اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

تعاقب الحروب الباردة والخطوط الحمراء .. والى اين؟// يوسف زرا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

بحث سياسي

تعاقب الحروب الباردة والخطوط الحمراء .. والى اين؟

يوسف زرا

 

      لاشك بان غالبية النزاعات الداخلية والحروب الاقليمية والكونية التي حصلت بين الكثير من التجمعات البشرية ضمن جغرافية قارة ما او خارجها مع غيرها، لم تكن ظاهرة غير محسوبة الحدوث بين مختلف شعوب الارض منذ ظهور النظام الاجتماعي الاقطاعي قبل عدة الاف من السنين قبل التاريخ، ولا زال اثره باقياً في بعض المجتمعات المتفرقة من القارات – اسيا، افريقيا، امريكا اللاتينية واستراليا ضمن الجزر المحيطة بها . وكان مبررها ولازال هو التقسيم الطبقي العميق في امتلاك مقومات الحياة والعيش البسيط للانسان والتحكم بها . ثم دور الاسر الحاكمة والساعية الى توسيع نفوذها الى خارج حدودها الجغرافية عبر الاستيلاء على اراضي الغير واسترقاق شعوبها . مما ادى وبسبب استمرار الكثير من الحروب واختفاء الكثير من الاقوام او تشتتها في ارجاء المعمورة او بقائها كألقليات اجتماعية مهمشة ومقصية، دون ان يكون لها دور ايجابي في تغيير حتى واقعها الى الافضل اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.

      ولابد ان ننتقل الى مرحلة التطور الحاصل في بعض الشعوب الاوربية منذ القرن الثامن عشر، عبورا الى القرن العشرين واستفحال الصراع بين الامبراطورية العثمانية – الاسلامية حصرا – وبين غالبية دول القارة المذكورة وفي مقدمتها – بريطانيا، فرنسا، النمسا، المانيا، وروسيا القيصرية ضمن الفترة 1914 – 1918 مرحلة الحرب العالمية الاولى وانتهائها بتفككها، وظهور عدة دول كبيرة وصغيرة ارضا مساحة وبشرا عدديا، منهوكة القوى الاقتصادية والاجتماعية والمعنوية . ومعلوم ذلك لكل متتبع سياسي ولا حاجة لذكر الدول التي ظهرت على ارض الواقع في الشرق الاوسط والعربي خاصة وشمال افريقيا وفي اوربا الشرقية بعد الحرب المذكورة والموجودة على ارض الواقع فعلا.

ولم يمض اكثر من عقدين حتى ظهرت بوادر صراع وحرب ثانية بين الدول المشاركة في دحر وخسارة الامبراطورية المذكورة، واحتدام الخلاف بينها وانقسام العالم الاوربي الى كتلتين متناحرتين، وحسب تحالفها في الحرب الجديدة التي اندلعت من وسط اوربا عام 1939 وانتهائها عام 1945 بين كل من دول المحور –المانيا النازية بقيادة هتلر وايطاليا الفاشية قيادة موسوليني ودولة اليابان الاسيوية . والكتلة الثانية المتكونة من بريطانيا العظمى وفرنسا والولايات المتحدة الامريكية وجميع هذه الدول محسوبة على النظام الرأسمالي العالمي ثم الاتحاد السوفياتي عام 1941 اثر نقض هتلر معاهدة عدم الاعتداء الموقعة بين الطرفين . ولجوء الكتلتين باستخدام ما في ترساناتهم العسكرية اخر الاسلحة المتطورة. والتي ادت الى هلاك ما يقارب اكثر من اربعين مليون انسانا من الجانبين . عدا الخسائر المادية بدمار مدن كبيرة وعواصم مشهورة . ولم يسلم شعب من شعوبها من هول الحرب المذكورة، ما عدا الولايات المتحدة الامريكية والتي اقتصرت خسائرها الى بضعة الاف من الجنود والسفن الحربية والمعدات العسكرية، لانها كانت بعيدة من رحى الحرب الطاحنة . لبعدها عن بؤرة الصراع جغرفيا لها .

