اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

أجديد في الاصطفاف الدولي .. والى اين؟؟// يوسف زرا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

أجديد في الاصطفاف الدولي .. والى اين؟؟

يوسف زرا

20/7/2016

 

أفضولية من اي انسان كان , أن يسال السؤال التالي والذي يقول :- هل من اصطفاف جديد بين زعماء الدول الكبرى , بعد فشل الانقلاب الاخير في تركيا , مع محاولة بريطانيا الخروج من الاتحاد الاوروبي ؟ ولا بد ان نقول :- فان المتابع الواعي للأحداث الدولية المتسارعة في مجرى الحياة اليومية العامة في المحفل الدولي , وما رافق ذلك بصورة خاصة ومكثفة ومتشابكة خلال القرن الماضي والمشبعة بروح العنف حد الانتقام , واشتداد امتدادها في العقدين الجديدين من الالفية الثالثة , من الحروب الكونية والاقليمية والنزاعات الداخلية في كل بقاع الارض وبدون انقطاع .

فعلاً :- لم تخل الاحداث الدامية من الساحة الدولية . رغم توافق البعض على تحديد المشتركات المهمة بينها بصورة مؤقتة , بغض النظر عن تباين او تجانس انظمتها , سواء كانت اقتصادية او سياسية وفق ايديولوجيات فكرية خاصة او استراتيجيات عسكرية عامة , ولمدة معينة كل يعمل ما بوسعه للاستفادة الزمنية دون ان يعلم مدى التفاعل الايجابي بها له , من بين من وقع على ذلك التوافق او التحالف العسكري او السياسي الموقت . وهل هذه صفات للكتل البشرية ذات نفوذ , اما اقتصادي سياسي او عقائدي ديني وجميعها مفرزات انية محددة بسمة التغيير في البنى التحتية للمجتمع الانساني ولا بد منه ؟

ولهذا نرى انه من كان لعقد او لعدة عقود لدول عديدة متجاورة او متباعدة جغرافيا كحلفاء . إلا ان سمات تطورها في المجالات المذكورة يفرض عليها التنازل عن بعض امتيازاتها المادية . بغية حصولها على الموقع الاول او الثاني في الساحة الدولية المتصارعة والمؤثرة لأطول مدة . وهي تعلم ان في السياسة الدولية واقطابها المعنية , وكطبيعة ثانية لا مصداقية دائميه في مواقفها السياسية , وحتى لفترة طويلة غير محسوبة الحدث . لان تباين المصالح ومواقع القوى للدولة وزعامتها ذات النفوذ الواسع والقدرة العسكرية المؤثرة على غيرها وفق ما تمليه عليها قياداتها العلية سواء كانت طبقية او برجوازية وطنية او رأسمالية دولية أو وفق مفهوم ( اللبرالية الجديدة ) . فأنها كالزعامة التي ترى نفسها في مخاض عسير ولا بد من تغيير نظراتها الى الاحداث الآنية او اللاحقة في الساحة الدولية نتيجة خشية ان تزيحها كتلة اخرى من نفس نظامها السياسي او لمجموعة انظمة ضمن الصراع القائم. عدا ما اذا كانت الدولة او القيادة في صراع مع دولة او عدة دول عديدة ولأسباب مفروضة عليها .

واذا كانت الحروب الكونية التي حصلت في القرن الماضي , خير شاهد على سرعة التقلبات والانقسامات بين من كانوا بالأمس في الخط الامامي وفي لجة الصراع بكل قواتهم العسكرية والاقتصادية والسياسية . فبعد انتهاء الحالة المتصارعة على تحقيق النصر المعنوي ثم المادي . نراهم قد اصبح البعض في الطرف الثاني متفقاً او متحالفاً معه . وقد اصبح خصمه وبدون سابق انذار وفق استراتيجية عسكرية مؤقتة ايضا .

وخير نماذج لذلك قادة الحرب العالمية الاولى التي اندلعت عام 1914 بين الامبراطورية العثمانية الاسلامية وعاصمتها – اسطنبول –وبين جميع الدول الاوربية الشرقية والغربية وفي مقدمتها – بريطانيا العظمى , فرنسا , المانيا , ايطاليا وروسيا القيصرية . وما ان تم دحر الامبراطورية المذكورة وانتعشت الدول المنتصرة حد الثمالة وبنشوة مؤقتة . حتى دب الخلاف بينهما بعد أقل من ربع قرن , حينما كانت تلك الدول ضمن تحالف عسكري وسياسي زمني مهم وقدمت التضحيات الجسام من البشرية والمادية بلا احصاء . حتى تلبدت غيوم سوداء فوق اوروبا عموما . إذ بين ليلة وضحاها أصبح أصدقاء الأمس اعداء اليوم . حين انقسمت تلك الدول فيما بينها . ومنها ما سمي بالحلفاء مكونين كتلة عسكرية جبارة عام 1939  كل من بريطانيا , فرنسا , بالدرجة الاولى . ثم الاتحاد السوفياتي مرغما في عام 1941 بعد نقض هتلر معاهدة عدم الاعتداء بينهما . ودخلت الدول السوفياتية بكل قواها العسكرية الحرب المذكورة ولمدة ثلاث سنوا ضد ما سمي بدول المحور المكون من المانيا – ايطاليا – يابان والغاية من هذه الحرب الدامية التي كلفت الجميع - المندحر والمنتصر - الملايين من القتلى والاسرى والمفقودين غير المشوهين والجرحى ومسحت الاف المدن والقرى والمشاريع الاقتصادية العملاقة من وجه الارض . ومبررها اللاعقلاني ولا منطقي . لمن احقية قيادة البشرية وحسب رؤيتها ودون ان يكون للبشرية حق الاقرار والرفض لذلك ولو بنسبة 1 % لها وهكذا انشغلت شعوب الدول المذكورة بسنين عديدة بدفن موتاها وتضميد جراحها واعادة اعمار ما دمرته الحرب المذكورة وبدون حساب وعقاب لأحد . وكأن شيئا لم يحدث . ولم يأتوا بنظام سياسي واقتصادي جديدة للبشرية ولم يتعض قادة الدول الكبيرة من نتائج الحربين . حتى بدا التكتل بين من كان في الامس ايضا في خندق واحد – وكالسابق – وانتقل الى التحالف مع غيره من العدو السابق ايضا وبحسابات جديدة , حينما انقسم المجتمع البشري الى كتلتين – سياسية – عسكرية متباينة – شرقية بقيادة الاتحاد السوفياتي ذات توجد اجتماعي اقتصادي – اشتراكي – والكتلة الثانية دول اوروبا الوسطى والغربية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية – زعيمة عالم الرأسمالي وبدون التريث والسؤال :

