كـتـاب ألموقع

عناد غزوان// د. هاشم عبود الموسوي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

عناد غزوان

د. هاشم عبود الموسوي

 

.. بمثل هذا اليوم في 9/10/2004 نقل مكان إقامته.. عندما غاب عنا، لكنه لم يزل ماثل أمامنا، لأنه لم يمت، وهو موجود معنا..

وهو ذلك العمود الكبير في الثقافة والتقد والأدب.. وهو الرجل الذي ترك لنا أثرا، سحل فيه بأمانته العلمية المعهودة، ملا حظات غزيرة تكشف عن حس تاريخي وفني بنقد الشعر وتأويله وهو فضلا عن كونه أكاديميا لامعا ومخبوبا ÷ كان ناقدا تراثيا وحداثويا، يشار إليه ضمن قائمة الطليعة النقاد والأدباء المحدثين في عالمنا العربي.. وكوني متخصص بالهندسة المعمارية، فقد أعجبت من قدرة هذا العبقري من المناقشة والإشراف على طلبة البكالوريس والماجستير والدكتوراه في الهندسة المعمارية.

وكان لمدة سبعين عام شعلة من النشاط، علم الأجيال التذوق والتحليل، وقد تميز ببساطته وشعبيته وتواضعه وكان كل ذلك من أوضح خصاله الكريمة..

قادتني الصدفة لألتقي بذالك الرجل الفذ في سني الحصار الإقتصادي المريرة التي مرت على العراق بعد عام 1991 عتدما توقفت عجلة الإقتصاد بشكل قاسي، وكنت في تلك الفترة أبحث عن مصدر رزق يعادل العوز المادي الذي كبلني، فإلتجأت الى القيام بترجمة رسائل ووثائق و دراسات بين اللغتين الألمانية والعربية وكان آنذاك الأستاذ عناد رئيسا لجمعية المترجمين العراقيين.. هناك تعرفت على هذا الرجل الذي كنت أراه منبسط الأسارير منشرحا متهللا، وقد شعرت بأنه كان يتعالى على أخلاقيات أهدرت قيمة العلم وهيبة المعرفة أمام الجاه والقوة.. وقد تولى أكثر من مناصب إدارية وعلمية وآخرها (رئيس الإتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين).

وبقى عناد غزوان العملاق في كل شئ في تواضعه وأخلاقه وتعامله مع الآخرين.

 

لكل ما ذكرت أعلاه ، فأنه لم يمت .. ونشعر بأنه كان و لازال موجودا معنا.