وعقب انتهاء الحرب المذكورة مباشرة، دب الخلاف بين من كانوا بالامس حلفاء وانقلبت الآية بين نهار وليلة الى عداء موجه وموضفين كل الامكانيات الاعلامية المقروءة والمسموعة ضد البعض، داعية وخاصة كتلة الدول الغربية بقيادة امريكا الى حتمية حرب كونية ثالثة . ولا بد من ازاحة الطرف الثاني كنظام اجتماعي واقتصادي متحدي لنظامها الراسمالي .

علما ان النظم الاقتصادية والاجتماعية للبشرية منذ فجر التاريخ كانت وليدة الانقسام الطبقي الاجتماعي وعوامل بيئية وجغرافية وثم عقائدية متباينة . ولازالت هذه العوامل اساس التغيير والسعي للافضل للحياة اليومية للانسان وبدون توقف.

ولم تكن الخلافات المذكورة وليدة زمانها . فكان النظام الراسمالي لغالبية دول اوربا الغربية وامتدادها الامريكي، ومنها بريطانيا، فرنسا، ايطاليا، المانيا وغيرها . عدا اليابان الاسيوية . كان هذا النظام قد ظهر قبل مئات السنين وتطور اقتصاديا واجتماعيا . وبالمقابل النظام الاشتراكي وافكاره الخاصة وليدة عدة عقود من السنين، تبنتها الثورة الروسية في عام 1917، ثم ظهور الدولة السوفياتية عام 1921 وانتشار هذه الافكار في عدد كبير من دول العالم ومنها شرق اوربا بصورة خاصة وتطورها اقتصاديا واجتماعيا وعسكريا ايضا . وكايدلوجية ثابتة لها .

واحتدم الصراع بين النظامين بظهور ما اسموه بفترة الحرب الباردة عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية بسنتين فقط، وذلك في عام 1947 واستمرت حتى عام 1991 اي قرابة (44) عاما . وذلك بانهيار منظومة الدول الاشتراكية المتكونة من الدولة السوفياتية وحلفائها من دول اوربا الشرقية . واعتبرت المدة المذكورة من الحرب الباردة فترة لا حرب ولا سلم بين النظامين . والتي نعتها وبفترة خاصة، المؤرخ الامريكي – جون لويس كلادوس – بقوله : ان سنوات الحرب الباردة كانت بالمقارنة مع سنوات ما قبلها، اكثر استقرارا وامنا . وجسدت بالتالي ما اسماه بـ (السلام الطويل)(1).

ولابد ان نعود وتقديم ما طرحه الاتحاد السوفياتي عام 1954 مبدأ التعايش السلمي بين الشعوب كرؤية واقعية وضرورية للعلاقات الدولية لاحقا وكاستراتيجية جوهرية التي اشاد بها مؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي لعام 1956 دعما للمبدأ المذكور اعلاه .

فان السياسة الجديدة للاتحاد السوفياتي لم تتلق التأثير الايجابي المباشر على ارض الواقع لدى امريكا، الا بعد انتخاب (ريتشارد نكسون) رئيسا للادارة الامريكية في عام 1969 واختياره الشخصية السياسية البارزة – هنري كيسنجر – مستشارا للامن القومي، وثم وزيرا للخارجية عام 1973 والذي دعى الى بناء مصالح مشتركة مع الاتحاد السوفياتي والتعاون معه ضمن مفهوم القيود المتبادلة على سلوك الطرفين . وثم جاء من بعده الرئيس جيمي كارتر ومعه بريجنسكي كمستشار له ، مما أدى الى تخفيف التوتر بين الطرفين وفق مبدأ التعايش السلمي معا . وبسبب التوافق المشترك على هذه المرحلة من تخفيف التوتر . فقد اتفق الطرفان على اصدار الإعلان المشترك عام 1974 . والذي جاء فيه . دعما لسياسة الوفاق والابتعاد عن تدهور العلاقات بين الدولتين . ووفق مفهوم التعايش السلمي بين الشعوب الوارد ذكره أعلاه . والذي لا بد ان يؤدي الى عدم اللجوء الى المجابهة المسلحة، واندلاع حرب نووية محتملة بينهما، او بين احدهما واية دولة حليفة لبعضهما ولكمتسلسلالاحداث.

