كـتـاب ألموقع

• غزوة مانهاتن... غزوة أبوت آباد والبقية تأتي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

احسان جواد كاظم

مقالات اخرى للكاتب

غزوة مانهاتن... غزوة أبوت آباد والبقية تأتي

                        

انفقعت مرارة غلمان وإماء بن لادن بقتله... واعادت وكالة المخابرات المركزية اعتبارها بعد سنين من الاحباط بسبب فشلها في كشف الهجوم الارهابي على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك في 11 سبتمبر 2001, باقتصاصها من صنيعتها اسامة بن لادن الذي خرج عن طوعها. وهذه لم تكن المرة الاولى التي تنهي فيه الادارة الامريكية دور او حياة عملائها. فالقائمة طويلة... فكذلك فعلت مع دكتاتور بنما مانويل اورتيغا ومع دكتاتورنا البائد صدام حسين. فالولايات المتحدة الامريكية وحدها من لها الحق في التخلي عن صنائعها عندما تنفذ صلاحياتهم وتبور تجارتهم كما مع ماركوس الفيليبين وشاه ايران محمد رضا بهلوي......

 

ان ما امتازت به هذه العملية هو استخدام طائرات هليكوبتر شبح لايمكن رصدها بالرادارات, كما جاء في الاخبار, مكتومة الصوت لم يشاهد شبيه لها من قبل. اقتحمت عقر دار دولة نووية واستلت بن لادن مقتولا مع كنز معلوماتي كبير.

كما اشّرت هذه العملية الى الانفراد الامريكي التام في التحضير لها, من جمع المعلومات ووضع الخطط واتخاذ القرارات وحتى التنفيذ. واكدت التفوق التكنولوجي العسكري الامريكي.

عمليتان تفصل بينهما عشر سنوات, كانتا مثالا صارخا للغطرسة, الاولى ولّدت سخطا عالميا, شعبي ورسمي, ضدها لأستهدافها اهدافا مدنية, تبعتها حربين مدمرتين في افغانستان والعراق وضحايا لاتحصى في كل بقاع الارض. والثانية, رغم غطرستها الا انها اشاعت الغبطة في قلوب اهالي ضحايا القاعدة في العالم بقتلها احد اعتى مجرمي العصر اسامة بن لادن.

 

ان ما اوقع بن لادن بين براثن الامريكان ليس فقط التكنولوجيا المتفوقة والامكانيات الاستخباراتية العالية والتدريب الدؤوب لجنودهم, بل ربما كان العامل الحاسم في الايقاع به هو ماتعاني منه منظمة القاعدة من مرض مزمن يتمثل بتقطع اوصالها والرفض الشعبي لجرائمها الوحشية بحق المدنيين والمكافحة الدولية لنشاطاتها وتعقب نشطائها ثم الصراعات المحتدمة بين قياداتها وكذلك افكارها وقيمها المدانة حتى في العالم الاسلامي.

 

ربما لن يكون قتل بن لادن هو الجزء الاكثر اهمية في العملية الامريكية في باكستان, كما كان معتقدا, فقد تسفر دراسة الوثائق المهمة التي جمعتها القوة المهاجمة من مقر اقامته, وكما عبروا عنه : بانه كنز استخباراتي, عن مفاجآت كبيرة تجعل الامريكان يفكرون باعادة النظر في تحالفاتهم, وقد تطيح برؤوس ملوك وامراء ورؤساء دول وكارتيلات وشركات وسماسرة مال وسلاح وتجار مخدرات ورقيق ابيض وارهابيين, وخاصة في منطقتنا التي كانت الحاضنة لظهور فكر القاعدة المعادي للانسانية. وهذا حقيقة هو مصدر غبطتنا الصادقة.

 

توّعد منظمة القاعدة بعقاب للامريكان لم يكن جديدا. فهي من يومها الاول تهدد البشرية بالويل والثبور وعواقب الامور فمثلهم " كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث ". (الاعراف – قرآن )