اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

اسباب الهجرة البشرية ومبرراتها القسرية// يوسف زرا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

اسباب الهجرة البشرية ومبرراتها القسرية

يوسف زرا

القوش/ العراق

 

منذ فجر التاريخ وظهور الحياة على وجه البسيطة وارقاها الانسان. كان لعوامل الطبيعة – طوبغرافية الارض، المناخ – التأثير المباشر لتكيف مجمل الحياة وتطورها وتأقلمها .

فاذا كان عصر مرحلة الصيد والمشاعية البدائية بالنسبة للانسان حصراً قد تحكمت به العلاقات الفطرية الغرائزية والسلوك الحيواني. الا انها تعتبر اول رحم للمجتمع الانساني لولادة المركزية لتجمع معين في وسط جغرافي محدد. فاعتبر ذلك اول طفرة في ادراك عقل الانسان لتنظيم حياته وفق ضوابط واعراف اجتماعية بالدرجة الاولى واعتبارها خط احمر لا يجوز تجاوزه. ثم تطور المجتمع البشري بظهور القبيلة ككيان اجتماعي خاص بها. واعتبار رئيسها او زعيمها بمثابة مرشدها الاوحد والمعصوم من كل زلة. وهذا ما حصل ولا زال في بعض المجتمعات المغلقة. اضافة الى تحول شخصية المرشد الى (القائد الرمز) والمسؤولة في كثير من الحالات. وخاصة اصبحت مدعومة بشكل مباشر بعد ظهور الاديان منذ اكثر من سبعة الاف عام. واصبح معلوماً حاليا لعلماء الاجتماع وعلماء النفس. فان توسع صلاحيات الرجل الرمز فكان غالبا مرهونا بنمو المجتمع البشري وانتشار المفاهيم الاجتماعية القبلية وبنسب متفاوتة وفي غالبية بقاع الكرة الارضية وبشكل متفاوت.

 

لم يستقر تطور العقل الانساني ولم يتوقف مفهوم التغيير، كما لا يمكن لاي نظام اجتماعي واقتصادي او سياسي او ديني ان يدوم او يخلد. لانها كلها خاضعة لحركة المجتمع وفق المادية التاريخية برفق الزمان والمكان والمستوى الفكري لهذا الكائن. وان ما تشهده الكرة الارضية في مختلف ارجائها الجغرافية، هو ظهور انظمة اجتماعية – سياسية – اقتصادية – متقاطعة بهذه النسبة وبتلك مع بعضها، ومتصارعة، ومنها متقمصة ديانة او مذهب معين، ومنها معاصرة تدعى – دولا علمانية متحررة عن اية ديانية. لا دخل له في شؤونها ولا دخل لها في شؤون الدين، وهذا الفصيل من الدول سمي بالعالم الغربي ومنها الاوربية وامريكا الشمالية واستراليا حصراً. وقد تضاربت مصالح هذه الدول خلال القرن العشرين بشكل خطير، ومن جرائها اندلعت بينها حربين عالميتين دمويتين. كلفت المجتمع البشري عامة والاوربي خاصة. ضحايا انسانية تعد بالملائين وخسائر مادية وثقافية لا تحصى ولا تعوض. ولا زال سباق التسلح والتقدم المطرد للتكنلوجية الحربية والاستعدادات للمواجهة مستمرا قد يؤدي الى حرب شاملة وانقراض حضارته لا بل الجنس البشري او تشوه الباقي الى مخلوقات غريبة والسيادة والاقتصاد اهم اسباب ذلك .

 

واذا اقرينا جدلا بان الصراع هو احد عوامل التي اضطرت اقوام وشعوب عديدة الى ترك مواطنها الاصلية قسرا ولكنه لم يؤد الى فصل الاجناس عن بعضها. فلا زال اثنيا – قوميا – اجتماعيا – ودينيا . قائماً وحياً. وذلك لان لخصائص – الجغرافية والمناخ – الدور المباشر والتأثير الفعال في تكوين شخصية الفرد ونموها وتكاملها. وثم شمول كل تجمع بشري بنفس الخصائص. وسبق ان كتبنا بحثا في 20 /5/2002 ونشر عبر الانترنيت وثم في كتابنا السياسي الصادر في عام 2012 بعنوان (المخاض العسير لما قبل وبعد 9/4/2003) ص 45 . عن دار طباعة نصيبين التابعة للكنيسة الشرقية – وبعنوان – الاغتراب وخصائص البيئة .

