كـتـاب ألموقع

تعليق على كتاب.. وهم الله – بقلم – ريتشارد دوكنز// يوسف زرا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

تعليق على كتاب.. وهم الله – بقلم – ريتشارد دوكنز

يوسف زرا

1/3/2018

 

كل ما ورد في كتاب– وهم الله- لمؤلفه – ريتشارد دوكنز – لا يتعدى في نظري, الا تخبط وصراع داخل شخصيته – اي الكاتب – وهو صراع بين مصدرين متقاطعين لمفهوم (ماهية الحياة الفطرية) التي تخص المصدرين الاساسيين في تحليل – فعل (العقل) في جميع الاحياء. والذي لا يمكن الشك بانه كتله مادية ذات تركيب فني  (بايلوجي) يمثل القائد المباشر في توجيه حامله (سواء كان انسانا – او اي نوع من الاحياء ) مهما بلغ حجمه.

 

ومنه كنموذج – الفيل – الاكبر – وثم البكتريا – التي لا تراها العين المجردة ويملك هذا المكون المادي – والذي هو ناتج عرضي لعوامل تاريخية ومناخية والتي توفرت في هذا الكوكب (الارض) حصرا -  ولم يكن – العقل – عبر الملايين من السنين في المستوى الوعي والادراكي والتحليلي لما حوله من الظواهر الطبيعية والمناخية... واذا كان مصنعا لصانع ما. فلا بد من صنعه وفق مقاييس نسبية الى مستوى معين.. وتطور عقل الانسان الى ما نحن عليه. ولا زال في التطور حسب حاجته في كل زمان ومكان... وهو الذي يتحكم في كافة احاسيسه ونزعاته وسلوكه الشخصي -  وحتما فيما يسمى (الحدس) (وهو تحسس الاشياء كصور) فقط. ولا يمكن لاي عقل – انسان – حيوان – لطبع صورة واضحة خارج مفهوم فكرة الصورة (برمجة العقل) سوى ان هناك فقط في الكائن  المتطور – الانسان – نسبيا – بعد ان تمكن من اختراع – اللغة – سواء كانت اشارات او رموز عينية – او مقاطع صوتية – وصولا الى مقاطع معبرة عن (كنه الصورة العقلية). وهي لغة المنطق. وان هذه الظاهرة التي انفرد بها الانسان عبر التاريخ – ساقته لا اراديا الى جعل استبيان المنطق ان يحدد حدود العقل الفكري – اي جعله يستمر في تصوره لجميع الظواهر والمؤثرات على كيانه المادي. ونزعاته الفكرية – الحياتية – التي تعمل لدفعه بالتحدي لجميع هذه الظواهر التي يتحسسها. بغية ان يحافظ على وجوده وتجدد نسله. وهي ظاهرة لما يسمى بـ (نزعة البقاء + ظاهرة حب التملك الفطرية – وللأفضل في الحالتين ). وكلها هي دوافع حياتية فطرية ( لخاصية العقل). للبحث ضمناً. وضرورة الانتقال الى تصور جديد لمؤثرات طبيعية بيئوية في وسط جغرافي ومناخي معين.

 

وان تنوع الكائنات الحية كل في – وسط جغرافي مناخي محدد – اي تخصص جنسي بتعداد المحميات (الوطن المصغر – مثلا). وهو الوسط الجغرافي والمناخي المذكور اعلاه, وقد تماد الكاتب ايضا في سرد ما لا يمكن احصاءه من الآراء لظواهر حياتية تخص الانسان بالدرجة الاولى, وقد اعتمد على اراء غيره في ايضاح مفهوم الاخلاق.

والتي ليس لها اية علاقة بمفهوم لغة العقل مطلقا. لان مفهوم الاخلاق لا يوجد في اي نوع من الحيوانات – عدى الانسان – لأنها تعيش بهدف – تجدد نسلها لا اراديا. وهو عامل مشترك مع الانسان ايضا.

 

اما مفهوم الحياة بالنسبة للإنسان – فهنا – لغة المنطق – تفعل ما ليس لدى باقي الحيوانات. والتي فرضت نفسها كرقيب على ذاته – كقانون طبيعي – والا يجب فرض عقوبة ما عليه ان تحد حدود جميع تصرفاته ضمن العائلة.

