اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• حين جدع أحدهم أنفه !!

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يوسف أبو الفوز

مقالات اخرى للكاتب

                       الكلام المباح

حين جدع أحدهم أنفه !!

 

كان صديقي الصدوق ، أبو سكينة  ، منزعجا جدا ، أثر العمليات الارهابية التي حصلت اخيرا ، في العديد من المدن العراقية وراح ضحيتها العديد من ابناء شعبنا الأبرياء ، فراح يشتم ـ شرقا وغربا ـ ويلطم عبر الهاتف . حين التقينا راح يكرر بأنه يرى الأسباب في كل ما جرى هو هذه الفوضى المتداخلة والتوتر المتواصل في علاقات القوى السياسية والصراع بشتى الطرق والوسائل على المغانم والمكاسب بينما المواطن المسكين يدفع ثمن الاختراقات الامنية التي تهدد بـ " فتق " كبيرا وليس مجرد "خرق " بسيط في الحياة الامنية للعراقيين . كان عليّ إخراج أبو سكينه من حالة التشاؤم والكآبة التي ترافقه من اسابيع وهو يتابع ما يجري في الساحة السياسية ، فرحت احكي له عن المخلصين والحكماء من ابناء الوطن، الذين يقلقهم أي مشكلة في الاوضاع السياسية، انطلاقا من ادراكهم لمصالح الوطن وعملهم الدائم لأجل تخليصه مما هو عليه من أحوال  بائسة حيث نجدهم يدعون باستمرار الى كون حل أي عقبة سياسية يجب ان يتم عبر طاولة الحوار الوطني من اجل تطوق أي أزمة، كبرت أو صغرت ، فلا حل امام أي طرف سياسي سوى العمل بروح التسامح والتعايش ضمن دولة مؤسسات يسود فيها القانون ليضمن حقوق كل مواطن بغض النظر عن الانتماء القومي والديني والسياسي .

 حين انتهت نشرة الاخبار كان ابو سكينه ما زال منفعلا وهو يسمع التصريحات النارية من هذا الطرف او ذاك. ثم ونحن نتابع حوارا ساخنا عبر احد الفضائيات بين ممثلي كتل سياسية عراقية، سألني  ابو سكينة : هل تعتقد ان القوى المتنفذة المتناحرة يمكن ان تستمع للحكماء من ابناء البلد ، وتخضع لصوت العقل وتتجاوز اساليب التجييش الطائفي ومخاطره ؟ وقبل ان اجيبه مط رقبته واضاف : ان كان للقوى السياسية رأس وعقل وصبر وحكمة ومرجعية سياسية و ... و ... هذا يعني لابد ان يكون لها أنف !! واذ نظرت اليه متسائلا عما يقصد ، بلع ريقه ، مط رقبته وعمص عينه اليسرى وقال وهو يتكلم بهدوء كعادته  :

 ـ في  السنوات الخوالي ، ايام جدي وجدك ، لم يكن هناك حمامات وانابيب مياه ، كان النهر وشرائعه حمامات مشاعة للناس للاغتسال ، ويوما ذهب احدهم الى شريعة النهر ليستحم ويحلق شعر عانته ، فهمت أمه ذلك حين لاحظته يحضر معداته ويشحذ نصل موس الحلاقة ، فقالت له ، بحكمة الامهات ، وهو يهم بالمغادرة الى النهر : " وانت تحلق شعر عانتك انتبه لانفك " !

 ضحك من أمه ونصيحتها الغريبة ، فأين موقع هذا من ذاك ؟!

 عند النهر وهو منهمك في حلاقة شعر عانته حطت ذبابة على طرف أنفه ، هشها بالموس ...  فجدع أنفه  !

 

*  طريق الشعب العدد 110 الأثنين 23 كانون الثاني‏ 2012

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.