كـتـاب ألموقع

مكانة المراة بين الواقع والاستحقاق// يوسف زرا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

مكانة المراة بين الواقع والاستحقاق

يوسف زرا

 

بغض النظر عن معنى واهمية – الكلمتين – الحقوق – الواجبات . لأي انسان في مسيرة الحياة . بدءا بدور الفرد بتكوين العائلة ووحدتها الاجتماعية المتماسكة ونمو قدرتها لاجتياز المفارقات التي لابد ان تصادف درب الفرد – وثم دور العائلة بعد عبورها لأول وابسط الاعتراضات وثم اشدها وتأثيرها عليها . مما يودي فعلا الى بناء كيان اجتماعي متفاعل مع الاحداث اليومية , وضمن متطلبات البيئة الطبيعية وجغرافيتها ومناخها , يفرض على العائلة من التخصص النوعي لتطور المجتمع ككل .

    ولا بد ان نعود الى مكانة الفرد – الرجل – المرأة – (الذكر – الانثى ) وما تمليه على كل واحد من الحقوق والواجبات الاساسية وفق قوانينها الطبيعية – كنزعة البقاء – والبقاء للأفضل – وتوازن الاحياء في الطبيعة وما تأثير هاتين الظاهرتين على كل واحد منهما واتجاه مفهوم الحياة والمسيرة المطلقة لكلاهما.

    نعم : للرجل واجبات اساسية تجاه العائلة ومنذ بدء تكوينها تختلف عن واجبات المرأة الاساسية ايضا , ولا جدال فيه كعنصرين متساويين في هيكل العائلة كأفراد.

فمنذ المشاعية كان على الرجل واجبات غير ما على المرأة ولا زال . ومنها بدء المعركة مع الطبيعة وتقلباتها لإيجاد القوت اليومي . وان المرأة لا تقف مكتوفة الايدي تنتظر ما يمكن الحصول عليه لكلاهما . بل تساهم بقدرما تقوم به وفق قابليتها البدنية والعضلية وتفرغها وانها تختلف عن الرجل ويتفوق عليها نسبيا في ذلك – ثم كتهيئته ( المسكن ) كوخ – كهف – مغارة – سقيفة – بيت من الطين وجذوع الاشجار . وكذلك تساهم المراة ايضا نسبيا بذلك .

    ولكن ما فرضت سنن الحياة على عنصر المراة من الواجبات , ما لا يمكن للرجل ان يساهم بها باية نسبة كانت . لانها خصائص فسلجيةبايلوجيا فقط . وهي تجدد الحياة وبناء اجيال المستقبل . اي مساهمتها مع الرجل في مفهوم قيام الحضارة فان ما لم يكن للمراة دور الاساسي وذات تخصص فريد بانجاب ابطال من الرجال لا يمكن قيام حضارة كفوءة وقادرةعلى الوقوف منتصبة القامة , وتذلل كل الصعوبات التي تعترضها من العدو غير الانسان . ومن بني جنسه للتفاوت التقدم الاجتماعي والاقتصادي والفكري والعلمي .

    فان رحم المراة هو هبة ومعجزة الحياة , ولا يمكن ان يقابله اي تقييم مستحق بغض النظر بتمتع الرجل بالقابلية البدنية والعضلية الطليعية , فهي فسلجة الحياة للواجبات المناطة به . وكذلك الحمل والانجاب والاولاد فسلجة الحياة للواجبات المناطة بها المراة فقط .

     وكلا الفسلجتين ( الوظيفتين ) لكل من الرجل والمرأة تتساويا في القيمة الانسانية والحياة معا . سواء كانت في مفهوم الحقوق ككائنين لا فرق بينهما . او في الواجبات لانهما مهما تمتعا بخصائص ذاتية لا يمكن الفصل بينهما كعنصرين لاستمرارية الحياة ضمن العائلة, والعائلة ضمن المجتمع , والمجتمع باني الحضارة وقائدهاوحاميها وهما فعلا يمثلان الظاهرة المغناطيسية – المتشابهان يتنافران – والمختلفان يتجاذبات بشدة لبعضهما . ولا يمكن الفصل بينهما . مهما كانت . كتلتهما وكثافتهما وخصائصهما الفيزيائةمتبانية او متشابهة .    

