اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• شبح الديمقراطية يحوم في سماء اوطاننا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

احسان جواد كاظم

مقالات اخرى للكاتب

     شبح الديمقراطية يحوم في سماء اوطاننا

 

تحتفل مصر ونحن معها بانتصارها على الدكتاتور, وتنتشر نار ثورتها في هشيمنا. قوة المثال الذي اجترحته تمتد الى شرقنا المطمئن الى اوهامه والخانع لبطش حكامه, لتوقظ السادر في نومه وتنبه الساهي.

مصير زين العابدين بن على وحسني مبارك وقع وقع الصاعقة على رؤوس طواويسنا الحاكمة, جعلهم يتسابقون لأستجداء مذل لعطف مقموعيهم لتفادي احتمال ثورة, لعله يوفرهم ويطول اجلهم. فمنهم من رفع احكام الطواريْ كما في الجزائر ومنهم من تخلى عن ترشحه لرئاسة اخرى ولتوريث ابنه كما الرئيس اليمني. في البحرين صرف مليكها الف دينار بحريني لكل عائلة دفعا للشر, لكن ملك الاردن كان اشطر, غير وزارته وبقى.

اما في العراق, حيث عقم العملية السياسية, التي يسميه الحكام ثباتا , وانسداد الآفاق امامها, بعد 10 اشهر من غياب حكومة عاملة, اوقع البلاد في حضن الشلل التام. فالدورة الاقتصادية متوقفة . البطالة منتشرة مع استشراء فاضح للفساد الاداري والمالي في اجهزة الحكم واحزابه المتحاصصة. كل هذا يترافق مع تجاهل متعمد لمطالب الجماهير واستهانة وقحة بكرامتها.

لذا فان عيوننا ترنو نحو شبابنا الواعي لتلقف مشعل ثورتي تونس ومصر لأعلانها صرخة مدوية من اجل مباديْ العدل والديمقراطية الحقيقيتين, والتي نتوق لهما بعد ثمان سنوات من سقوط الدكتاتورية, ولم نتذوق شهدهما بعد.

لقد تنادت الشبيبة العراقية ليوم غضب عراقي يوم 25/ شباط في ساحة التحرير وسط بغداد في تظاهرة سلمية لوقف المهزلة السياسية الجارية والمطالبة بالحاجات الاساسية, ببسط الامن وتحقيق الأمان وحل الميليشيات والقضاء على الارهاب بما فيه الثقافي والفكري ثم توفير الخدمات البلدية والكهرباء وتحسين البطاقة التموينية وضمان الحريات الشخصية وحقوق المرأة ومحاربة الفساد والمفسدين.

ان تداعيات ثورتي تونس ومصر ماثلة امام انظار سياسيينا. فقد ارعبت فرسان المحاصصة السياسية والمالية ودفعتهم للقيام ببعض التدابير والاجراءات لأستباق نتائج اي انتفاضة شعبية ولتشويه اهدافها والتحذير من عواقبها, لوضع العصي في دواليبها.

فقد تحولوا بين ليلة وضحاها برامكة عصر تقنية النانو الثورية وغزو المجرات, بتبشيرنا بمكرمة حكومية من رئيسها نوري المالكي وتوزيع ثلاث حصص تموينية للعوائل الفقيرة وحصتين للعوائل المريّشة. ثم تكرم علينا نائبه لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني باعفاء شريحة ذوي الدخل المحدود من تسعيرة الكهرباء الجديدة( 4 ساعات يوميا في العاصمة بغداد).

كيف ياترى سينفذون مكرمتهم بدون احصاء سكاني؟ فهم لايعرفون عدد مواطنيهم الفقراء , ام ان المستفيد منها سيكون لأعوانهم وللقادرين على الارشاء وحرمان المستحقين لها.

انها فتات بهيئة مكاسب اقتصادية لجوعى شعبنا, هذا لو حصلوا عليها فعلا, موازية للمليارات المحوسمة من قبل احزاب نظام المحسوبية والمنسوبية الطائفي- العرقي واعضاءها.

 

ثم امتشقوا سكينا اعمى لآفشال دعوة شبابنا للتظاهر, بالتحذير من الفوضى التي قد تسببها مظاهرة شعبية تطالب بالحقوق, على غرار ماحدث في مصر بعد اطلاق امن حسني مبارك المركزي( استلهاما لتجربة صدام الاجرامية قبل سقوط تمثاله) للمجرمين من السجون ولاستباحة البيوت والحرمات والتي وأدها شباب مصر في مهدها بتشكيل اللجان الشعبية لحماية ممتلكات المواطن والوطن.

 

وهذه تخرصات مردودة على اصحابها. فما حدث حينها في العراق, لم يكن نتيجة مظاهرة بقيم ومباديْ سامية تنادي بالحرية والخبز بل بسبب انهيار نظام فاشي رأسه رعديد تخلى عنه جيشه وحراسة ليقبع وحيدا في بالوعته وتركوا الشعب ليلاقي مصيره .

ان من حوسم في العراق قبل وبعد سقوط النظام عام 2003, افرز شريحة سياسية تحوسم اموال شعبنا بغطاء انتخابي زائف.

 

وكان احد اساطين الطائفية قد زعم بان النشاطات المطلبية تستهدف استقرار مناطق بعينها, هي محافظات الوسط والجنوب وتدفع به قوى لتسييس هذه المطالب وهو زعم باطل. فمعاناة العراقيين واحدة. انتم صانعوها, كما ان المطالبة بالخدمات يرفعها الشيعي كما السني او غيرهم. ثم ان من جعل الارضية مناسبة لظهور النزعات الطائفية والفئوية هو سياساتكم الاستحواذية وتهميش الآخرين وان من شجع ايتام البعث على رفع رؤوسهم, فشلكم الذريع في تقديم بديل افضل من حكمه البائد.

ان شعبنا على قناعة تامة بان حزب البعث الساقط لايمكن ان يقدم افضل ماقدمه طيلة فترة تسلطه من حروب داخلية وخارجية ومقابر جماعية وارهاب فاشي.

 

ذهب حسني مبارك غير مأسوف عليه, منتعلا خفي مريض لاامل في شفاءه.

اللي بعدو !

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.