1-   وبعد بدء الحرب الباردة عام 1947 . التجأ الطرفان الى توحيد صفوفهما ضمن مناطق نفوذ مغلقة لكلاهما . حيث ظهرت في 4/4/1949 معاهدة الأطلسي كحلف عسكري من دول اوربا بقيادة أمريكا، بغية إيقاف تحديد النشاط الشيوعي نحوها .

وثم في عام 1953 أنشئ حلف عسكري باسم (حلف وارشو) من دول اوربا الشرقية بقيادة الاتحاد السوفياتي كردٍ على تسليح المانيا الغربية المحتلة من الدول الغربية الثلاثة – أمريكا – فرنسا – بريطانيا . لجعلها قوة عسكرية مهمة في الحلف الأطلسي لاحقا .

ولم يكتف الغرب بذلك بل ضمها في 23/10/1954 فعلا الى الحلف المذكور .

وسعت أمريكا اثناء فترة الحب الباردة وما بعدها من انشاء تحالف عسكري سابقا ضد الاتحاد السوفياتي والصين الشعبية، وذلك ما يسمى الى الان معاهدة دول جنوب شرق اسيا في 4/9/1954 ، ومعاهدة دول الشرق الأوسط (حلف بغداد – تركيا – باكستان) ولاحقا بتسمية بـ (حلف بغداد) في 14/2/1955 وانتهى الحلف المذكور بعد ثورة العراق في 14 تموز 1958 وخروجه منه .

2-   ولابد من الرجوع قليلا الى عام 1950 واندلاع الحرب في كوريا وتدخل أمريكا فيها باعتبارها مفوضة من مجلس الامن، ورغم التباين في تعاقب التواريخ . فكان بدء اول انقسام بالقارة الاوربية الى قطبين متنافسين على الساحة الدولية فالمنطقة الشرقية منها بقيادة الاتحاد السوفياتي، والغربي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية . وبسبب التسابق في التسليح العسكري، وامتلاك الطرفين للسلاح النووي . اقتنع قادتهما ولأول مرة، استحالة المجابهة العسكرية والانتقال من الحرب الباردة الى حرب ساخنة . عبورا لشفا حرب حقيقية . وضرورة عدم الانجرار وراء ذلك . بل ملاحظة مصالحهما الاقتصادية الإقليمية قبل السياسية . بعيدا عن الاختلافات الأيديولوجية بين النظامين .

واستمرار العلاقة بين القطبين بين الشد والحل النسبي الى هذا التاريخ دون وقوع حرب ثالثة والبقاء تحت خيمة الحرب الباردة مهما كان الخلاف في حدث ما .

3-   ولم يعش هذا الاتفاق طويلا. فقد تأزم الموقف بين الدولتين اثر اكتشاف أمريكا بقيام الاتحاد السوفياتي بنشر صواريخ متوسطة المداى في أراضي كوبا القريبة منها وضمن البحر الكاريبي . واعتبرت أمريكا ذلك تهديدا مباشر لامنها القومي، وهددت في بيانها بتاريخ 15/10/1962 بضرورة سحب الصواريخ المذكورة والا حرب فعلية على وشك الاندلاع بين الدولتين مما اضطرت القيادة السوفياتية الى سحب صواريخها ولكن بشرط مسبق ان تتعهد الدولة الامريكية بعدم غزوها للأراضي الكوبية وعدم محاولتها اسقاط نظامها الاشتراكي . وكان ذلك بمثابة اول خط احمر يفصل بين النظامين . والتزم الطرفان بذلك . وتنفست البشرية الصعداء وانقشعت غيوم الحرب فوق العالم بصورة مؤقتة .

وبعد هذا الحدث التاريخي المهم من تاريخ البشرية الحديث . بقي السوفيات يتربصون بالدولة الامريكية ونظامها الرأسمالي، لتنظرها هي أيضا بحرب نووية شاملة ان تدخلت في احداث جيكوسلوفاكيا عام 1968 . لا بل بعدم السماح لها ولحلفاءئها اختراق منطقة نفوذها السياسي في اوربا الشرقية . مما أدى أيضا الى اضطرار أمريكا التعهد بعدم التدخل في الحدث . تحاشيا لحرب بين الطرفين لا تحمد عقباها عليها وعلى البشرية قاطبة . وكان هذا بمثابة الخط الأحمر الفاصل الثاني بين العملاقين العسكريين ضمن فترة الحرب الباردة المذكورة.

