اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

جدلية السلطتين الاجتماعية والدينية وفرضية تطرفهما// يوسف زرا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

جدلية السلطتين الاجتماعية والدينية وفرضية تطرفهما

يوسف زرا

القوش/ 13/8/2017

 

للفكر الديني منذ القدم, دور فعال ومباشر في حصول الاستقطاب في وحدة المجتمع البشري المجتمع البشري, مدعوماً من قبل التركيب الاجتماعي الطبقي,

والذي يلعب بشكل مؤثر يجعل المجتمع وحدة سكانية متماسكة بصيغة عفوية اجتماعياً وجغرافياً. لان مفهوم السلطة, هو الفعل الفاعل في استثمار الطاقة الحية للمجتمع السكاني بغية تقوية النظام الاجتماعي– اي قيام إدارة ذاتية مبدئياً وذات طابع وراثي عائلي بصيغة طبقية– قبيلة– باطريركية. وذات مركزية مطلقة بسلطة زمنية واجتماعية– ادارية سياسية– نوعاً ما متحالفة مع أي مرجعية دينية والتي يمكن لها تحريك كتلة المجتمع ادارياً او عفوياً بتوجيه مباشر عبر المنابر الخطابية اليومية في (دور العبادة) لأهمية تطويع غالبية البني التحتية– الاجتماعية العريضة, وفي مقدمتها القيادة المتنفذة ذات الطابع الاجتماعي الوراثي – كما سبق ذكرها– باعتبارها– اي تواجدها في مقدمة الركب السكاني القبلي, لأنها تمثل شرعية مهمة في مقدمة هذا التواجد. ولان ما يقوله الرجل الديني لا يقل اهمية عن توجيه الرجل الاول في القبيلة, لا بل مكملاً له وداعماً لنفوذه. ولا يمكن الاعتراض على فقرة او جزء من الخطاب الديني المذكور- لانه فوق المستوى الفكري لغالبية الحضور. وكان لهذه الظاهرة ولا زال الأثر الكبير في جعل غالبية المجتمعات القديمة ذات بنيان مرصوص يصعب اختراقه من قبل اية جهة بشرية. وان كانت من نفس التركيب الاجتماعي والديني, ولكن خارج جغرافية السكن. لان المجتمع القبلي هو بمثابة محميات مغلقة سكنية وجغرافية, وذات خصائص – قيم واعراف وتقاليد – قد تتشابه او تتداخل مع بعضها بحكم الجيرة الجغرافية والتعامل الاقتصادي والتبادل في الزيجات, وهي الاقوى في مثل هذه الانظمة القديمة قياسا لما كان ولا زال قائماً بشكل ظاهري ومؤثر في التداخل الاجتماعي بين الطبقات الاجتماعية المتجانسة في العادات والتقاليد والقيم السائدة فيها وحتى في المتباينة معها. لان المتلقي للتوجيهات الدينية والاجتماعية عبر المنبر الديني والمركز الاجتماعي القبلي, يترك في نفسيته الاحساس المباشر بوجوده الانساني المستقر والضامن لمفردات حياته اليومية المعاشية والامنية للفرد. وعبره كسلطة مباشرة وجب اطاعتها واحترامها. لان سريان هذا التأثير على الفرد وثم في الاسرة, كان كعاصفة تجتاح المجتمع ككل باعتبارها سلطة – فرضية – استثنائية مخولة وحسب المعتقد الديني من قبل – المعبود – عبر الوسيط – المرسل – ممثلا بالرمز الاعظم. ولا يجوز الاعتراض على اي نص ديني يتفوه به الرجل المخول بذلك عبر المعبد وحسب فهم واستيعاب عامة الناس لذلك وضرورة الالتزام بشرعيته دون ان يكون واضحاً كنه المعنى لهم. لان الفرضية الايمانية السائدة تقول. (اعتقد وكفى).

وان السلطة الزمنية الاجتماعية –القبيلة- متربصة مع سلطة الدين بذلك. ولان اي اعتراض او نقد للفكر الديني, هو بمثابة تمرد على رجل الدين ورجل القبيلة معاً. لانهما توأمان في استمرارية الوجود والبقاء في تولي السلطتين باسم المرجعيتين – سلطة الدين وسلطة القبيلة – وضرورة استمرارية اهميتهما لا بل قدسية السلطتين – كسور حول المجتمع وقوة تماسك وحدته السكانية –الطبقية القبلية والدينية لفترة زمنية طويلة وفق المادية التاريخية وتغيراتها الطبيعية.

وفعلا كان هذا قائما قبل التطور الحاصل في طهور عدة طبقات اجتماعية متباينة في مصالحها الاقتصادية والسياسية. ومختلفة في تركيبها الاجتماعي والفكري والاقتصادي. وهي المرحلة التي ظهرت فيها – الحرفة ثم المهنة -  ولحقتها كنواة للطبقة البرجوازية الوطنية. وثم الرأسمالية الاحتكارية المحلية والعالمية, كما هو سائد فعلا في الكثير من المناطق الجغرافية وتحديداً – كما يسمى بالعالم الغربي الاوروبي – وامتداده الى امريكا الشمالية – الولايات المتحدة حصرا. ثم استراليا وغيرها من مختلف الجنسيات الاسيوية –الشرق اوسطية – العربية حصراً. وبعض الدويلات الواقعة في جنوب شرق الصين. وثم اليابان في اقصى شرق قارة اسيا.

