اخر الاخبار:
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

ثروة الامم// يوسف زرا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

ثروة الامم

يوسف زرا

 27/3/2017

 

ادم سميث من مواليد في 5/6/1723 شخصية اقتصادية انكليزية, وهو الذي تمكن من صياغة او تعريف انتاج الاقتصاد الانساني بـ (ثروة الامم) ضمن كتابه الصادر ام 1776. وهو صاحب النظرية الاقتصادية الذي يقول فيها (دعه يعمل دعه يمر) والتي تعني تفجير طاقات الفرد دون اية رقابة رسمية او مؤسسة اقتصادية . والتي هي العمود الفقري الرئيسي لظهور النظام الرأسمالي الوطني وثم تتطور الى عالمي. الذي اعتمد على التراكم الكمي للإنتاج المادي ويحق لأصحابها افرادا او جماعات (مؤسسات –حكومات) كل الحرية في استغلال طاقات غيرهم ومهاراتهم مقابل اجر رمزي تتحكم به الجهة المستثمرة لذلك. ولا بد ان ننتقل الى ما نحن بصدده. ونقول:- ان ما ورد في متن الصفحة –السادسة- من مقدمة الكتاب اعلاه. غير واضح المعنى بل جاء ملمحاً وبشكل مبطن الى وجود شريحتين او طبقتين من البشر متفاوتتين في نوعية نظامهما الاقتصادي. دون ذكر او تحديد نوعية النظام الاجتماعي ذي العلاقة بالاقتصاد دون ان يذكر الموقع الجغرافي والزمان المشترك لهما.

فان هذا يتناقض لما تنفيه المادية التاريخية. بعدم وجود نظامين اقتصاديين في مكان وزمان معا ما لم يكن هناك فعلا نظامين اجتماعيين متناقضين معا. ولكنه اشار الى وجود المجتمع البشري المتوحش. اي الصيد العشوائي البري والبحري. والمقصود بذلك – المشاعية البدائية الاجتماعية والاقتصادية حصراً. ولم يرافق هذا النظام ولقرون عديدة نظام اخر متخلف او متقدم عليه اقتصاديا او اجتماعيا ما قبل انقسام المجتمع الى طبقات او شرائح متباينة في المصالح الاقتصادية. ولكن وبعد مئات السنين ظهر النظام الاقطاعي بعد المرحلة المذكورة. كنظام باطريركي – وذي مركزية اجتماعية وعقائدية مطلقة وبتحكم الرجل مباشرة. وانكفا دور (الامومة للمرأة). ومن ثم ظهر ما يسمى بتقسيم العمل وحسب مقتضيات المرحلة الجديدة. كفلاح في الارض سواء كان (كفن) او مزارع. وبالمقابل ظهرت طبقة العبيد من المعدمين لدى كبار الاقطاعيين ووكلائهم. وكذلك ظهرت من جراء تقسيم العمل البسيط والنوعي المهني – شريحة مختصة بحرف محدودة كصناعة عدة الحراثة والزراعة والحصاد البدائية. وهي النجارة والحدادة بالمفهوم الاختصاص الحالي. وحتى بمهنة صناعة الاحذية مباشرة من جلود الحيوانات. او كملابس لهم.

والى جانب ذلك ومن جراء هذه الحرف والمهن البسيطة وحسب حاجة المجتمع اليها. ثم استثمارها باجور رمزية عينية مشجعة يعمل الافراد او المجموعات المذكورة لحساب الاقطاعي ومالك العقار والورش البدائية. والتي منها انحدرت بل نمت البرجوازية (كطبقة محلية (والتي اصبحت مسؤولة عن انتاج وتصريف محاصيلها الموسمية والسنوية, عن طريق مقايضة. اي بسعر او ثمن (عيني) قبل ظهور العملة السوقية ذات قيمة مادية محددة مسبقا.

اي تبديل منتوج مادي بمنتوج اخر وحسب حاجة الاطراف المعنية بذلك.

وان تطور الطبقة البرجوازية المحلية المحدودة الموقع. الى برجوازية وطنية ( اي اتساع مساحة تعاملها خارج القرية). الى طبقة تملك وسائل الانتاج الاولية والاملاك المحيطة بها. اي بذرة الطبقة الراسمالية المتعاونة مع الاقطاع كسلطة مدنية شرعية.