    وهكذا لا يمكن الفصل بين التباين في الواجبات الفسلجية للوظائف الحياتية المتباينة بين الرجل والمرأة لانهما وحدة حياتية طبيعية وفي بقعة جغرافية او مناخية كانت لانها تمثل ( الوحدة الحياتية ) . ولابد ان تتكيف وتتاقلم وتشق درب الحياة المرسوم لها عدا ما تتمعتع بها المراة من المزايا الفريدة عن الرجل وهي . الرقة والمرونة في التعامل مع الغير . ثم ( الفتنة – الجذابة ) اي الجمال الطبيعي المنظور وعفوية انسياق الرجل نحوها . وثم العطف والحنان تجاه الاطفال وسعة الصبر لتحمل المصاعب , وسرعة ظاهرة الابتسامة وبشاشة الوجه .

    فان لم يكن للمرأة – كأم – خصائص عاطفية ( وكظاهرة فطرية ملازمة لها ) ووجدانية - - كانسانة– تؤهلها دون ان تعلم , ومدفوعة ذاتيا للاعتناء ومراقبة فترة حملها بالجنين , كي لا يصيبها ويصيبه ايه وعكة صحية او نفسية بسيطة , وتشعر وجنينها بتاثيرها عليها ثم تفرغها كليا بعد الولادة الجنين ومنذ الحظات الاولى وهي في غاية الفرح والنشراح النفسي , ناسية دقائق او لحظات المخاض والامها كليا . وهو في حضنها , تتابعه ساعة ساعة يوما بعد يوم . قلقة عليه حتى ينمو , ولابد من ظهور الاستقرار النفسي وحتى الصحي عليها . لان المولود الجديد هو فعلا يمثل الامتداد الطبيعي لكيانها الانساني عامة وكالام خاصة .

وفعلا وليس كل هذا من باب المجاملة للمراة ولا مبالغة في مكانتها المميزة ولا جديد من الاطناب والمديح من قلمي المتواضع . وقد اكون مقصرا كليا او جزئيا قياسا لمن كتب عنها غيري من المختصين بالشؤون الاجتماعية والحياتية .

    كما ليس انتقاصا من مكانة الرجل عبر مسيرة الحياة وضمن وحدة العائلة والمجتمع كركن من اركانهما كمكانة له .

    وان كل ما ذهبنا اليه في الاسطر الاخيرة حصرا كظاهرة حياتية طبيعية , وكحتمية فسلجيةبايلوجيا تخص المراة فقط .

    ولا يمكن للرجل ان يكون بديلا للمراة في رعاية الطفولة بابسط حاجاتها ولاي فترة زمنية قصيرة . لان ذلك ايضا من خصائص الرجل – كانسان – وفي كل زمان ومكان وانه ملزم ان لا يهمل مهامه تجاه المراة والطفولة . لان الحياة اوكلته بذلك لهذه البرهة الزمنية مشاركة مع المراة كام – ويجب ان يصرف الزمن حسب ما يتطلب منه تجاههما وكلاهما – الرجل –المراة–تؤامان لا انفصال عن بعضهما ولاي سبب كان انها يوتيبيا هذه الارض وبدون رتوش وتزويق ابدا ابدا .

    واخيرا لا بد ان نقول – بان – مكانة المراة في الحياة هي حقيقة  واقعية واستحقاق معا كما للرجل ايضا ولا فضل لاحدهما على الاخر . لان الفضل كلمة لا مكانة لها في مجرى الحياة بين الرجل والمراة كما يجب .   

 

يوسف زرا

9/8/2016