كـتـاب ألموقع

• ضربني بوشو ( بوجهه ) على ايدي !

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

احسان جواد كاظم

مقالات اخرى للكاتب

  ضربني بوشو ( بوجهه ) على ايدي !

هذا ماتدعيه شرطة نوري المالكي وما ردده في لقاء مع رولا الأيوبي مراسلة البي بي سي في بغداد والذي بدا فيه قلقا كأنه امام امتحان صعب.

فقد كانت تساؤلاتها حول استعمال العنف المفرط ضد متظاهري شباب شباط المسالمين قد استفزته ايما استفزاز ! ورغم ادعائه بان حكومته لم تخش المظاهرات الشعبية الا انه عاد واعترف بمتابعته للموقف يوم 25 شباط ( جمعة الغضب ) من غرفة العمليات وكأنه في حالة حرب.

اشار ايضا الى قيام متظاهرين في بعض المناطق بضرب الشرطة التي دافعت عن نفسها وسقط نتيجة ذلك العديد من القتلى العزل.

يذكرني ماقاله المالكي بمسرحية الفنان عادل امام " شاهد ماشافش حاجة " عندما لطم بطل المسرحية شرطي السلطة على وجهه واشتكى للضابط " ضربني بوشو على ايدي ". طبعا في حالتنا جرى الامر معكوسا... فالشرطة باسلحتها المختلفة اعتدت ثم اشتكت من المتظاهرين العزل.

ان حكومة نوري المالكي لاتخشى تظاهرات جمع الانتفاضة الشعبية فقط بل انها مرتعبة منها. لأن هذه التظاهرات تختلف عما الفته من تظاهرات متحاصصيها, والتي لا تخضع لشروط الموافقة الثقيلة وللتضييق والاسلاك الشائكة, كما تظاهرة ساحة التحرير في بغداد والميادين العراقية الاخرى. حيث لاتحدد لها طرق سيرها واماكن تجمعها ووقت انفضاضها والتي تحضى بتغطية اعلامية حكومية ضافية. فشعاراتها الفضفاضة واهدافها التي غالبا ما تكون لتحقيق مكاسب فئوية, يمكن لرئيس الوزراء التعامل معها في كواليس الحكم بالتكرم على منظميها ببعض العطايا ليبتلعوا مطالبهم. بينما يتصف تعامله مع المعارضة الشعبية المتمثلة بمتظاهري انتفاضة الاصلاح ومطالبها وشعاراتها الواقعية الملموسة بالجفاء بسبب هواجسه المسبقة ازاء كل معارضة حقيقية لحكومة المحاصصة الفاشلة. فاجراءات التضييق على المتظاهرين اشاعت حالة من الارتياب لديهم منه وعمّقه قراره الاخير باصدار مذكرات اعتقال بحق ( شباب شباط ) كما جاء في بيان لهم. مع ان مطاليبهم تتحدد بالاصلاح وليس اسقاط النظام ثم شروعه باحتضان قوى مسلحة, لاتعرف عناوينها, كانت حتى الامس تعادي العملية السياسية وتعمل على اسقاط النظام والتي تلطخت اياديها بدماء العراقيين. فاي منطق هذا يسوق حكومة المالكي لقبول ذلك؟

هذا غير اصراره على فرض وصايته الفئوية على وسائل الاعلام التابعة للدولة واستمرار التعتيم الاعلامي على تظاهرات شعبنا المطلبية المشروعة ومطاردته للاعلاميين.

لانستغرب رفض المالكي وقوى الاسلام السياسي عامة لمطالب اطلاق الحريات المدنية, لان ذلك, كما يعتقدون , تهديد حقيقي لبديهية احقيتهم المطلقة في الوصاية على رقاب الناس.

فتحقيق مطالب اطلاق الحريات الديمقراطية العامة والخاصة هو كسر لتابعية التفكير الجماهيري وانتظار مايقرره القائد المفدى ويحرر هذه الجماهير من ربقة الفقيه ويقودهم الى آفاق التفكير الحر الرحبة وحرية اتخاذ القرار الشخصي المستند على قناعات الفرد المستقلة.

ان الاداء الخطابي المنمق لرئيس الوزراء وسخاءه في اطلاق الوعود لم تعد تقنع حلفاءه في حكومة المحاصصة المترهلة, فما بالك بالمواطن العراقي المحروم الذي سئم خطاباتهم والذي يصر على رؤية انجازات حقيقية على الارض.

 

ان ملاحطات قوى التيار الديمقراطي على ورقة الاصلاح الحكومية يمكن ان تكون اساسا صالحا للتغيير المنشود, على ان تسند مهمة تنفيذها لأناس يتصفون بالنزاهة ونظافة ذات اليد والا فلنقرأ على الاصلاح السلام.

 

" اياك والاستئثار بما الناس فيه اسوة ..." (من وصايا امير الفقراء علي بن ابي طالب الى واليه مالك الأشتر)