اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• حيرة مشروعة !

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يوسف أبو الفوز

مقالات اخرى للكاتب

                     الكلام المباح ( 13)

حيرة مشروعة !

 

لم تكفني مشاكل وحرقة قلب صديقي الصدوق ، "أبو سكينة" ، حتى ظهر لي "أبو جليل" ، ولأني اعرف طبيعة العلاقة المتينة بينهما ، " التأريخية " مثلما يقول أبو سكينة ، فأن ذلك حتم عليّ ان أتحمل كل شلعان القلب والرذاذ واحيانا الاحجار الخشنة التي تصلني من المعارك بينهما ، التي لا تنتهي ، بسبب أو بدون سبب، لكن دائما السبب الاساس لها ـ كما يقول ابو سكينة ـ يكمن في : أحوال السياسة في العراق واخبارها!

ابو جليل ، سمعه ثقيل ، بصره ضعيف ، أضافة الى كونه يذكرني دائما بطرفة رواها لي احد الاصدقاء عن والده ، كيف غضب مرة وهو يستمع الى بلاغات اذاعة الديكتاتور المقبور صدام حسين تتحدث عن خسائر المعارك في حربه مع الجارة أيران وتقول : (خسائرنا اربعة جنود بقصف عشوائي ... ) ، فصاح الوالد المسكين بغضب صادق : ( الله واكبر ، يعني لازم كل يوم يقصفونهم وقت العشا ! ) ... هذه المرة ، خلال زيارتهما الاخيرة لي ، لم ينتظرا دخول البيت ، الملاسنة كانت مستمرة طوال الطريق وتواصلت عند الباب. فهمت ان موضوعها السيارات المصفحة التي صوت مجلس النواب لشرائها بقيمة 60 مليار دينار، حيث قامت الدنيا ولم تقعد بسببها !

كان أبو سكينة يصرخ حتى يسمعه صاحبه : (أي مسؤولية ، يا ابو جليل ، هل تتذكر حين راح مئة من النواب ، دفعة واحدة ، الى الحج وتركوا شؤون الوطن والمواطنين معلقة ؟ ليش تستغرب ان يفكروا الان بحماية أنفسهم فقط ولا يفكرون بهموم المواطن ؟! ألا تقول لي كم تبلغ قيمة المصفحات ؟ وماذا يمكن ان تقدم الحكومة للمواطن بثمنها ؟ فقط قول لي ... !! )

كان ابو جليل وهو يرمش بعيونه الكليلة ، سارحا في جانب اخر تماما ، ترك ابو سكينة والتفت لي ليحاول كسبي الى جانبه : (كلما اسمع الاخبار في التلفزيون يتفتت كبدي . أقول لكم يكذبون علينا ليل ونهار. اقول لكم يكذبون . بروح الماتوا لك ، شوف عندك ... كل مرة يقولون صرح سياسي مسؤول "رفيع" المستوى ، بشرفك .. بناموسك ، أتصدق بهذا الكلام ؟! ) .

أحاول ان افهم ما يريد الوصول اليه ابو جليل ، فأهز رأسي علامة على التجاوب . فيواصل كلامه : ( ثم نشوف صورة هذا السياسي المسؤول الرفيع المستوى في التلفزيون ، فنجد أنه لا رفيع ولا بطيخ ، يحتاج عشرة مرافقين حتى يحزموه ويلزموه ، كأنه يأكل مع عميان ويحتاج يفتحون له الباب على وسعه ، على مصراعيه ، حتى يدخل ، وثم يقولون لك بكل بساطه أنه رفيع ! اقول لكم يكذبون ! ويحيرونا معاهم . سألت أبني جليل وشوفني بالانترنيت صور هذه السيارات المصفحة وابوابها الضيقة ... انا محتار ... لو أشتروا هذه المصفحات كيف ان هذا السياسي، النائب " الرفيع "، راح يدخل من باب المصفحة الضيق ؟؟!! ) .

طريق الشعب العدد 138 الأثنين 5 أذار‏ 2012

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.