اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

هل بامكان الادب قراءة الوقائع والتنبأ بالاحداث؟// يوسف ابو الفوز

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

هل بامكان الادب قراءة الوقائع والتنبأ بالاحداث؟

إعداد: يوسف ابو الفوز

 

1: هل بامكان الادب قراءة الوقائع والتنبا بالاحداث؟ نجح في ذلك الروائي الاشتراكي جاك لندن (1876ــ1916) في روايته الشهيرة العقب الحديدية (بالإنجليزية: The Iron Heel) ، التي كتبها عام 1906 ونشرت لأول مرة في عام 1908، حيث تنبأ الكاتب بظهور الفاشية في اوربا ونشوب الحرب العالمية الاولى.

2: مؤخرا، وحسب استطلاع اجرته هيئة الاذاعة الوطنية الفنلندية Yle، في اواخر شهر نيسان، توقع 54% من الفنلنديين حدوث عملية ارهابية في فنلندا خلال الفترة المقبلة.

3: في خريف عام 2008 انهيت شخصيا كتابة رواية "كوابيس هلسنكي"، وصدرت عن دار المدى العراقية خريف عام 2011، وننتظر الفترة المقبلة صدور ترجمتها الفنلندية.. هذه الرواية التي حاولت قراءة الوقائع، وتسليط الضوء على نشاط الجماعات التكفيرية في اوربا وفنلندا خصوصا، تخيلت عملا ارهابيا في هلسنكي.

 4: لو صحت مخاوف الفنلنديين في الاستطلاع المذكور، فهل يسجل للرواية انها كانت صيحة تحذير لم يستمع لها احد في اوانها؟

5:  كوابيس يوسف أبو الفوز.. استقراء المستقبل روائياً! بقلم ـ علاء المفرجي

بعد سقوط النظام الدكتاتوري 2003، تمكن الكاتب يوسف أبو الفوز، من العودة وزيارة وطنه الذي أضطر لمغادرته صيف عام 1979 لأسباب سياسية، حيث ومنذ مطلع 1982 شارك في فصائل الكفاح المسلح (قوات الأنصار للحزب الشيوعي العراقي) المقاومة لنظام صدام حسين حتى حملات الأنفال 1988، ثم دار بين العديد من الدول العربية والأوربية، بحثا عن سقف آمن حتى استقر به المقام في فنلندا مطلع عام 1995. في زيارته وكانت الأولى من بعد غياب 27 عاما، كان لنا لقاء في مكاتب صحيفة المدى، ومنه سمعت أفكارا عن مشاريع ونشاطات، وصارت اللقاءات تتجدد عند كل زيارة، ومعها تتجدد الأفكار والمشاريع. صدرت له مؤخرا، عن  دار المدى، رواية جديدة تحت عنوان "كوابيس هلسنكي".

رغم أن العنوان يقود إلى عاصمة دولة أوربية، إلا انه يمكن القول أنها كوابيس عراقية بامتياز، فالرواية تحاول أن تسلط الضوء على تجارب مواطنين عراقيين، مقيمين في بلد أوربي، هنا هو فنلندا، مهمومين بموضوعة العنف والإرهاب وارتباطه بالتطرف الديني والسياسي، وشخوص الرواية العراقيين يعكسون تجاربهم ومعاناتهم مع عسف النظام الدكتاتوري السابق وفترة الاحتلال الأميركي وما نتج عن ذلك. الكوابيس تتجاوز معناها الحرفي كأحلام مزعجة إلى واقع مرير وحقائق مرعبة تتحدث عنها الرواية، إذ تجتهد لتسليط الضوء على أساليب دعم الجماعات المتأسلمة التكفيرية الناشطة في أوربا لدورة العنف الطائفي في العراق، وتحاول أن تحذر من مخاطر هذه الجماعات المتطرفة على الحياة المسالمة في بلد أوربي مثل فنلندا!