لماذا هذا الاصطفاف الجديد بين زعماء العالم وحسب هوس بعض قادتها على حساب شعوبها . وكان البشر رعاع لابل عبيد وهم فقط اسياد عليهم إما بتفويض تاريخي من الاباء والاجداد او بتفويض سمائي لا غير لأنظمتهم , وفعلا لم تنشب ما سمي بحرب كونية ثالثة منذ عام 1945 وحتى هذا اليوم .إلا أنه هل سكنت وركنت قيادات الدول المعنية ولم تخض حربا واحدة , بل عدة حروب متفرقة ومتواصلة ومدمرة ايضا . فاذا كانت الحربين الاخيرتين قد نشبتا في قارة اوروبا وفي بعض اجزاء اسيا . فان بعض مصالح الدول الكبرى حاليا وجميعها ضمن – النظام الرأسمالي الدولي والسوق الحرة – فان ملامح الحرب الكونية الثالثة كان قد لاحت في افق الكرة الارضية عدة مرات منذ عام 1961 حتى عام 1991 – بعد انهيار الاتحاد السوفياتي . وانتهاء فترة الحرب الباردة والخطوط الحمراء فان التهاء عدة مناطق بحروب اقليمية ونزاعات داخلية بتحريك فصائل مختلفة من المذاهب والقوى السياسية القومية المشبعة بالاقطاعية وفق مصلحة زعيمة العالم الرأسمالي وهي الولايات المتحدة الامريكية . والغرض منه جعل الكثير من المناطق في دوامة وصراع دموي عبر شعوب صغيرة فقدت قياداتها السياسية والاجتماعية وحتى الدينية مكانتها بسبب تحريك ماهو مترسب عبر التاريخ من المخلفات العصبية القبلية والدينية ولا بد من ذلك . بغية تمكن الدولة المذكورة خلق عدم التوازن في الميدان الدولي بين الدول الكبرى , وها هي منطقة الشرق الاوسط عامة والعربي خاصة ومنذ اكثر من ثلاثة عقود اصبحت غالبية دولها وشعوبها في حروب اهلية وممولة من اصحاب المصالح والنفوذ في المنطقة ومنها . سوريا ثم العراق ثم ليبيا قبلها واليمن وجميعها تدور فيها نزاعات وحروب اهلية و لا نفع لشعوبها منها . حتى وصل الامر بان تركيا الحالية والتي هي احدى البوابات الشرقية لحلف الناتو العدواني افاقت على نفسها بعد محاولة الانقلاب العسكري الفاشل الذي ظهرت خيوطه بانها من صنع المخابرات الخاصة وعملاءالولايات المتحدة الامريكية .

ودارت عقارب الساعة كما ظهر مؤخرا في استراتيجية الدولة التركية ( 360 د ) الى الوراء واعلنت تضامنها مع الدول المجاورة لها ونسيان خلافاتها معها 

تحديدا – سوريا – العراق – روسا – ايران وغيرها .

فان المسؤولية الاخلاقية والإنسانية – ولائحة حقوق الانسان والمواثيق الدولية . اصبحت ورقة رابحة بيد الدول الغربية واعوانها وحسب مصالحها المادية الطبقية ولحفته من المحتكرين وتجار الحروب فيها .

واخيرا :- لا بد من القول , انه لا يوجد في افق الانظمة البشرية الحالية ولا في عقول قادتها ما يمكن الاعتماد عليه بانه يمكن قيام تألف بشري يسود فيه السلم ولمدة قرن او نصف قرن من السنين .

ولكن الواقع هو بعيدا عن ذلك فان التسابق لغزو الفضاء السلمي اعلاميا فقط وما ينطوي لدى المتسابقين في هذا الميدان الى الطموح – الجشع – ليكون الحاسم النهائي لمستقبل القريب عسكريا عدا ما تملكه قلة من الدول الكبرى من الاسلحة المتطورة والقادرة على فناء الجنس البشري في هذا الكوكب . قبل ان ينتقل عنصره – الانسان – الى كوكب اخر وحسب استراتيجيتهم العلمية لبدء حضارة جديدة وفق نظام اجتماعي واقتصادي يشفي عقدتهم وغليلهم إنها ( ملامح انتهاء حضارة الارض ) ونعود ونكرر السؤال السابق الذي يقول بتحدي لا عداء السلام ومشعلي الحروب وبفضولية صارخة وصادقة .

 

هل من اصطفاف جديد بين الدول الكبرى –بعد فشل الانقلاب العسكري الاخير في تركيا حليفة ناتو وبوابته الشرقية - وثم محاولة بريطانيا الخروج من الاتحاد الاوروبي وما موقف دول اوروبا الشرقية خاصة والشرق الاوسط عامة من ذلك .... والى اين  ؟  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.