اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

صور من النكتف.. او غير محمضة// يوسف زرا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

صور من النكتف.. او غير محمضة

يوسف زرا

20/5/2017 

 

بعد الحروب المسماة بـ (الصليبية التي قادها ملوك وأباطرة روما جميعاً بحجة تحرير (اورشليم- القدس) من سيطرة الاسلام. والمنتهية في القرن الثاني من الالفية الثانية الميلادية, وفشل قادتها بذلك.

أنتعش التطرف والاستعلاء العقائدي عبر الحكام والمرجعيات الدينية الاسلامية قاطبة. وظل الفكر المذكور ومرجعياته يشدد الخناق والتضييق على اية طائفة دينية غير مسلحة, ومهما كان تعدادها ضمن الامبراطورية الاسلامية بعهد الخلافة الدينية– بعد الفتح الاسلامي. بغرض مبدأ دفع الجزية على كل فرد من غير الاسلام, وفي المقدمة.. معتنقي الديانة المسيحية وذلك في حالة عدم قبوله الاسلام ديناً له.

وبعد قرون عديدة تم فتح القسطنطينية– عاصمة الحضارة البيزنطية المعادية لكنيسة روما الكاثوليكية على يد محمد الفاتح عام 1543م.

مما ادى الى بدء سريان الضعف والهوان في العالم المسيحي عامة والعقائد الاخرى خاصة, واذلال كرامتهم ومقدساتهم في ارجاء الامبراطورية المذكورة. وامتد ذلك حتى احداث الحرب العالمية الاولى عام 1914م بعد توحد جميع الدول الاوروبية بما فيها روسيا القيصرية, وتمكنها من توجيه الضربة المناسبة لذلك الاستعلاء والتجبر الديني على الغير لحكام اسطنبول بعد خسارتهم الحرب المذكورة, والى نفوذه حتى عام 1924 بمجيء كمال اتاتورك.

فكانت الفرصة الثانية لحكام تلك الامبراطورية العجوز لينتقموا بشكل ابشع في جريمتهم بحق المسيحيين الارمن عام 1915وشمول ذلك ايضاً غيرهم المتواجدين في كل من شمال العراق وسوريا بالذات. والتي سميت بمذبحة (سيفو). زكان ضحيتها اكثر من مليون ونصف مليون من البشر.

ويعتبر ذلك اول حدث تاريخي يشمل ابادة شعوب بدون مسوغ اخلاقي وقانوني, سوى اختلاف في العقيدة الدينية المتوارثة لا غير.

وبانتهاء الحرب المذكورة عام 1918 واندحار الامبراطورية العثمانية. تنفست شعوب الشرق الاوسط وشمال افريقية واوربا خاصة قليلا. وظهرت عدة دول وبأسماء جغرافية او قومية وقبيلة. ومها العراق الحالي.

وكان ذلك عام 1921 وما سمي بالحكم الوطني الملكي.

واصبح العراق بعد الحرب المذكورة, تحت انتداب – بريطانيا العظمى- كدولة منتصرة في تلك الحرب, وحتى عام 1932. بعد اعلان استقلال العراق وقيام دولة ذات سيادة, وعضو في منظمة عصبة الامم. وفق اتفاقية – سايكس بيكو.

ورغم ذلك لم يظهر اي تغيير عن صورة الواقع لمفهوم العقيدة الاسلامية عبر ائمتها –كمرجعيات دينية متنفذة بالعلاقة الرسمية مع غيرهم من الاديان الاخرى. وذلك بفرض نص الشريعة الاسلامية على الاحوال الشخصية على غيرهم.

ولا زالت قائمة قسراً الى اليوم. إلا انه لم يشهد الموقف الاجتماعي المتعايش والمكشوف. أي اضطهاد مباشر لغير الاسلام في العراق خاصة وباقي الدول المجاورة عبر العقود الاولى من الحكم الملكي وحتى اواسط العقد السابع عشر من القرن الماضي. أي بعد 8 شباط 1963 بسقوط الجمهورية الاولى بقيادة عبد الكريم قاسم. وتولى الفكر المبطن المدني والديني – القومي العروبي- السلطة في التاريخ المذكور.