بمعنى ظهور على ارض الواقع الصراع في هذه المرحلة بتطور الطبقة الراسمالية –الصراع الطبقي – ومشتقلة ومتحكمة مع المركزية الاجتماعية المذكورة اضافة نفوذ – الكهنة – كمرجعية دينية متداخلة مع ما سبق.

وفي الصفحة – السابعة – من المقدمة المذكورة ايضا. ظهر تحول فجائي في موضوع المجتمع. بوجود نوع من الشغيلة منتجين. ونافعين – اي – شبه مهرة – يتناسب مسبقا اي (وجودهم) قبل ظهور راس المال المستعمل في تشغيلهم.

علما بان في نظرية الاقتصاد السياسي, لا يوجد راسمال مسبق لعملية انتاجية متنوعة وبكميات مختلفة والتي تقول (النقد لا يولد نقد). ويعني النقد – هي الوحدة المستخدمة للشراء والبيع معا. اي عملية التبادل سوقياً.

ولكن هذه العملة لم تكن موجودة الا بعد ظهور المجتمع البرجوازي المتقدم نسبياً.

واستخدام العملة وتوفرها من مسؤولية الدولة مباشرة. اي عهد المركزية الاجتماعية الحاكمة. وخير وثيقة تاريخية تثبت ذلك. ان في اواخر العهد الاشوري حصرا وفي شمال العراق الحالي من حضارة وادي الرافدين ما بين 700 – 600 ق.م .ظهرت العملة المعدنية. ولا بد ان نشير الى المنطوق العلمي لمفهوم الاقتصاد السياسي. وهو ان (العمل يولد الانتاج). اي – العمل- الطاقة او الجهد البدني للانسان هو الذي ينتج وليس النقد, الا في مراحل اللاحقة كما جاء اعلاه.

ولكن يشير الاقتصادي-ادم شميث- بوجود في كل زمان ومكان ومن عمق التاريخ تفاوت في الطاقات والكفاءات والمهارة المستثمرة. ومن هذا التفاوت ظهر فعلا الاستغلال الكلي للطبقة العمالية ( اي الشغيلة) المنتجة وبأجر بسيط. او حسب القطعة. وفق مصلحة مالك وسائل الانتاج والاملاك وغيرها. دون ان يكون للعامل –الشغيل- راي في ذلك. والا يهدد بالطرد والبطالة.

ومن هذا التباين المستغل, ظهر من عملية الانتاج ما يسمى بالاقتصاد السياسي بـ (فائض القيمة) وهو المبلغ المستولى عليه من قبل الطبقة الراسمالية, والمحدد من حاصل بيع الانتاج + قيمة المواد الاحتياط + اجور العمل. اي هو الفرق بين الكلفة الاجمالية للانتاج وقيمة البيع فقط. وبسبب ذلك تمكنت الطبقة الراسمالية حالياً السيطرة على الصناعة والزراعة والتعامل المصرفي وغيرها, من السيطرة على السوق العالمي وفرض مبدا سياسة اقتصاد السوق وحريته.

اما ما ورد في باقي المواضيع المتشعبة في الكتاب المذكور وباسماء مختلفة ( كمصطلحات اقتصادية) لا تتعدى مفهوم تقسيم العمل ومجال استثماراته. دون ان يعترف ادم سميث بولادة الطبقة العاملة والصراع الطبقي على نطاق الساحة الدولية وبدون استثناء اية جغرافية او دولة مهما كانت صغيرة او كبيرة بذلك. ومن عمق التاريخ ولا يزال قائما وبدون ضوابط وقوانين رادعة ومحددة لذلك. وعملاً بنظرية ( دعه يعمل دعه يمر) فقط لادم سميث لا غيره. علما بان هذه المقولة في فرض زمني لمرحلة اجتماعية متخلفة وبدء ظهور بعض الحرف والمهن البدائية كحتمية حاجة الانسان من ضمن المرحلة المشخصة بعد ظهور النظام الاقطاعي. وليست نظرية اقتصادية تصلح لجميع المراحل تقدم المجتمع الانساني ونمو طاقاته البدنية والذهنية كالنظرية الماركسية الخاصة بحياته الاجتماعية الاقتصادية والفكرية

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.