اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• تغدى بهم قبل ان يتعشوا به !!!

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

احسان جواد كاظم

مقالات اخرى للكاتب

تغدى بهم قبل ان يتعشوا به !!!

 

هذا هو المختصر المفيد من كل مايحدث من صراعات على السلطة بين الاحزاب والكتل الحاكمة وبالتخصيص بين رئيس الوزراء نوري المالكي وحلفاءه الاعداء اياد علاوي, طارق الهاشمي وشخصيات وقيادات سياسية اخرى اختلفت على حصصها في كعكعة السلطة وثروات البلاد.

لسنا معنيين بصراعاتهم, الا بمقدار تأثيرها الكارثي على حياة العراقيين ووحدة وسلامة البلاد ودفعا لغرائزهم في الاستحواذ والانتقام.

 

يبدو المالكي في اللحظة الراهنة كأقوى شخصية سياسية, فهو يمسك بقواعد اللعبة, كما يمسك بمصادر قوة, يقوم بتوظيفها بمهارة لصالحه... هو الذي يقبض على زمام وزارات الدفاع والداخلية والمالية... باحكام ويستند الى تحالف سياسي " التحالف الوطني " الذي يبدو اكثر تماسكا من غيره من التحالفات السياسية والتي ظهرت هشاشتها الى العلن من خلال الانسحابات المتواترة من صفوفها. فتفتت هذه القوى السياسية يخدم بالضرورة المالكي وخططه في اضعاف غرمائه السياسيين واللعب بالملعب لوحده.

ومن اكثر الكتل السياسية التي تعاني من التشرذم هي القائمة العراقية بقيادة اياد علاوي والاحزاب المنضوية تحت لوائها كالتوافق الوطني -الاخوان المسلمون -, التي شهدت انسحابات وانشقاقات واسعة لقيادات عليا وميدانية في مختلف محافظات البلاد بسبب اختلاف الرؤى والاهداف بين قياداتها واعضائها واطرافها المكونة... وقد بدأ تراجع دور القائمة وقائدها, بعد فشلها في المحافظة على الفوز الانتخابي وتشكيل الحكومة باعتبارها القائمة الفائزة الاكبر ثم بعدم تشكيل مجلس الدراسات الاستراتيجية الذي كان تعويضا لها عن الوزارة المفقودة, اضافة الى انحدار بعض قياداتها الى مستنقع الطائفية النتن.

وقد جاءت قضية نائب رئيس الجمهورية واحد قياداتها طارق الهاشمي واتهامه بالارهاب وهروبه الى اقليم كردستان لتطيح بسمعة القائمة, بغض النظر عن صحة الاتهامات من خطأها, ووضعهم في وضع صعب.تبع ذلك سلسلة من القرارات والاجراءات الانانية وغير الصائبة والمستعجلة, بسحب وزراءها من الحكومة ونوابها من مجلس النواب لوقف العملية السياسية, المشلولة اصلا بفعل المحاصصة وحلولها العقيمة. حيث استغل المالكي ذلك افضل استغلال بمنع وزراءئها من دخول وزاراتهم والامر بعدم امتثال المرؤوسين لهؤلاء الوزراء الا من دخل منهم بيت طاعة المالكي الدافيْ!!!

جعل هذا الوضع الصعب قيادات القائمة البحث مجبرين عن حليف يواسيهم في محنتهم وليستظلون بظله والذي وجدوه في التحالف الكردستاني الذي يعاني بنفسه من سياسات المالكي المحجمة لطموحات قياداتهم.

فالتحالف الكردستاني الذي كان قد استغل شبق احزاب الاسلام السياسي الشيعي, بالخصوص, للسلطة بعد اسقاط نظام الدكتاتورية البائد عام 2003 للحصول على اقليم فيدرالي بمواصفات وصلاحيات دولة, نال ما لم يكن ليحلم به اي من قادتهم يوما.

وقد كانت الاجراءات الادارية لقيادة الاقليم ازاء المواطنين القادمين من مناطق العراق الاخرى الى كردستان والمضايقات التي يتعرضون لها قد اوصلت رسالة سلبية للمواطن الذي كان يربو الى الاقليم كواحة آمنة من جحيم القاعدة والميليشيات وفرض الاسلمة الرجعية على المجتمع في الوسط والجنوب.

هذا غير المشاحنات مع الحكومة الاتحادية حول عقود النفط مع الشركات الاجنبية واقرار ميزانية البلاد العامة وتهريب النفط وعوائد المنافذ الحدودية وغيرها.