 

4-   وبعد انتهاء فترة الحرب الباردة المذكورة بين الطرفين عام 1991 بانهيار المنظومة الاشتراكية بقيادة الاتحاد السوفياتي وفي اوربا الشرقية حصرا . اضطرت روسيا الاتحادية زعيمة العالم المذكور، إعادة ترتيب بيتها الداخلي لفترة قصيرة وفي مقدمتها مؤسساتها الاقتصادية وثم العسكرية، وهي وريثة الترسانة النووية الكبيرة للدولة السوفياتية . وذلك وفق ما تقتضيه مصلحتها الانية الداخلية، والمستقبلية الخارجية، وظهورها كقوة عظمى وكقطب منافس لامريكا في الساحة الدولية المضطربة وضمن مناطق نفوذ لدول الشرق الأوسط خاصة، وهي تركيا – سوريا – عراق – باكستان – ليبيا – يمن والجزيرة العربية الخليجية المعلومة .

ثم احتدام الصراع مجددا بين القطبين انطلاقا من أراضي سوريا التي انفجرت فيها اعمال عنف ضد النظام القائم 2011، وتهافتت عليها الكثير من العناصر المتطرفة الإسلامية ضمن عدة منظمات دولية واهمها (داعش – وريئة القاعدة) . وجبهة النصرة وجيش سوريا الحر وغيرها وبدعم مباشر من اقطاب العالم الإسلامي السني – تركيا – السعودية – الامارات – قطر . وبتأييد مكشوف ودعم معنوي ولوجستي من قبل أمريكا – وتصعيد الموقف الى درجة التدخل الأمريكي وحلفائها المباشر فيها، كما حصل في ليبيا وسقوط القذافي في عام 2010 وقبله صدام حسين في العراق عام 2003 .

وهنا افاقت روسيا على المخطط الغربي المراد تنفيذه في سوريا وثم انتقال الوضع الى العراق عبر مثيلها من المنظمات الإرهابية واحتلالها مساحة منه تقدر بأكثر من 40 % من المساحة العامة.

وكان هذا التطور في البلدين في صورة خاصة والشرق الأوسط العربي بصورة عامة بمثابة بدء نوع جديد من الحروب الجانبية مدفوعة الثمن بديلا عن الرموز الكبار المدبرة لها وهي أمريكا حسب اعتقاد روسيا .

وان سقوط النظام في سوريا هو خط احمر بالنسبة لروسيا أيضا . وثم النظام في العراق . وحسب أولوية مصالحها ونفوذها في المنطقة سابقا ولاحقا . ولا يسمح لاي كان من عبور الخط الأحمر الثالث المذكور.

5-   ولم تكتف أمريكا طيلة فترة الحرب المذكورة من خلق احلاف عسكرية هنا وهناك. بل وضفت ظاهرة التطرف الديني بواسطة عدة منظمات إرهابية انطلاقا من أراضي أفغانستان رداً على محاولة اتحاد السوفياتي لضمها الى منطقة نفوذه عام 1979وتوسعه كاحتياط لامنه شرقا واشهر هذه المنظمات الإرهابية في أفغانستان – القاعدة – وثم حركة الطالباني بعد سقوط حكومتها الموالية للسوفييت . وأخيرا منظمة داعش الإرهابية والتي تعني – دولة اسلام الشام والعراق – وامتداد  اعمالها ونشاطها الإرهابي الى كل من فرنسا ومقتل اكثر من 120 شخصا في نادي ليلي في شهر تشرين الثاني 2015 ، وثم الاعتداء في بريطانيا وامريكا وغيرها.

وأخيرا استفحل الصراع بين الدولتين أيضا بسبب الاتهام غير المباشر من قبل روسيا لامريكا بايعازها الى تركيا حليفتها الصغرى في حلف ناتو باسقاط المقاتلة الروسية فوق أراضي سوريا في الشهر السابق من العام الحالي .