ولكن لم يركن رجال الدين الاسلامي المتشددين الى هذه العلاقة وصورة شبه مقبولة لما قبل عام 1963 وحتى اواخر القرن الماضي وبدء بالحرب العراقية الايرانية 1980- 1988 . وثم غزوة الكويت في عام 1990. وثم الانتفاضة الشعب الكردي عام 1991 خاصة والقوى التقدمية العراقية عامة. مما ادى الى بدء مشروع نزيف الهجرة الجماعية من الاقليات العراقية عامة وبشكل عفوي وايرادي. وفي مقدمتها المسيحيين واليزيديين الى الدول الاوروبية وبتشجيع المخابرات الدولية الغربية وحصراً الامريكية. بغية كسب الملايين من الايدي العاملة الفنية الرخيصة, وذوي الكفاءات والتخصص العلمي الاكاديمي ضمن الكتل المهاجرة. وهل هناك ابعاد لتوثيق مثل هذه الصورة المغبرة وغير المفهومة للإنسان الواعي سياسياً واجتماعياً.

وثم ظهرت عدة منظمات ارهابية وبأسماء متعددة كصورة جديدة لتفاعل الاحداث ذات الاهداف غير الواضحة والبعيدة. وكل ذلك دعماً لسيولة الهجرة الجماعية واستمراريتها ومنها.

منظمة – القاعدة – الاقدم وثم داعش وجبهة النصرة ووووو.... وغيرها.

واستفحل خطرها ضمن الدول التي تحكها الاحزاب الدينية المتشددة (سنة – شيعة ) واختلط النابل بالحابل حين هبت العاصفة الصفراء على العراق تحديدا محافظة نينوى – واكتسحت بسويعات قليلة ليلة 6/8/2014 جميع القصبات والقرى الكبيرة والصغيرة وبدون استثناء لسهل نينوى. وكانت غالبية سكانها من المسيحيين والايزيديين وقلة من الشبك – الشيعة – مع نسبة اخرى من العرب والاكراد.

ورغم تحرير مدينة الموصل قبل عدة اسابيع بساحليها الايسر ثم الايمن...

إلا ان غالبية المراكز الادارية من الاقضية والنواحي والقرى الكبيرة لا زال عودة النازحين منها مقتصر على عدة عوائل. وسبب ذلك. لان القسم الكبير منها لحقها الدمار الكلي او الجزئي. وان انعدام الاستقرار الامني في عموم السهل المذكور. يعود الى النزاع القائم بين حكومة الاقليم (كصورة جديدة) والحكومة المركزية في بغداد باعتبار (السهل) ضمن المناطق المتنازع عليها بين الطرفين وتحت النفوذ المباشر لقوات البيشمركة الكردية. ومن المحتمل (ولا نرجوه) ان يحصل تصادم مسلح بين الجانبين وتصبح المنطقة ضمن الارض الحرام وغير مستقرة لأمد طويل.

أليست هذه الاحداث صور غير قابلة لتحديد ملامحها القريبة والبعيدة. وضد مستقبل كل مكونات الشعب العراقي وبدون استثناء.

وهل اصبح الانسان في هذه المنطقة ارخص من الحيوانات التي تتجول بكل حرية في سهولها ووديانها وضمن محمياتها؟

وهل نحن الاقليات اصبحنا بدون موضع قدم في هذا الوطن...

أم غرباء فيه, وطموحنا, أن نعيش كمواطنين اسوة بغيرنا, في الحقوق والواجبات والعيش الكريم. ولم نتقاعس بالدفاع عن تربة الوطن عبر التاريخ. مهما كانت التضحيات.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.