 

وكان دخول الحزبين الحاكمين في الاقليم على خط قضية طارق الهاشمي, وظهورهم كطرف فيها ثم التصريحات المشككة بالقضاء العراقي ورفضهم تسليمه بحجة الضيافة, اوقعهم في ورطة حقيقة , جعلهم يظهرون وكأنهم في مواجهة مع حكومة المركز, مما مهد للمالكي ومساعديه الطريق لتلقف هذه ( الهدية ) بكل سرور لتناقضها مع احكام الدستور والقانون للاستفادة منها في ابتزازهم لاحقا باعتبارهم خارجين على الدستور وعن القانون.

 

ومما زاد الطين بلة, كان التصريح غير الموفق لرئيس الاقليم مسعود البارازاني, برفضه المشاركة في المؤتمر الوطني فيما لو عقد في بغداد. فقد اعفى هذا التصريح المتشنج نوري المالكي وحزبه من رفض المشاركة في هذا المؤتمر الغير مرغوب به من قبلهم, لما يمتلكونه من عناصر قوة كم اسلفنا . والذي اوقعتهم المطالبة في عقده في احراج بيّن فيما لو نوقشت فيه قضايا جدية تخص الاولويات الاساسية لابناء شعبنا, خصوصا فيما لو شاركت به منظمات المجتمع المدني والاحزاب الوطنية المطالبة بحقوق المواطن وحرياته.

هذا غير وجع الرأس قيادة الاقليم ومعاناتها من المطالب الشعبية, بالضرب على يد الفاسدين من اعوان السلطة واحزابها والقضاء على البطالة...

 

وكما اشرنا مقدما, فانه رغم مايبدو عليه التحالف المؤيد للمالكي, التحالف الوطني, من تماسك, الا ان ذلك لايعدو ان يكون الا مظهرا مزوقا لواقع مر, بسبب صراع المصالح وتنازع الارادات بين اطرافه. فطابعه الطائفي لن ينقذه من التفتت عاجلا ام آجلا.

 

فبينما يحاول المجلس الاسلامي الاعلى بقيادة عمار الحكيم لملمة اطرافه بعد الفشل الانتخابي في الانتخابات الماضية, تتواتر الانباء عن خلافات

داخلية حادة بين اطرافه قد تؤدي الى خروج فيلق بدر من بين اعطافه.

 

التيار الصدري بقيادة مقتدى الصدر فقد الكثير من مصداقيته امام مريديه, بسبب تنصل قياداته عن وعودها بعد " استفتاء الخدمات " المشهور واعطاء حكومة المالكي ( الذين هم جزءا منها ) مهلة ستة اشهر للشروع بالاصلاح او اتخاذ اجراءات جدية لفرض التغيير.

 

عموما يبدو التيار الصدري تائها, حائرا من امره, لايعرف ماذا يريد حقا, لذا تقوم قياداته بين الفينة والاخرى باطلاق مبادرات سياسية هي بالاحرى اعلامية اكثر منها واقعية, لاثبات الوجود ليس الا, من قبيل اسناد انتفاضة البحرين او التوسط للمصالحة بين الحكم والمعارضة في سوريا او اسداء النصائح لتركيا. وهي مهام اكبر من التيار وامكانياته. ثم كان " ميثاق الشرف بين القوى السياسية " الذي كان اشبه بمزحة سياسية, فهو لم يأت بجديد, فما اكثر الاتفاقات والاتفاقيات الجماعية والثنائية التي لم تلتزم بها قوى المحاصصة, هاكم اتفاقات المحاصصة الطائفية العرقية واتفاقات اربيل بين اطراف السلطة... أينها من التطبيق ؟!!!

وكان اكثر ما اخرج التيار الصدري عن طوره, السماح لما يسمى بعصائب الحق بالعمل السياسي بعد اخفاءها للسلاح وظهورها للعلن, بقبول من المالكي, كمنافس مزعج للتيار في مرجعيته ومكانته. فنحن نشهد حرب خطابات وبيانات نارية فيما بينهما قد تؤدي الى ما لايحمد عقباه. والله المنجي !!!

ان اجواء التنافر والتصارع السياسي لن تكون باي حال من الاحوال في صالح نوري المالكي والمقربين اليه. فالوئام السياسي والامان الاجتماعي هما فقط الكفيلان بتحقيق المطامح بما فيها ارضاء المطامح الشخصية للافراد.

وفي الوقت الذي تطلق فيه الدعوات لعقد مؤتمر وطني هو في حقيقته مؤتمر مصالحة بين اطراف السلطة المتصارعة على امتيازاتها فان على القوى الخيرة في منظمات المجتمع المدني والاحزاب الوطنية والشخصيات الديمقراطية ومنتسبي احزاب السلطة ممن يهمهم امر الوطن والمواطن, عقد مؤتمر وطني حقيقي بديل يأخذ على عاتقه مهمة وضع الحلول الناجعة لمشاكل الوطن والمواطن وتكوين رأي عام شعبي لأخراج البلاد من دوامة المحاصصة وازماتها.

  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.