اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

معركة كركوك .. اسبابها وابعادها// يوسف زرا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

معركة كركوك .. اسبابها وابعادها

يوسف زرا

 

من عمق التاريخ, وفي ارض المعركة, طرفان متخاصمان, بغض النظر عن الاسباب والمبررات التي تقود عدة مجموعات محلية او دولية للاتلاف معا مكونة عدة كتل متحاربة, ذات اهداف وغايات انية متداخلة وملحة, او مستقبلية ضرورية مشخصة مسبقا.

اليست الحروب الدولية والنزاعات الاقليمية والقارية التي حصلت في القرن الماضي, ولايزال امتداداتها ومبرراتها قائمة ومتفاعلة هنا وهناك, مع اختلاف عناصر التالف هذه الكتلة بتلك, وحسب الحسابات الخاصة لكل طرف منها؟

وان ماخلفته الحروب الاهلية والتدخل الخارجي في جغرافية منطقة الشرق الاوسط (العربي الاسلامي)- حصرا - وفي مقدمتها كشاهد على الواقع – سوريا – ومنذ مايقارب الخمسة اعوام تقريبا واستقطاب المعركة بين القطبين الدوليين, وهما, الغربي بقسادة امريكا – والشرقي بقيادة روسيا الاتحادية – الناهضة من سبات دام اكثر من ثلاثة عقود, بعد انهيار منظومة الدول الاشتراكية وقيادتها – الاتحاد السوفيتي في عام 1991- وكانت روسيا الحالية, المحرك الرئيسي للدول السوفياتية العظمى ولمدة اكثر من نصف قرن تقريبا.

فكانت امريكا الراسمالية, فعلا طيلة العقود الثلاثة المنصرمة, تجول وتصول بحرا وبرا وجوا, وفي المناطق التي تختارها في العالم, كي تثبت انها – فعلا – حصان طروادة العصر, ولايمكن منازعتها عسكريا في المجالات الثلاث, وهي الاقوى اقتصاديا.

وسبب ذلك وحسب اعتقادنا, يعود لانها الدولة الوحيدة, التي شاركت وبشكل نسبي في الحربين العالميتين 1914- 1918, 1939- 1945. ولم تنشب اي معركة عسكرية ساخنة وحاسمة في عمق جغرافيتها, لبعدها الشاسع من ميدان القتال (القارة الاوربية) , ولمحدودية مدى الاسلحة المتطورة والمستخدمة حتى اواخر القرن الماضي, في معركة ما, اي االصواريخ بعيدة المدى وعابرة للقارات, وكذلك محدودية قدرة السلاح الجوي لاجتياز المحيطات والقارات بسهولة ومنها الاطلسي واسيا.

اما الاساطيل البحرية, ومنها, بارجات, مدمرات, غواصات, واخيرا حاملة الطائرات, فكان يعول عليها بالدرجة الثانية لحسم االمعركة على الارض اليابسة مركز القتال. وكان دورها ميدانيا, شل القدرة العسكرية للعدو ويحسب لها الحساب ولايزال.

ولابد ان نعود الى اسباب هذا الاستقطاب الحالي العسكري بين الكتلتين – الغربية – الشرقية – وبشكل مكشوف ومن خلال تصريحات عسكرية من قبل روسيا الاتحادية, بان هناك خط احمر لسقوط النظام في سوريا ووحدة اراضيها ضمنا, وحسب مصالحها السياسية المقتضية حاليا في المنطقة, ولابد ان تدافع عنها مهما كلف الامر.

ورغم تظاهر الغرب عموما, بامكان النزول الى ساحة المعركة وبالثقل العسكري المقابل, الا ان روسيا الاتحادية, فعلا تمكنت من نصب احدث الصواريخ من نوع (C300 ) وحسب اعتقادها في كل من سوريا, وزودت ايران بها ايضا, احد اطراف النزاع لصالح سوريا حكومة وشعبا. فنرى, تارة – امريكا – تمد رقبتها, ملوحة ملوحة بانها تفكر بالوسائل المتاحة لها, والعسكرية منها, لاستخدامها في سوريا. او ضد هيمنة روسيا على الواقع فيها, وتتعقبها حليفتيها في اوربا الغربية, بريطانيا وفرنسا, مؤيدتان ايضا بتوجيه الضربة المطلوبة لمطارات سوريا, ثم يترك الامر مباشرة للحل السلمي, عن طريق وزيري خارجيتهما – لافروف وكيري- بالاتصال معا هاتفيا, او بجلسات مكوكية بين واشنطن وموسكو, بغية الحد من التصعيد العسكري فعلا او اعلاميا.

الا انه ووفق المقترحات المقدمة من جانب روسيا الاتحادية للتسوية السلمية للوضع في سوريا عامة, والمعركة الساخنة المهمة في حلب خاصة, التي تزاحمت فيها الفصائل المسلحة المعارضة المعتدلة, والمتطرفة الارهابية ومنها, القوات الديمقراطية, جبهة النصرة حليفة او بديلة (داعش). فان مراوغة امريكا في الموافقة على ذلك, او التنصل من المتفق عليه بخصوص فصل الفصائل المعتدلة عن المتطرقة, حتى وصل الامر بعرض القضية راسا على مجلس الامن, وانتهاء الامر باستخدام روسيا حق الفيتو وفشل المشروع الفرنسي المطروح حول ذلك.

