اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• الشيوعيون العراقيون - لاعيب فيهم غير ان ...

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

احسان جواد كاظم

مقالات اخرى للكاتب

الشيوعيون العراقيون - لاعيب فيهم غير ان ...

 

لم يبق من احزاب المعارضة العراقية لنظام الدكتاتورية البائد والفاعلة على الساحة العراقية والتي لم تتلوث بأدران المحاصصة الطائفية - العرقية او بالحروب الطائفية البغيضة والصراعات الفئوية المقيتة سوى الحزب الشيوعي العراقي.

فهو الذي يمكن ان تعقد عليه الآمال في تغيير ديمقراطي حقيقي تكون فية الأولوية للمواطن ومصالحه... لكن دائما ما تتعالى اصوات البعض المنادية بتغيير اسم الحزب مع اقتراب انعقاد كل مؤتمر وطني له واتخاذ اسم جديد بدعوى التحديث والتوائم مع متطلبات الوضع ولتدني الوعي السياسي العام والتشظيات الطائفية والقومية وكذلك لما تثيره كلمة " شيوعي " من حساسية لدى البعض والتي سببتها تضافر حملات جهات دينية ظلامية مع حملات نظام الفاشية البعثي في تشويه فكر الحزب وكفاحه الوطني وتغييبه عن ساحة العمل السياسي لسنوات عديدة.

ان المتابع لبرامج الحزب وبياناته وصحافته ومجمل نشاطه يلحظ تركيزها على تطوير المجتمع وتهتم برفعة المواطن ماديا ومعنويا. وهّمْ الحزب الاساسي هو مكافحة الفقر والظلم والتخلف والجهل مهما كان مصدرها. اما قضايا الايمان من عدمه فهي امور شخصية يقررها المرأ نفسه وليس لأحد اي كان, حق التدخل في شؤونه الخاصة .

فتوسل رضى جهات بوجهات نظر اكل عليها الدهر وشرب وبعقيدة سلفية تقبع ملفعة في غياهب التاريخ لن تنفع شيئا وهو بلاشك الوهم بعينه. فالتجديد في الحزب الشيوعي لايعني شيئا لدى هذا البعض الذي يرفض أصلا التجديد في المجتمع.

واذا كان هناك مواطنين لم يستطع برنامج الحزب ولا نزاهة الشيوعيين ونكران ذواتهم وتاريخهم المشرق عن اقناعهم بقيمه... واذا لم تستطع كل جرائم الاسلام السياسي و حلفاءه ونهبهم الوقح لقوت الفقراء وعموم ابناء شعبنا, واصرارهم على ابقاءهم يعانون في حمأة العوز والتخلف , عن اقناعهم بزيف مباديْ هؤلاء , فلابد للشيوعيين ان يكونوا في غنى عنهم.

ان الراكضين وراء سراب ارضاء هذا البعض يستبدلون العمل الجماهيري الدؤوب بين ابناء الشعب وتبني قضاياهم والدفاع عن مصالحهم, بتغيير اسم الحزب, العصا السحرية ( كما يعتقدون ) والتي سترفع من تأثيره السياسي وتزيد من عضويته. لااعرف كيف سيتلافون القطع مع كل تاريخ الحزب ونهجه وفكره... فليس من العملي مثلا اعتماد فقرة في نظامه الداخلي بان الحزب بتسميته الجديدة هو امتداد للحزب الشيوعي العراقي المتأسس عام 1934, وكأننا لم نفعل شيئا, لان ذلك سوف لايجنبه تكفير اعداء الشيوعية له ولا يثبت هويته.

واسوق هنا التجربة البولونية التي عايشتها عن قرب منذ اوائل الثمانينات. فلم يشفع للشيوعيين في حزب العمال البولوني الموحد, الحزب الحاكم حينها, تسليم السلطة سلميا لمنظمة التضامن, ثم تحويل الحزب من حزب شيوعي الى حزب اشتراكي ديمقراطي وتبنيهم لنهج السوق الحر في الاقتصاد وادخالهم بولونيا لحلف النيتو بعد فوزهم في الانتخابات ديمقراطيا, لم يشفع لهم كل ذلك من وصمهم بالشيوعية يوما من قبل احزاب اليمين البولوني والاكليروس الكنسي... لابل ان الاعلام الغربي بقي مصرا عند الاشارة الى الرئيس البولوني الاسبق الكسندر كفاشنيفسكي, والذي كان من اقرب حلفاء بوش وبلير, الى التذكير باصوله الشيوعية.

لقد كان تغيير تسميات احزاب السلطة في الدول الاشتراكية السابقة فرضته ضرورات فعلية, فقد كانت تثقل كاهل احزاب السلطة فيها تبعات جرائم العهد الستاليني وسياسات البيروقراطية الحزبية وتهميش الرأي الآخر.

ومن جانب آخر , يجب ان لاتغيب عن بال احد, مماطلة وتسويف جهات حكومية في حكومة المركز وفي حكومة اقليم كردستان في تنفيذ القوانين الخاصة بحقوق الشهداء الشيوعيين الذين قضوا تحت التعذيب في زنازين الدكتاتورية وفي المقابر الجماعية او اثناء حملات الاغتيال الارهابية والميليشياوية بعد 2003, وحقوق الانصار الشيوعيين في كردستان الذين قاتلوا الدكتاتورية مع تشكيلات البيشمركة الاخرى وتعرضوا لحملاتها البربرية وانفالاتها الاجرامية. فكيف سيكون تعاملهم لاحقا فيما لو تغير اسم الحزب مع حقوق شهداءه وانصاره ياترى؟

  

ان حرصنا على ابقاء الاسم الحالي " الحزب الشيوعي العراقي " ينبع من مظاهر الاحترام والتبجيل التي يحضى بها الحزب وسياسته الحالية على الصعيد الشعبي رغم عدم ترجمة ذلك لحد الان في نجاح انتخابي, اضافة الى الاسباب الكثيرة المعروفة التي حالت دون هذا النجاح " فطريق الحق قليل سالكوه ", كما ان ليس هناك ما يشين هذه التسمية... لذا ترانا نردد مع الشاعر القديم في قومه ونحن في شيوعيينا:

 

لاعيب فيهم غير ان سيوفهم.......... بهن كلوم من قراع الكتائب

  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.