مما اضطر القطبين العسكريين الى اللجوء الى الأسلوب الدبلوماسي وكالعادة بغية التهدئة وعدم التصعيد الإعلامي . وبدء التفاوض بين وزيري خاجيتهما وعلى شكل مكوك بين العاصمتين بغية وضع الخطوط المهمة لانهاء الحرب الدائرة في سورية  والحد من الصراع في المنطقة وتفاديا لاي مماس عسكري ساخن بينهما أيضا .

ولا بد ان نعود ثانية الى عهد إدارة الرئيس الأمريكي – نكسون – والتي حاولت أمريكا الخروج من تورطها في حرب فيتنام وقناعتها بانه من المستحيل الحل العسكري فيها ( كما رضخت للامر الواقع وحلفائها حاليا في مشكلة سوريا وضرورة انهائها سلميا لا عسكريا والقضاء على داعش وغيره) وبسبب تلك الخسائر الكبيرى التي منيت بها قواتها المقاتلة في فيتنام الجنوبية والبالغة 537.000 جندي من اصل 685.000 جندي . عدا خسارتها اسرابا عديدة من قوتها الجوية والسفن الحربية في المياه الإقليمية لفيتنام . على ان تتعهد أمريكا أيضا بالتعاون المشترك مع الاتحاد السوفياتي على أساس تقليص ميزانية الدعم المالي للصناعة العسكرية للدولتين والحد من التسلح المفرط بينهما . وان دخول أمريكا الحرب مع فيتنام خلف لها أزمات اقتصادية بالغة . حيث بلغ عدد العاطلين عن العمل لديها عام 1972 حوالي 7.5 مليون شخص .

وأخيرا لابد ان نقول : هل تبقى الأنظمة السياسية والاقتصادية المختلفة في المجتمع البشري نضير شؤم وعائق والى ما لا نهاية . ولابد من استمرار الحروب الساخنة والى ماذا ستنتهي تلك الحروب مستقبلا ان حصلت وخزينها من المتطور النووي والهيدروجيني يكفي لفناء البشرية والقضاء على أنواع الحياة في المعمورة.

فان ذلك لا يمكن ان يكون بعيدا عن قدرة العقل والمنطق الإنساني وقادته على اختلاف ايديولوجياتهم والتعايش السلمي وفق استراتيجية ثابتة وواضحة في العلاقات الدولية خدمة للسلام الدائم بين البشر.

ومن المهم ايضا ان ما حصل خلال فترة (44) عاما من الحرب الباردة ومن استخدام حق النقض لقرارات مجلس الامن، ولصالح دول الخمس دائمة العضوية فقط . والبالغة (279) مرة .

وتوزعت وحسب مصالح الدول المذكورة اعلاه وكما يلي :

1- 156 مرة استخدمها الاتحاد السوفياتي

2- 72 مرة استخدمتها الولايات المتحدة الامريكية

3- 30 مرة استخدمتها بريطانيا

4- 18 مرة استخدمتها فرنسا

5- 3 مرة استخدمتها الصين الشعبية

ــــــــــــــ

279 المجموع

 

ولابد من ذلك ... وان حركة التاريخ لا يمكن تحديد مسارها حسب اهواء افراد فقط.

وإلا ماذا يعي ... تعاقب الحروب الباردة والخطوط الحمراء ...

والى اين ؟

يوسف زرا

 21/12/2015

 

المصادر

1- جون لويس كادوس – السلام الطويل، تحقيق في تاريخ الحرب الذهبية – نيويورك، اوكسفورد، 1987 ص 245.

2- د. عباس رشدي العماري – ادراة الازمة في عالم متغير – القاهرة – مركز الاهرام للترجمة والنشر – 1993 .

3- امين شلبي – نظرية التقارب، وانعكاساتها على المجتمع الدولي – مجلة السياسة الدولية- العدد/ نيسان/ 1975 ص 135.

4- كولن بأول وبيتر موني – من الحرب الباردة حتى الوفاق 1954 – 1980 – تعريب صادق إبراهيم عودة – عمان – دار الشروق للنشر والتوزيع – 1995 ص 243.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.