وبسبب امتداد الحرب, وحسب مخطط الغرب ايضا كما نعتقد, الى المحافاظات الثلاث في شمال وغرب العراق – خارج اقليم كردستان – ذات الاكثرية السنية, واحتلالها من قبل داعش بزمن قياسي وبدون اية مقاومة تذكر من قبل القوات العراقية والصنوف الامنية المتواجدة فيها, وهي: محافظة نينوى وجميع قرى وسهلها الفسيح – غربا – وشمالا – وشرقا. وثم محافظتي الانبار وصلاح الدين, وكاد خطر داعش يصل الى حدود بغداد العاصمة ومشارف اقليم كردستان ايضا.

مما اضطرت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة الاقليم المذكور الى سرعة صد الخطر, وثم البدء بتحرير مركزي محافظتي الانبار (رمادي) وصلاح الدين (تكريت) بواسطة دخول الجيش العراقي بمعركة فاصلة وباسناد قوات الحشد الشعبي (الشيعي) وبعض فصائل لعشائر المنطقة فيهما.

وبعد اهتمام الحكومة العراقية بضرورة الاسراع لتحرير مدينة الموصل ذات الاغلبية المسلمة السنية مع باقي اطرافها ضمن سهلها المذكور. مما ادى بالتيارات السياسية للكتل السنية في المحافظة المذكورة الشعور بالخطر على مستقبل نفوذها الاجتماعي القبلي والمذهبي السني والسياسي فاضطرت الكتل السياسية العربية السنية المذكورة وبموافقة مسبقة من قبل قيادة اقليم كردستان العراق, طلب التدخل العسكري التركي في المنطقة المذكورة, تحديدا (محافظة نينوى – مدينة الموصل) دون موافقة الحكومة الاتحادية في بغداد. وهذا ماحصل وباسرع فترة, ووصلت قواتها الى منطقة بعشيقة. فكان الموقف الامريكي المترقب للتدخل غير المباشر وحسم القضية لصالح – العرب السنة – وحاليا ومستقبلا ولصالح حكومة الاقليم. وهناك عامل مشجع لتلاقي مصالح الاقليم – ذات الاغلبية الكردية السنية مع سنة العرب ومع الدولة التركية وقيادتها الدينية – من المذهب السني ايضا.

وان اصرار تركيا بعدم سحب قواتها من العراق, ودخول عناصر تنظيم داعش الى مدينة كركوك ذات المكون الاسلامي – السني – التركماني فيها, اصبح المبرر الاقوى في تدخلها بحجة رفض التغيير الديمغرافي المرتقب بعد تحرير مدينة الموصل, واصرارها بالاشتراك برا وجوا في عملية تحرير المدينة المذكورة.

 فان الحكومة المركزية في بغداد اصبحت تحت الامر االواقع بعد تدخل امريكا عبر وزير دفاعها, السيد كارتر مباشرة لصالح – سنة عرب الموصل- وسنة اقليم كردستان والقوات التركية.

بمعنى ان معركة كركوك بدخول (داعش اليها) في صباح 22/10/2016 الفجائي, كان مخطط مسبقا, وباشراف امريكا وتوجيهها, وان الحكومة التركية لها اهداف بعيدة في المنطقة, منها سياسية, ومنها عسكري واقتصادية, والسؤال الذي يطرح نفسه هو:

هل سيسود الامن والنظام والقانون في هذه المنطقة, بعد وضوح اهداف وغايات تواجد القوات العسكرية التركية داخل الاراضي العراقية؟ هذا من جانب, ومن الجانب اخر هو, النزاع الذي يحتمل ان ينشب بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم بسبب المناطق المتنازع عليها, والمحررة من قبل قوات البيشمركة في كلتا المحافظتين, صلاح الدين ونينوى وكركوك.

وماذا سيكون مستقبل المكونات الاخرى من الكلدواشوريين سريان, واليزيدية والشبك في سهل نينوى حصرا, عدا الامتداد التاريخي للمكون الاول, في جغرافية الاقليم اي (المسيحييون) . وهم ايضا شبه مغيبين او مهمشين منذ عقود وعقود من ابسط الحقوق الدستورية كمواطنين اسوة بباقي ابناء الشعب العراقي الذين قاسوا الامرين من الحكومات السابقة ولاسيما النظام الشوفيني القومي الذي سقط في 9/4/2003 بالتدخل العسكري من قبل عدة دول وبقيادة امريكا واحتلالها العراق في التاريخ اعلاه.

والكل يطمح ان يسود السلام والامن للعراق وازدهاره, في ظل دولة متعددة الاجناس والكيانات, وديمقراطية فيدرالية. انها شرعية الحياة بالعيش الكريم للجميع

يوسف زرا

 

22/10/2016

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.