      واذا كان النظام القومي على نطاق الكرة الارضية ومنذ قرون. وهو وليد النظام الطبقي الاجتماعي القبلي. فان مفهوم السيادة على الارض الذي كان ولازال يعيشه ويعتبره بدرجة القدسية وبدون تقاطع وتقرهُ جميع المجتمعات والقوانين الدولية بهذا الشكل او ذلك. فهذا ايضاً احد العوامل الشرعية لمفهوم السيادة القومية بالدرجة الاولى. والاصرار بالدفاع عن وجوده الشرعي على ارضه التاريخية الموروثة. وغالبا لا يشعر النظام بعزلته وتقوقعه وتخلفه عن الركب الحضاري لغيره، وهو السبب المباشر لاستمرار النزاعات الداخلية وتصعيده الحروب الخارجية مع جيرانه. وخير ساحات جغرافية حية لمثل هذه الاضطرابات المستمرة هي الدول العربية داخيا ونزاعاتها مع اسرائيل، وتركيا وافغانستان. وبين الهند وباكستان ودول وسط افريقيا . ومنها السودان وغيرها. عدا الاسباب الخارجية للدول الكبرى .

      واذا عدنا الى اكثر من 6 -7 الاف عام من ظهور الاديان – عبادة الطبيعة ثم عبادة الاشخاص – وحتى عصر الاديان السماوية الحالية. فان تأثيرها على قدسية السيادة كان ذات مفهوم عقائدي بالدرجة الاولى .

 

فأذا اعتمدنا على دراسة مقتضبة عن تلك المرحلة، فلا نجد مفهوم لحدود توسعها. بل كان ولازال حق طبيعي لجميعها – كمعتقدات دينية. لان مصدر التفويض للامر والنهي بها، منوط بطبقة عليا في المجتمع هم الكهنة ورجال الدين الذين يتمتعون بصلاحيات مفتوحة – غير ارضية – بل مصدرها التفويض الالهي كما يعتقد والى الان، واصبحوا افرادا غير مسؤولين – اي معصومين عن اية زلة او خطأ ولا يحاسبون عليها مطلقا. اي لا وجود لمفهوم حدود السيادة لنفوذهم العقائدي رغم تصارعها مع بعضها ومبررها المباح للسيادة على الارض لمبادئها فقط. وان ما تشهده الكثير من المواقع الساخنة والملتهبة للمجتمعات الرازحة تحت حكم مثل هذه الشخصيات الدينية. خير شاهد حي على ذلك حتى هذا اليوم. والعراق والسعودية وايران. افضل نماذج حاليا.

      واذا رجعنا بعض القرون من السنين بعد اكتشاف القارتين وبدء غزو الاقوام الاوربية – الانكلوسكسونية – النورمندية واللاتينية للعالم الجديد الامريكيتين. فلم يكن في عرفهم الادراري والانساني خاصة، كما كان سائدا لديهم من احترام سيادة دولهم وتقاليد واعراف شعوبهم .

 

      بل اجتاحوا البر للقارتين كما يجتاحه الجراد، حتى قضوا على جميع المستوطنات البشرية الاصلية – لهما، ما عدا ما كان وبشكل لا يستحق الجهد والمجازفة للعبور الى الطرف الغربي للقارة الشمالية. كندا – ومنطقة المكسيك. وقد حملوا هؤلاء الغزاة في المقدمة مباديء التبشير باسم الدين المسيحي كغطاء لاهدافهم الانية والمستقبلية. وهو استثمار تلك الارض البكر ونبش ثرواتها لصالحهم فقط، واقامة دولاً تحكمها من قبلهم مباشرة. مما ادى الى اختفاء الكثير من المعالم الانسانية التاريخية للحضارتين – مايا – والانكا – في المكسيك وبيرو بالدرجة الاولى. وهذا ما حصل فعلا ولا يزال التمييز العنصري سائدا وحيا في الكثير من الولايات الامريكية بين الجنس الابيض والجنس الاسمر والاسود الافريقي وحصر الجنس الاصلي كاقلية – الهنود الحمر – في زاوية ضيقة من القارة بلا قيمة تذكرهم ناسيا ومنسيا .

      اما بالنسبة للجنس الافريقي والذي دخل الى – امريكا الشمالية – كعبيد عبر المراكب الخاصة لنقل الماشية والبضائع العادية – وذلك لاستخدامهم في اعمال خدمية وشاقة وبدون اية رعاية اجتماعية وقيم انسانية حتى بعد الحرب العالمية الثانية. وبتاثير المفاهيم الاشتراكية للدولة السوفتية. وكان ما افرزه النظام الراسمالي الاوربي وامتداده في الولايات المتحدة الامريكية خاصة. ومنذ بلوغه مستوى السيطرة على جميع وسائل الانتاج والثروات الطبيعية واستغلال الانسان العامل في الورشة والمصنع والفلاح المزارع في الارض بادنى اجور واقل حقوق تذكر .

