلدان في المؤتمرات الدولية والاقليمية او داخل العراقية ولم نراهم يرفعوا صوتهم عند الازمات الكبيرة الا قليلا ولم يقوموا باي مبادرات كبيرة خلال اربع سنين الماضية، لم نرى مظاهرة او مسيرة او مؤتمر كبير وشامل نظموه بخصوص للكلدان للتحدث عن وضعية المسيحيين في العراق ويدرس موقف الكلدان من القضية القومية والعلاقة مع الاحزاب الاخرى من شعبنا، لا في العراق ولا في المهجر ولا في دول الجوار. باختصار لم يكن هناك صوت كلداني سياسي للكلدان واضح. كذلك عدم دخولهم في ائتلافات وطنية جعلهم على هامش.

رابعا- المفهوم القومي عند الكلدان لا زال ضبابيا وغير واضح، فهم منقسمون الى ثلاثة فئات مختلفة حسب مايلي:-

الفئة الاولى، لا يميزون بين علاقتهم الايمانية بالكنيسة وعبادة الله كمسيحيين ووجودهم الانساني كبشر وفي مجتمع له ظروفه الزمنية والمكانية ، الامر الذي يجعلهم يحتاجون الى التعبير او الدفاع عن انفسهم في القضايا السياسية لدى الحكومات التي تشرع القوانين الارضية وتنظم طريقة سير الحياة الاجتماعية الزمنية. فيشبهون مثل المسيحيين الاوائل في زمن مار بطرس الذين باعوا كل ممتلكاتهم وجلسوا ينتظرون مجيء الثاني للمسيح قريبا !!!. وكأن العالم كله يؤمن اليوم بالقيم المسيحية وان ملكوت الله متحقق حولهم. مجرد ايمانهم بالمسيحية كل حقوقهم مضمونة و تُعطى لهم.!!!. اما في المهجراصبح عدد الاكبر غير مبالي بماضيه وجذوره ووقعوا في مستنقع الفكر المادي واصحبت المادة القبلة التي يوجهون اوجهم اليها ، متناسين علاقتهم العضوية باخوتهم في ارض الوطن وما حصل ويحصل لهم!.

الفئة الثانية، هي التي ترى لايوجد فرق بين الطوائف والتسميات المسيحية من الكلدان والاشوريين والسريان انهم شعب واحد قومية واحدة ودين واحد وتاريخ واحد وارض واحدة، لذلك هم مندمجون في تلك الاحزاب الاخرى من شعبنا مثل زوعا والمجلس الشعبي والوطني و بين النهرين يعملون بكل جهدهم فيها، ويظنون انهم يمثلون الصوت الكلداني القومي الحقيقي، دون مبالين للمتعصبين الاشوريين في هذه الاحزاب ربما يخدعونهم ويتركونهم يشعرون بان كلدانيتهم ليست سوى صفة كنسية وان الاشورية وحدها الاسم المقدس الذي ظهر في حضارة الرافدين. اكثرهم يسكتون على هؤلاء المتعصبين بل لا يتجرؤون الرد عليهم خوفا من طردهم او فصلهم من هذه الاحزاب.

الفئة الثالثة والاخيرة، هم من يؤمنون بان الكلدان قومية عراقية لوحدها وان جذورهم ترجع الى الدولة الكلدانية الاخيرة التي بدورها ترجع الى البابليين في مراحلها الثلاثة والاكديين والعاموريين وهم احفاد السومريين. لا علاقة لهم بالاشورية او السريانية ابدا وان كانت الوقائع عكس ذلك. هؤلاء كانوا قلة قليلة الى حد قبل عشرين سنة لكن بعد حرب الخليح وظهور بوادر حصول تغير في العراق نشطوا كثيرا وان عددهم في الزيادة على الرغم من قلة خبرتهم السياسية ووجود انقسامات الكثيرة وصراعات بينهم لاسيما حول المناصب والكراسي والمال وعدم وجود رؤية واضحة لطريقة عملهم السياسية سوى الادعاء بالكلدانية عن طريق المقالات فهم كالاشوريين المتعصبين يلغون فترة زمنية مدتها 1800 سنة من الاندماح معا في الكنيسة الشرقية فقط، يريدون ان يتذكروا الدولة البابلية ويطفرون فوق هذه الفترة الطويلة الى نهاية القرن التاسع عشر و العشرين بصورة غريبة !!!!. فهم بعيدون عن الساحة السياسية والواقع وان نتائج الانتخابات الاخير كشفت لهم هذه الحقيقة. ولكن على الرغم من الخسارة الكبيرة التي لحقتهم لا زال البعض منهم مستمر في ادعاءاته غير الواقعية وغير المدروسة؟؟ ويدعي انه نبوخذ نصر القادم للكلدان.

خامسا – عدم تراص الصفوف بينهم وقلة الدعم المادي والكنسي والذي قدم بين حين اخر لكن في نهاية، كانت له بشروط غير معقولة وغير موضوعية وغير قومية، جعل من المتحمسين الى القضية الكلدانية، التخلي عن القضية لا سيما في الانتخابات الاخيرة اتخاذ الموقف المتفرج، كذلك صوت الكثير من الكلدان الى القائمة العراقية (مثل بطنايا و تلسقوف وفي المهجر) التي يعتبرونها علمانية على امل تحقق لهم السلام والامن في الوطن او القوائم الاخرى مثل المجلس الشعبي او الزوعا.

سادسا – كانت الاحزاب الاشورية تراقب الموقف الكلداني بدقة ، وكانوا على دراية كافية بالمازق الكلداني وطريقة عملهم الفجة، فخططوا جيدا لكسب اصواتهم، اصابتهم دهشة كبيرة حينما توقفت الماكنة الاعلامية للكلدان موقف المتفرج او شلت حركتها بعد دخول الاحزاب الكلدانية بقائمتين وتهرب الكثير منهم من مسؤولية اتخاذ القرار المناسب الامر الذي كان غريبا لي شخصيا والذي احملهم المسؤولية مع قادة الاحزاب وبعض من رجال الكنيسة هذه الهزيمة!!. فقائمة الرافدين لم تحقق اصواتا اكثر من الانتخابات السابقة التي حصلت على كرسي من فضلة الاصوات العراقيين بصعوبة بينما فازت بثلاثة مقاعد الان وبعدد اقل من اصواتها السابقة، لان انقسام الكلدان جعل مهمتهم اسهل بكثير خاصة في المهجر.

في الختام نتمنى ان يتم رص الصفوف مرة اخرى بين الاحزاب الكلدانية و يتم تنظيم عقد مؤتمر كلداني شامل يحضره مندوبين من كافة انحاء العالم وان يتم تشكيل لجان فرعية في كل دول لتحضير ودراسة الموضوع بصيغة موضوعية. وعدم فرض اي جهة نفسها باعتباره الجهة المخولة لاتخاذ القرارات والتحضير والتنظيم.

كما نهنئ الاخوة الفائزين من ابناء شعبنا من قائمة الرافدين والمجلس الشعبي ونتمنى له كل الموفقية ونطلب منهم ان يدافعوا عن هموم وحقوق ابناء شعبنا بعيدا عن المصلحة الذاتية الضيقة المتعلقة باحزابهم فقط وان يكون هناك تفاهم كبير بينهم في القضايا المصيرية وان يكون لهم موقفا سباقا في القضايا المهمة بحيث ترعى الجميع ويكون هذا الموقف معلن لشعبنا دائما وبكل وضوح بعيدا عن دهاليز السياسة وان لا يكون مضمرا كما حصل في الدورة الماضية.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.