اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• في إنتظار تنين الحظ !

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 يوسف أبو الفوز

مقالات اخرى للكاتب

                    الكلام المباح

في إنتظار تنين الحظ  !

 

يتبع الصينيون في حياتهم عادة ، التقويم القمري ، لتحديد بداية الشهر ونهايته وحيث هناك اسم لكل سنة ، والسنة الحالية مثلا هي "سنة التنين " ، التي غزت رسومها ورموزها وسائل الاعلام ، وأنتجت عنها مختلف الانواع من الهدايا مستلهمة شكل التنين أما راقصا أو مبتسما أو مفكرا وايضا ... وهو ينفخ ألسنة اللهب ، بالشكل المعروف عنه والذي تعرضه لنا القصص التراثية والاساطير !

 استغرب ، صديقي الصدوق ، "أبو سكينة " حين وجدني أتابع وبشغف في الانترنيت تقارير عن السنة الصينية الجديدة ، وأخبار الاحتفالات التي أقيمت بمناسبتها في العديد من دول العالم وما يتحدث به المعلقون في البرامج المختلفة ونشرات الاخبار وكيف ان نساء كثيرات ، في العديد من دول العالم ، أجرين ولادات قيصرية حتى يمنحن اطفالهن المواليد في رأس السنة الصينية وحسب الاعتقاد الذكاء والسلطة والرفاه ، ولأن ابا سكينة يعرف اني لم أكن يوما من المؤمنين بالابراج ، وكان شاهدا على محاولاتي للفوز بنفر كباب على حساب أيهام بعض المعارف والاصدقاء بامكانية معرفة حظوطهم وطالعهم ، بقراءة الكف والفنجان معتمدا على ما أعرف من معلومات عنهم وتخمينات بسيطة ، فكان يفضحني  أمامهم بشكل موجع :

 ـ لو بامكانه ان يكشف الحظ ، لاستطاع ان يعرف حظه !

هذه المرة ، لم اجد امام سطوة "ابو سكينة" سوى محاولة كسبه الى جانبي :

 ـ ماذا نخسر لو اننا تابعنا ذلك ، يقولون ان سنة التنين، سنة الرخاء والرفاهية وجني الثروات والنجاحات، ربما يكون لنا حصة بذلك، وانت تعرف بأن حظي ، مثل كل عراقي ، مسخم ملطم ، من ديكتاتورية صدام الى احتلال امريكي ، الى حكومات محاصصة طائفية ، الى ...

ضحك ابو سكينة ، ومط رقبته وعمص عينه اليسرى :

  ـ  "وتعتقد ان تنينك ابو الحظوظ راح يكون ابو رأس واحد لو أبو رأسين؟!"

 لم يكن لي مزاج لمناقشته ، بينما راح يواصل أيلامي بدون رحمة  :

ـ إذ استمرت اوضاع العراق تمشي بهذا الشكل الاعرج ، الناس المساكين مشغولة بلقمة العيش، والقوى المتنفذة كل طرف سلاحه بحزامه وكل يوم تصريحات ومناورات والعاب سياسية ، وتخندق وتوتر مناطقي وطائفي وسط انفلات امني وانتعاش الاعمال الارهابية ، وتشعر وكأن القيامة قادمة ثم فجأة ... تيتي ... تيتي ... تبدأ لعبة  تبويس اللحى ، فإن تنينك هذا ـ يا بعد عيني ـ حتى لو كان أبو عشر رؤوس ، من راح  ينفخ فإن حظنا منه راح يكون بس سخام الوجه ، أما الثروة والرفاهية ستكون من نصيب أمثال صاحبك "ابو فلان " وحمايته و ... ، أما انت وامثالك ـ انا وياكم ـ وكل عراقي مظلوم ، الافضل ان نندب حظنا ونظل نمش بوزنه بالعاقول اذا ما تعلمنا شلون نقول كلمتنا بصوت عال حتى ناخذ حقوقنا  !

   *عن طريق الشعب العدد 118 الأثنين 6 شباط‏ 2012

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.