كـتـاب ألموقع

• هل التهام جني كانيبالزم ؟

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

احسان جواد كاظم

هل التهام جني كانيبالزم ؟

فوك ضيم الله من حر لاهب وغبار غامر وارتفاع الاسعاروتسط الفاشلين تتبارى الفضائيات في شهر رمضان بالتحديد في تقديم جرعة عالية من مواعظ ونواهي وفتاوي تحريم لمشايخ وبكل ما تحويه من توعّد يبعث هاجس الخوف والشعور بالذنب في قلب كل مؤمن من كل فعل يأتيه او قول يصرح به حتى لو كان عفويا و بريئا وهو ما يتناقض مع روح هذا الشهر الفضيل من تسامح وغفران وتزاور وتلاقي لابل تحول الى مناسبة ذهبية لتكريس التجهيل والتفرقة الطائفية واثارة الوساوس والشك في قلوب العباد.

الشيخ السلفي المصري محمد الزغبي احد هؤلاء والذي لايقتصر جهاده على رمضان بل انه يقصف به البلاد والعباد كل يوم. وقد زرع الشيخ الشكوك والخوف في قلوبنا عندما تحدث (على اليو تيوب) عن امكانية التهامنا ( من حيث لاندري طبعا ) لجني متلبس جسد دابة, نحن الذين نتقزز من مضغ لحمة قوقع, لكن سٌحب اليو تيوب المذكور لغرض في نفس الشيخ واكتفى بآخر ,اقتصر على تلبس الجني بجسد جمل فقط.

اوردنا الشيخ بحر الاستغراب بمعلومته الجديدة الغريبة, عن عدم استطاعة الجني المتلبس جسد الدابة المعدة للذبح التحرر من جلدها بسرعة وبساطة, وهو ما يبتعد عن مألوف معارفنا وقناعاتنا عن امكانيات الجن اللاطبيعية وامتلاكهم لذكاء ودهاء يفوق ما للأنس. فهو ينزل الارض ويطير في السماء بدون اجنحة ويغوص في الماء بدون خياشيم ويخترق الجدران والحواجز بدون اية مصاعب فما له يقف عاجزا عن الهروب ليموت مع دابة مرشحة لدكة القصاب؟ ثم ما الذي دعا هذا المنحوس لاختيار هذا المصير؟

على العموم لم ينورنا الشيخ العلاّمة بكيفية التمييز بين دابة صحيحة عن الممسوسة , ولم يذكر شيئا عما قد يكون طعم لحم هذه الدابة ولا لونه وادخلنا في نفق حيرة ليس له نهاية. هل نلعن هذا الجني الخبيث على هذه العملة ام نترحم عليه كمسكين مات شهيدا؟

لم يعترف الشيخ بالتهامه جنيا من قبل ولم يذكر شيئا عن مضاعفات ذلك شرعيا وصحيا وقانونيا... فشرعيا كما اعلم, ليس هناك من نص يمنع اكل لحم البشر( كانيبالزم) ولابد ان ذلك يشمل الجن بالضرورة... فهو كائن كالانسان خلق ليعبد الخالق مع بعض القدرات الخارقة.

اما صحيا فان مضاعفات ازدراد لحم الدابة المداف بكمية من طاقة فوق طبيعية يفترض امتلاك الجني لها ستؤدي الى شيئين لا ثالث لهما: اما اسهال حاد يشبه المصاحب لمرض الكوليرا اعاذنا الله منه او امساك لأنسي أكل عشر كيلوات جوز مرة واحدة. ولابد ان العلاجات التقليدية ستقف عاجزة امام هذه المضاعفات, كما انها ستحتاج الى علاج من وزنها, علاج ايماني من نوع خاص في مستواه كما بصقة الشيخ المهاجر المباركة في فم مصدقيه والتي تعفي من كل داء!!!

حسن الطالع المصاحب لشيخنا الجليل والمتمثل بعدم وجود لوائح قانونية دولية تجرم التهام أنسي لجني, حفظت الشيخ من تبعات عدم تحريمه لذلك. فالاحكام الثقيلة او الاعدام تطال آكلي لحم البشر ( الكانيبالزم) والتي اصبحت أخلاق الانسان المتحضر وذائقته ترفضه... والا كان شيخنا وغيره من عليّة القوم فينا ممن ازدردوا جنيا بدابة عرضة الى حملات الغرب الظالمة والمتربصة لأيرادهم مورد بوكاسا امبراطور دولة افريقيا الوسطى الذي التهم معارضيه السياسيين في ولائم عامرة. او بافضل الحالات ايداع شيخنا المجاهد في غوانتينامو مؤبد بدعوى حماية الانسانية والجنانية معا.