والرواية إلى حد ما حاولت أن تكون أمينة لإحدى مهام الادب في استقراء المستقبل ونتائج بروز التشدد والتطرف السياسي والديني في أوربا، فهي تطلق صرخة تحذير من أن أسباب العنف والإرهاب اجتماعية واقتصادية قبل أن تكون دينية، وهي كامنة ويمكن أن تنفجر في أي حين عند توفر الظروف المناسبة، وهكذا فالرواية تحدثت عن أعمال عنف سبق وحصلت في فرنسا وفنلندا وحذرت من احتمال تجددها في أي مكان من أوربا، وحصل ذلك في لندن والنرويج مؤخرا، والرواية أيضا تربط بشكل مباشر الأحداث بما يحصل في العراق، ونشاط المنظمات التكفيرية في التجنيد والتمويل والتدريب والإسناد، يقول أبو الفوز عن موضوع روايته: خلال عملية البحث والإعداد لكتابة الرواية تبين أن الجماعات التكفيرية نشطة في أوربا بشكل مخيف، فدوائر الاستخبارات الأوربية مثلا تؤكد رسميا وجود أكثر من 800 عنصر من أعضاء الخلايا النائمة لهذه الجماعات، وبحكم إقامتي في فنلندا فالسؤال الذي ورد في البال هو عن حصة فنلندا من هذا الرقم؟ وما هي خطط هذه العناصر، مهما كان عددها، وأي اهداف سيختارون في هذا البلد المسالم المرمي عند حافة القطب؟ وما هي العوامل التي ستجعلهم يستيقظون من سباتهم ليوجهوا ضرباتهم الإرهابية؟ وأسئلة عديدة أخرى، وفي محاولة للبحث عن أجوبة مناسبة قدمت الرواية عالما متخيلا، رسمت فيه شبكة علاقات ونشاطات لمجموعة إرهابية تخطط لهجوم إرهابي في فنلندا، وتدعم الأعمال الإرهابية في العراق وتحدثت عن آليات عمل هذه الجماعات. حصل انه بعد دفع الرواية للنشر نهاية عام 2008، حصلت العديد من الأحداث التي أكدت ما ذهبت إليه الرواية وحاولت استقراءه، ففي خريف عام 2010 حصلت محاولة التفجير الإرهابي وسط العاصمة السويدية ستوكهولم، وفي فنلندا تم الإعلان عن اعتقال أشخاص بتهمة دعم الإرهاب تمويلا ومحاولات تجنيد عناصر وسياسيا صعد اليمين المتطرف الفنلندي إلى واجهة التأثير في القرار السياسي، وأحداث عديدة أخرى.

 * عن صحيفة المدى العدد (2372) الاثنين 23/01/2012

 6 : مقطع من رواية "كوابيس هلسنكي": غزوة هلسنكي

اقلب اوراقا وكتبا وملفات انيقة. هذا مكان خرافي لا يخطر على البال لادارة كل ما هو غير قانوني. جداول باستلامات مالية وحوالات. ملف يحمل عنوان "بيروت4". افتح كراسات مطبوعة بشكل انيق واقرأ العنوان "دورة خاصة في تصنيع المتفجرات خاصة للطائفة المقاتلة الظاهرة على الحق حتى يأتي أمر الله". واجد خرائط ومخططات. كراس اخر "تجارب حية... مجاهدون في مواجهة التحقيق... تجارب في الحفاظ على اسرار الجماعة". فأجد انفاسي تضيق. التهم الحروف غير متفاجأ بما اقرأ من رسائل وخطب ووصايا وخطط  تضمها محتويات تلك الغرفة اللعينة. مطبخ الموت:

ــ يا اخوتي في الايمان ليكن معلوما لكم ان الامة التي تحسن صياغة الموت وتعرف كيف تموت الميتة الشريفة يهب لها الله عز وجل الحياة العزيزة في الدنيا والنعيم الخالد في الجنة وما الوهن والضعف الذي اصاب امتنا الا من حبنا وتعلقنا بالحياة وكرهنا للموت فأعدوا انفسكم لعمل عظيم، واحرصوا على الموت الكريم توهب لكم الحياة الخالدة، والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز. بسم الله الرحمن الرحيم "ان الله اشترى من المؤمنين اموالهم وانفسهم" صدق الله العلي العظيم. ومثلما كان لاخوتكم في الايمان صولات مع قوى الكفر، وكان لهم غزواتهم في بلاد الكفر  يجب ان تكون لنا غزوتنا...

