اخر الاخبار:
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

من أين جاءت قصيدة (للريل وحمد)// د. هاشم عبود الموسوي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

من أين جاءت قصيدة (للريل وحمد)

د. هاشم عبود الموسوي

 

أولا قبل أن أسرد القصة الحقيقية لمنبع هذه القصيدة التي فتحت بمفرداتها المتداولة بين الناس أبوابا جديدة للقصيدة العامية، ومنحت المنجز الشعري إقبالا غير مسبوق.

أود أن أدون ما كتبه كاظم اللامي بهذا الصدد:

(الشاعر الكبير مظفر النواب لم يكن على درجة كبيرة من الصدق والصحة بما أورده بخصوص قصة قصيدته "الريل وحمد" لاعتبارات سيكولوجية سيسيولوجية مهمة، ولو في حدودها العراقية الضيقة لو أنها - أي الاعتبارات - طبقت بعلمية المستكشف الناظر بتجلٍ لكل صغيرة وكبيرة وبزوايا متعددة لواقعية القصة التي روتها رفيقة دربه في رحلة قطار الجنوب القادم من بغداد باتجاه البصرة وفي مقاعد الدرجة الثالثة.

أوجزها بما يأتي.. الحياء وطبيعة النساء وخصوصا الجنوبيات ولعظم الهم الكبير الملقى على أرواحهن كلباس يقيهن برد الحياة المميت بالتأكيد سيمنعها أن تصرح ولو تلميحا لأقرب الناس اليها بهذا الوجع القاتل، ولما له من تبعات تنهي حياتها وهي الهاربة طويلا كجان، فالجان في رواية "البؤساء" لخطر يهدر طويلا كصوت القطار الذي يقلها، وما يستبعد هذا البوح ان القطار يتواجد في زمن السرد عند منطقة نفوذ أهلها وعشيرتها، ومحل سكن حبيبها الذي تنكر لها.

ثم وعن تجربة واقعية مررنا بها أثناء سفرنا المتواصل في وسائل النقل العراقية، ومنها القطار انه بالامكان ان يتجاذب الرجل أطراف الحديث مع رجل آخر، وربما بأسرار كبيرة اذا ما تواجدت الثقة بينهما والتي يكشفها السفر لكونه ميزان الأخلاق.

أما امرأة تفتح النار على نفسها بهذه الطريقة الانتحارية عند اسماع رجل غريب وعند حدود ادارية تجمع أهلها وذويها، فهذا لم ولن يحصل.

-----------

وإليكم ما أعرفه وأدونه عن منشأ فكرة وأجواء هذه القصيدة، غير منتقصا من صديقي ورفيقي الشاعر الكبير "مظفر النواب" والذي يسكنان الإلهام والعبقرية في داخله،

لاشك وأن السنوات الخمس التي أعقبت ثورة 14تموز 1958كانت تعتبر فترة شعرية غزيرة، وخصب بكل المعاني في حياة كل الشعراء العراقيين. وقد قام إتحاد الأدباء والكتاب العراقيين والذي كان في مرحلة التأسيس، بمبادرة غير مسبوقة من نوعها، ليرسل وفدا من أدباء بغداد الى جنوب العراق، وخاصة منطقة الأهوار، من أجل الإطلاع على التراث الأدبي والشعري فيها وتوثيقه، ليتم البدء بدراسته وتحليله بشكل متمعن.

لا تحضرني أسماء المشاركين في ذلك الوفد، إلا أني أعلم جيدا أن الأديب القاص "نزار عباس"، والذي كان يعتبر من أحد أقطاب الحركة الوجودية في العراق (إضافة الى حسين مردان وخالد السلام، والذي تحول ليصبح كاتبا ماركسيا.. وغيرهم) ، قد كان ضمن الوفد. . إستعار الوفد أحد أجهزة التسجيل الصوتي الصغيرة نسبيا والتي تُشغل بالبطاريات، من مديرية الإذاعة والتلفزيون، التي كان يدير شؤونها الراحل الأديب الكبير كاظم السماوي (وهو أحد أعضاء الهيئة المؤسسة لإتحاد الأدباء والكتاب العراقيين آنذاك .. وقد أيد لي الأستاذ كاظم (قبل وفاته بسنوات ما سمعته من "نزار عباس") ، والذي إلتقيته في دمشق في صيف 1964 ، هو قادم من بغداد وأنا قادم من برلين، وقد سكنّا في بانسيون واحد، حيث ذكر لي بأن الشاعر الموهوب والكبير "مظفر النواب" كان متعطشا ليستمع الى التسجيلات الصوتية التي عاد بها الوفد من زيارته للجنوب وقد إستمع الى نص يحكي عن أسطورة حب نشأت بين شخص يدعى حمد وحبيبته المعاتبة له على هجرها، و(كانت اللهجة العامية التي كتب بها النص لا ترقي لتلتقي مع ذائقة سكان المدن).

قال لي الأستاذ نزار بأن مظفر لم ينم لعدة ليالي، حتى جاء لنا يقرأ نصا تزاوجت فيه بخلابة دفقات الموت والحياة، وقد خلق القصيدة من جديد ولتكن القصيدة قد أصبحت فيما بعد أحد مفاتيح الحداثة الشعرية العامية لينشرها فيما بعد في عام 1959 في مجلة المثقف الجديد البغدادية. وأنا شخصيا قرأتها آنذاك على صفحات تلك المجلة، متلذذا لأول مرة مثل كثير من المتلقين للشعر الشعبي العراقي. وأتذكر بأنه وضع في مقدمة القصيدة نصا، كما أتذكر، جاء فيه: (أحبت حمد وأحبها وكان حبا جميلا لون أيامهما بالفرح. وها هي اليوم تمر على مضارب عشيرة حمد.. وهذه القصيدة له ولها ولصديقي ذو العيون المليئة بأيام النضال).

اللهم أشهد أني كتبت عما سمعته وعرفته.

د.هاشم عبود الموسوي

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.