اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

في ذكرى عيد الجيش// يوسف أبو الفوز

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

في ذكرى عيد الجيش:

في الحرب: جنود.. عرفاء.. ضباط.. والخ

يوسف أبو الفوز

 

(الى المتباكين على "الزمن الجميل " !)

 

 ( من مخطوط ينتظر النشر انجز عام 1992)

حارق ... خارق !

ركب مخزن ذخيرة جديد، كل رصاصاته حارق... خارق، وضع البندقية على حالة الرمي رشا، استند إلى جدار الخندق، غرس كعب البندقية في الأرض ، وضع الفوهة في فمه ، وضغط الزناد!

لم يفهم الكثيرون لماذا؟

 كان قد قال لأحد الجنود قبل يومين :

ــ لم اعد أطيق ذلك، لم اعد احتمل اكثر ، كل يوم، ليل ونهار ، ما أن أغفو قليلا، حتى يأتيني السيد الرئيس المهيب، يكشف عجيزتي و  ...

خشخشة

دخل الدار متعبا، منهكا، يجرجر نفسه، استقبلته زوجته تخشخش بأساورها الذهبية، وعدها بان يجعل ذراعيها لا تتسعان لهن، وكانت واثقة تماما من وعده:

ـــ  " يا بنت الحلال، الله فاتحها علينا، الشغل ماشي، أنت بس تدللي"!

أدخلته الحمام. ساعدته على نزع ثياب العمل. دلكت له ساقيه وذراعيه ثم جلفت له جلده بصابون معطر وصبت عليه نصف زجاجة من الكولونيا، ثم نشفت له جسده مثل طفل، وساعدته على ارتداء ثوب نظيف، قبلها على وجنتيها عرفانا بالجميل، وقال بإخلاص:

ــ لولاك، ولولا رعايتك لي لما استطعت مواصلة العمل، أتدرين اليوم غسلت ودفنت ...

لم تسمع الرقم الذي ذكره، غلا شئ في المطبخ فهرولت إلى هناك وأساورها تصدر خشخشة تذكرها بوعوده الصادقة!

هأ .. هأ ... هأ    !!

توفي والده بالسكتة القلبية . لم يبك !

ورد اسم أخيه في قوائم المفقودين. لم يبك !

 فقد ذراعه الأيمن شرق البصرة. لم يبك !

فسخت ابنة خالته خطوبتها معه. لم يبك !

جن صديق طفولته. لم يبك !

اعدم أستاذ التاريخ في كليتهم. لم يبك !

 

البارحة، على شاشة التلفزيون، في لقاء مع صحفي أجنبي، روى السيد الرئيس ـــ حفظه الله ـــ  نكتة ، ضحك لها كل مرافقي الرئيس من حرسه الخاص والوزراء وأعضاء مجلس قيادة الثورة وقادة فرق الجيش وممثلي مجلس الشعب الوطني ومسؤولي منظمات الطلبة والشباب والنساء ورؤساء تحرير الصحف ورؤساء العشائر، و... شبعوا ضحكا!

وجد نفسه يبكي ، يبكي ، يبكي ، يبكي بحرقة !

 

عناكب

 في زاوية الملجأ الرطب ولأكثر من ساعة، جلس القرفصاء، صامتا وثمة رغبة عارمة الى التدخين، لكن سجائرهم نفدت. أمامه يجلس صاحبه، شارد اللب، صامتا مثله، محدقا الى سقف الملجأ ببلاهة. قبل أسبوع همس إليه:

ــ ثمة عنكبوت يدب هنا !!

ونقر على صدغه بأصابعه المسودة . البارحة عاد وقال له:

ــ انه ينسج له بيتا بنشاط !

ومنذ أسبوع وهو يستعيد معلوماته عن العناكب، ويتخيل أشكالها، وألوانها و ... لكن اليوم، ومع بدء القصف المدفعي من الجانب الأخر ، أحس ثمة شيئا ، ناعما ، صغيرا ، يدب داخل تلافيف رأسه!        

 

***

منذ أيام وثمة عنكبوت يبني له عشا داخل رأسه. يحس به وهو يدب بنعومة، ويتخيله كيف يعمل بنشاط. البارحة اكمل العنكبوت بناء عشه، تماما مع بدء نوبة حراسته الليلية. كان الجو باردا، الريح تصفر في المنطقة الحرام. مد رأسه في الملجأ، كان أصحابه ينامون بوداعة الأطفال، ملتمين على أنفسهم، يلتصقون ببعض طلبا للدفء، فشعر بالشفقة تجتاحه، ومشاعر من المحبة تطغي على كل كيانه، وكان العنكبوت يتحرك بنشاط، بنشاط مثير ولم ينتظر طويلا، كانت مشاعر الشفقة تجعله يرتجف من الحب، وبهدوء وحتى لا يزعج النائمين سكب كل ما بداخل زجاجات النفط على الأشياء القابلة للاشتعال، ثم نثر بعضه على بطانيات النائمين، واشعل النار.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.