وكاد قلبي ان ينفطر. صرت اسمع صوت دكتور الرياضيات ينبعث من حروف الرسالة او المحاضرة التي تحويها تلك الاوراق المركونة في زاوية الغرفة في مغلف انيق اخفي بمهارة:

ـ انتم تلاحظون يا اخوتي في الايمان، كيف ان هذه البلدان الصليبية صارت تتضامن فيما بينها في الاساءة الى الاسلام ومقدساتنا الاسلامية. بدأو بالرسوم الكاريكاتيرية والاستهانة بشخصية الرسول الكريم ولا ندري ماذا سيفعلون بعد ذلك. وعلينا ان نكون متهيئين لكل شئ، ولدينا خططنا الجاهزة للرد في اي وقت. ان  فنلندا ايها الاخوة المجاهدين ليس لديها قوات عسكرية في العراق وموقفها متوازن من القضية الفلسطينية، وفي افغانستان تشارك بقوة رمزية، وهي غير متورطة بشكل كبير في الاعمال العسكرية ضد الامة الاسلامية ولكن السياسة كما شرحنا لكم ليس فيها ثوابت، فعلينا ان نكون جاهزين للتعامل والرد في اي لحظة. ومثلما نفذ اخواننا المجاهدون في مانهاتن غزوتهم المباركة الكبرى التي هزت الدنيا يجب ان تكون لنا غزوتنا في هلسنكي عند الضرورة ولهذا الامر نهيؤكم وندربكم حتى تكونوا جاهزين للمستقبل ونضرب حين تأتي ساعة الصفر. ونحن من سنختارها.

واقلب الخرائط والاوراق فأرى مخططات لمحطات المترو في هلسنكي. مخططات مجمعات التسوق الكبيرة، في شرق هلسنكي وفي غربها وفي مركزها. ارى خارطة لمحطة القطار الرئيسى في هلسنكي وصورها من اكثر من جانب وزاوية وثمة دوائر حمراء وسوداء تنتشر هنا وهناك. ارى صور لمبنى البرلمان ومبنى رئاسة الجمهورية وموانئ السفن ومحطة البريد المركزية ودار الاوبرا. صور متعددة الزوايا لسفارات دول معتمدة في هلسنكي. صور بالالوان والاسود والابيض لاماكن لم تخطر ببالي حتى زيارتها واكتفي برؤيتها في التلفزيون او في المجلات المصورة. خلف كل صورة او معها مرفق تقرير قصير او موسع بالمعلومات عن سنة انشاء البناء والمواد المستخدمة في بنائه وتقدير قوة المقاومة ونوع المتفجرات المناسبة وجداول ساعات العمل الرسمي. وارى البوم صور لاشخاص. اعرف بعضهم. اراهم في الصحف والتلفزيون. سياسيون في البلد ومسؤولون كبار. خلف كل صورة اسم وعنوان ومعلومات. ما هذا؟ هذا ليس بالعمل المرتجل، وليس من فعل شخص واحد او عدة اشخاص. اتكون التقارير التي تنشرها وسائل الاعلام عن تنظيمات ونشاط الجماعات الارهابية في اوربا تعني هذا؟ ما الذي يريده هؤلاء المجانين من بلد مسالم صغير مثل فنلندا، آواهم واحتضنهم مع عوائلهم بعد ان راحت تطاردهم حكومات بلدانهم؟ لم اعد احتمل. ضاق تنفسي وشعرت كأني اهبط من الحلم في هوة عميقة لا قرار لها.  قفزت من نومي وانا اصرخ فزعا.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.