كـتـاب ألموقع

نبوءة الحرب الأهلية.. نذير شؤم!// احسان جواد كاظم

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

نبوءة الحرب الأهلية.. نذير شؤم!

احسان جواد كاظم

 

وفق المعطيات المتوفرة, لايمكن استبعاد ما ذهب اليه السيد هوشيار زيباري, وهو السياسي المحنك, في تغريدة له على التويتر بأن العراق مقبل على حرب اهلية!

فبعد الارباك الذي حصل في الوضع السياسي العام في العراق والمنطقة, نتيجة استفتاء انفصال اقليم كردستان وتداعياته من استعادة القوات الاتحادية لسلطاتها الدستورية على ما تسمى بالمناطق المتنازع عليها وخاصة محافظة كركوك الغنية بالنفط, تصاعدت حرب التخوين بين الحزبين الرئيسيين المتنفذين في الاقليم حزب مسعود البارازاني الديمقراطي الكردستاني وحزب الطالباني الاتحاد الوطني, وبعد تنامي الدعوات الشعبية ومن قوى وشخصيات سياسية كردية عديدة رفضت املاءات البارازاني ومستشاريه, باستقالته او تقديمه للقضاء على خلفية القرار الخاطيء باجراء الاستفتاء رغم انف العالم.

ان كل هذه الدعوات والخلافات والتصريحات غير المسؤولة بين المتنفذين في الاقليم قد اججت الصراعات فيما بينها, وهي اعادت الى الاذهان اجواء اعوام منتصف التسعينات والاقتتال الدموي بين الاخوة. وبسبب ما هو معروف من مواقف هذه القوى المتعنتة وتهافتها على مصالحها الخاصة, فانها قد تنحدربالبلاد الى أتون حرب ترفضها كل القوى الخيرة ودعاة السلام, لان الخاسر الوحيد فيها, هم ابناء شعبنا كما اكدت التجربة التاريخية.

  نذر الحرب الاهلية التي تحدث عنها السيد زيباري قد يكون لها اساس, بعد ما تسبب قرار السيد البارازاني من فقدان, غير ما ذكرناه سابقاً من مناطق مستقطعة, اراضٍ واسعة من اقليم كردستان خرجت عن نطاق سلطته ونفوذه السياسيين لصالح معارضيه السياسيين, وهي مناطق السليمانية وحلبجة والتي لابد وان ادارتها الحالية سوف لن تذعن لأوامره بعد الآن وما يعنيه ذلك من خروج ما يقارب من مليوني مواطن كردي من تحت سلطته.

لذا تبدو الدعوات لالغاء مؤسسة رئاسة الاقليم واستبعاد السيد البارازاني وطاقمه, تبعاً لذلك, واقعية جدا وحلاً مقبولاً لتفادي ما هو اسوأ, بعد ان ادت سياساته غير الحكيمة الى هذه الخسارات الكبيرة, بفقدان امتيازات كثيرة كان يتمتع بها الاقليم فاقت اية حقوق لأقليم فيدرالي في العالم, اضافة الى عزلة اقليمية ودولية وتوتر سياسي مع الحكومة الاتحادية.

ونحن كشعب عراقي اكتوى بجحيم دكتاتورية البعث وشعاراتها القومية الفارغة ونيران مغامراتها العبثية وحصارات وحروب خارجية وداخلية كان من نتيجتها ان ابتلانا الله, بعد تدخل خارجي, باحزاب المحاصصة الطائفية والعرقية التي بتحاصصها عاثت في ارض البلاد فساداً والتي كان من ثمراتها المرة, الازمة الاخيرة.

 لسنا بحاجة الى المزيد من الحروب والآلام خصوصاً وان آثار جرائم داعش لازالت تنزف.

 لتكن نبوءة نذير الشؤم هوشيار زيباري هباءاً منثورا !