 

      واذا كان ظهور المفاهيم الاشتراكية على اساس تولي الطبقة العاملة، الشريحة الاجتماعية المنتجة لمفردات الحياة اليومية المادية، ولا فرق في تكوينها الطبقي في اية بقعة كانت ومهما كان تعدادها وفق المنطوق الاممي القائل (يا عمال العالم اتحدوا، لا اوطان لكم ما زلتم مضطهدون)، فلا تمييز بالجنس واالون والدين والقومية .

      وعلى هذا الاساس بدأت الاحزاب العمالية واليسارية المتبنية للافكار الماركسية ببناء المجتمع الانساني وفق الاشتراكية العلمية ثم المجتمع الشيوعي مستقبلا وبالغاء مفهوم الحدود الادارية المصطنعة بين الشعوب، دون الغاء الخصائص الاجتماعية والدينية والقومية لاي منها. وفعلا ظهرت في العقد الثاني من القرن العشلاين الدولة السوفياتية في دول شرق اوربا بقيادة روسيا ثم انتشرت المباديء المذكورة على نطاق الكرة الارضية، ولا يوجد دولة في العالم لا يوجد فيها حزب سياسي وفق الافكار المذكورة. علاوة على وصول بعض احزابها ومنذ عقود من السنين الى السلطة ولازالت تقود شعوبها كالصين الشعبية وفيتنام وكوريا الشمالية وكوبا وغيرها، وانتشار الاحزاب ذات الفكر اليساري والمستلمة للسطلة في غالبية دول امريكا اللاتينية. ومنها خارج السلطة في عموم دول اوربا .

 

      الا يعني هذا ان مفهوم السيادة الوطنية هي بدعة تاريخية لحكم الطبقة الاقطاعية ووريثها النظام القومي. والغاية منها الاستحواذ على السلطة وتوارثها من قبل عائلة او عدة عوائل وبدون منهج اجتماعي او اقتصادي او سياسي واضح. ودون اعطاء الاهمية لعلاقة الانسان باخيه الانسان وعلاقة الفرد بالدولة باعتباره (اغلى كائن في الوجود) . ويجب ان لا يستغل الانسان للانسان وبأي صفة كانت لمصلحة مادية او ادارية او سياسية وغير شرعية .

      علما قد اصبح معلوما بان لا خلود لاي نظام اجتماعي او اقتصادي او لفكر ديني، لان صفة الحياة هي التغيير والتجدد لا غير .

      وان الصراع القائم بين الشعوب. الا يعني انه لازالت شريعة الغاب هي المعول عليها بين فصائل المجتمع ولا نهاية لهذه الشريعة. وعجز العقل الانساني من تحقيق اي سلام دائم على هذه الارض سواء كان مفهومه ماديا علمانيا او مثاليا دينيا .

      ولكن رغم بلوغ التقدم العلمي بسبب تسابق الانظمة المختلفة لتطوره المثير للجدل. فان نزاع الانسان على هذه الارض مشخص بالسعي لسيطرة فئة قليلة من الراسماليين على ثرواتها بغية تحقيق الربح الخيالي المادي قد لا يمثلون من الذين يملكون الشركات الضخمة واصبحت متعددة الجنسيات ومهما بلغ عددهم فلا يتجاوز نسبة 1 % من مجموع سكان الارض والباقي منهم، مستغل باجر ماد جيد وغيره باجر متوسط ونسبة كبيرة من المجتمع يبقى تحت رحمة النظام ومصيرهم مع الكل مرهون ببقائه وزواله وهذا يمكن ان يحصل في اي زمان ومكان ولاي نظام كان.

      وما هجرة الملايين من البشر من منطقة الشرق الاوسط وغيرها هي فعلا ظاهرة الحروب الداخلية والاقليمية والقارية ومشعليها تجارها التاريخيين وفئة عميلة من المنتفعين. ولم يعد لموجة الملائين التائهين امل سوى التوجه الى المصير المجهول، والبحث عن الاستقرار النسبي لانهم فقدوا مفهوم السيادة على ارضهم التي عاشوا عليها بسبب جشع الانسان الراسمالي والطفولي على الحياة وخلقه الكثير من الحجج لاشعال تلك الحروب والنزاعات وتمزيق نسيج غالبية الشعوب الضعيفة والمسلوبة الارادة. واخيرا نقول: فهل وصلنا الى حقيقة بعض عوامل الهجرة ومعنى السيادة على الارض واهميته والاسباب التاريخية لذلك ؟

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.