وعبر التاريخ ورغم ما هو حاصل في الانظمة الاجتماعية ولاقتصادية في سائر الكرة الارضية  واكثر تطورا – قارة اوربا – بصورة عامة. وامتداد نظامها الرأسمالي الى امريكا الشمالية. - والولايات المتحدة – كقطب اقوى وذو تأثير مباشر على مسالة الحرب والسلم. او ما يقتضي للنظام الرأسمالي العالمي في تبني عدة استراتيجيات غير مستقرة إلا لفترة زمنية محدودة. وكما تتحكم بذلك الكتلة السياسية الحزبية الحاكمة ورئيس الدولة بالدرجة الاساسية, وصلاحياته الواسعة داخليا وخارجيا.

وبسبب تسارع انقسام المجتمع البشري مطلع القرن السابق (العشرين) واستفحال تصادم المصالح وفق الايديولوجيات المتبنية لكل مها – القديم الغربي الرأسمالي. يقابله في اوربا الشرقية بقيادة روسيا الاتحادية –اي النظام الاشتراكي سابقا. وبدء محاولة الصراع بينهما وضمن القرن المذكور, كان قد استشرى التناقض داخل دول النظام الرأسمالي الاوربي والامريكي واليابان الاسيوي. كل يريد قيادة المجتمع الدولي وفق استراتيجيته الاقتصادية والسياسية. فكان حصيلة ذلك نشوب الحربين العالميتين في عام 1914 – 1918 وثم في عام 1939 – 1945. وسقوط ملايين الضحايا من الجانبين. ومن ضمنها شعوب اوربا الشمالية والشرقية والتي تحملت مجتمعة العبء الاكبر من التضحيات البشرية والدمار الشامل لمؤسساتها الصناعية والصحية والزراعية والثقافية والعسكرية وغيرها.

ولا بد ان نختصر في فترة الزمن, وننتقل الى واقع الحال وما حصل فب الساحة الدولية بصورة عامة, ومنطقة الشرق الاوسط بصورة خاصة. وانتقال الصراع بين الاقطاب وفق المصالح الاقتصادية والسياسية , مدعومة بشكل مباشر من قبل ذوب النفوذ العسكري – والتي تملك الاساطيل البحرية والجوية والبرية عدا صواريخ البالستية العابرة للقارات والخزين الخرافي والمرعب من القنابل النووية. وانها محصورة بعدة دول اوروبية وامريكية واسيوية. ولا يمكن لاي طرف عاقل من قدح ابسط شرارة بدافع مفهوم الحرب. لان ذلك سيؤدي بلا شك وباعترافها الى فناء البشرية وزوال الحضارة كلياً.

ورغم ذلك اصبح كل طرف مصراً على التنافس مع الغير وباستخدام وسائل وامور لا اخلاقية ولا انسانية ولا قانونية. باشعال حروب ونزاعات اقليمية وحروب اهلية في بلدان هذه المنطقة. لا بل تشجيع ما هو ابشع من ذلك بتبني التطرف الديني والمذهبي وحتى القومي نسبياً. واصبحت غالبية الدول العربية حصراً. ومنها العراق الوسوريا في المقدمة غير قادرة حتى من الدفاع عن شعبها بدون مساعدة الغير.

ومن جراء هذا التناحر المفتعل في الدولتين اعلاه. اصبحت الاقليات الاجتماعية – القومية – الاثنية والدينية مهمشة. لا بل مقصية عن اي مستقبل مهم لها. اي الى المصير المجهول.

وان المرجعيات الدينية – المذهبية والمتباينة في مفاهيمها العقائدية واهمها واقدمها المسيحية. ونتيجة هذا التباين. اصبحت في حكم الواقع لا يهمها سوى حماية نفسها بالدرجة الاولى والمحافظة على امتيازاتها التاريخية لانها معتمدة لا على رعاياها نوعياً وعددياً. بل منحازة الى هذه الكتلة السياسية او الاجتماعية ذوي النفوذ والسلطة الواسعة للدولة. ومرغمة لا ارادياً في التعايش مع الواقع المذكور, او معتمدة على الاعلام الاستهلاكي اليومي المتواصل والغربي خاصة والمظلل للحقيقة وحسب مصالحه الانية والمستقبيلة.

مما ادى الى فقدان مكانتهم التاريخية. وبسبب غياب وحدة القيادة الاجتماعية والسياسية القادرة على ذلك. وايضاً لانقسامهم على البعض الحاصل من تعدد المرجعيات المذهبية من عمق التاريخ. وهي العلة القاتلة التي استفاد منها الخصوم الدينية والاجتماعية القبلية والقومية التقليدية الى جانب استفحال خطر النزيف الهادر المسبب (للهجرة الجماعية) وبدون توقف لهذا المعتقد الديني والمكون الاجتماعي التاريخي المسمى (كلدوآشوريين سريان) اسماً مركباً ظهر على الساحة السياسية مؤخراً. واضطرار لا بل ملزم لبعضهم الاعتراف به صورياً فقط. وبسبب العوامل المؤثرة الخارجية المفروضة والداخلية القسرية الذاتية. أنحدر هذا المكون الاجتماعي والديني خلال الاربعة عقود مضت من اكثر 000/500/1 نسمة الى اقل من 000/400 – 000/350 نسمة (والحبل على الجرار ) كما يقول المثل, والباقي مشتتة في القرى والقصبات المنتشرة في سهل نينوى وفي اقليم كردستان – محافظة دهوك خاصة بلا راعي.

واخيراً – لكم كل الاحترام المستحق تاريخياً... وعن اية سلطة زمنية تبحثون ؟

ولماذا تتبارون بتشييد الصروح العظيمة لدور العبادة في بلدة (عنكاوا) التي اصبحت جزءاً من مدينة اربيل. دون ان تعلم بقية القلة من رعاياكم بذلك... ولمن هي مستقبلاً؟

انه اعتراف بالحقائق التاريخية...

فان كانت خطايا...

 سيغفرها اللـه لنا مباشرة لانها بدون قصد.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.