ثم المجتمع – كعلاقات عاطفية – وجدانية – منطقية. وان مفهوم الرقابة الذاتية – والخارجية – على سلوكه الفردي. نابع من التباين الحاد في الصراع الدائر بين لغة العقل الصورية, وبين لغة المنطق التحليلية.

والتي تمكنت من ربط ملامح صورة العقل ضمن اطار لصورة بداخلها – ليتمكن من تحديد ملامحها ومكوناتها. ومقارنتها بالظواهر الطبيعية. مع خضوع اللاإرادي لمفهوم النشوء والتطور والارتقاء للحياة... وهذا ما هو حاصل بصورة واضحة ومؤثرة لا تقبل الشك بسبب تحليلها من قبل لغة المنطق.

 

وان مفهوم (الخلق) عقليا ومنطقيا. والمعنى به الانسان فقط. من دون اي كائن اخر. ويسعى للاستحواذ على غيره من بني جنسه. لما حوله من الكائنات الحية... مرحلة المشاعية البدائية. وانتقاله الى اجتماعية من بعد عبور الانسان مرحلة المشاعية البدائية. وانتقاله الى مرحلة – المركزية الطبقية الاجتماعية البدائية – اي النظام القبلي – العشائري – اي النظام الاجتماعي – الباطريركي – ذات المركزية المطلقة. اي بدء الاستعمال الفكري لمفهوم – السلطة – وهي حالة الزامية بغية تأهيل ( الاحاد) او اشخاص من النخبة المؤهلة لقيادة المجتمع. وهذه الظاهرة هي المسبب الرئيسي لبقاء جنس الاحباء ضمن مجتمعات – انسانية – ومحميات حيوانية – لتخويل – جنس الذكر – اي ذي القوة البدنية. تظاهرة فطرية حياتية. - لغرض سلطته على غيره – وهي متأصلة في جميع الحيوانات الذكورية, ضد بعضها من بني جنسها بغية قيادة الجمع لتحقيق – الذات الضرورية الحياتية -  الفطرية – والتي اصبحت منذ القدم سلطة طبيعية – وهذا مما ادى بالإنسان عبر التاريخ الى اناطة مفهوم – القوة – بالكائن الغيب – خارج الادراك والواعي الذاتي. مما ادى ايضا – خضوع الانسان بعد تصادم او تقاطع لغة العقل مع لغة المنطق - اي كسؤال – ايهما قادر للتحكم بهذه الظواهر؟... وقد ساقت لغة المنطق الى حسم الامر. بان كل ما لا يمكن ادراكه وسبب وجوده. يجب ان يخضع لها. ولهذا منذ القدم اصبح الانسان خاضع لمفهوم, العبادة للظواهر الطبيعية. كالزلازل – البراكين – الفيضانات – الاعاصير – وجعل لها رموز وطقوس للعبادة, لعلها ترحمه او تشفق عليه.

عدى ظاهرة نزعة البقاء, التي قادت المجتمعات (ضمن مفهوم – الصراع الطبقي) الى حروب اهلية ونزاعات داخلية. ثم حروب شاملة كونية.

ولا زال الانسان يخضع لا ارادياً (السذج الاغلبية) لمفهوم الكائن الخالق له ولجميع الاحياء والظواهر الطبيعية – النجوم – الشمس – القمر – وغيرها.

وتعددت ما يسمى بالأنبياء والرسل المرسلة من قبل (اللـه) الخالق. لردع سلوكه المشين تجاه بعضه ويخضع له.

 

اما مفهوم – الاخلاق – فهي ظاهرة تتحكم بها عدة عوامل – منها – نفسية واجتماعية. لان طبيعية الانسان غير المستقرة -  القوة + الضعف – تلازم حياته اليومية بدون انقطاع. فلا بد للضعيف ان يفكر كيف يتخلص من فعل القوي عليه. الى جانب ان مفهوم الحياة بدا بعد تحول الانسان من مرحلة المشاعية البدائية – الى مرحلة المركزية الاجتماعية القبلية – اي تحديد واجب او نوع العمل لكل فرد او مجموعة. ولغرض تحديد نوع المساءلة وخاصية الانتاج لهم. فلا دخل لاية عقيدة دينية بذلك.

لان جميع العقائد الدينية, ما يسمى وحسب القدم – فمنها – الوثنية – اي عبادة ظواهر الطبيعية. وعبادة الرموز الاجتماعية ( البدعة الشخصية المقدسة) وثم الديانة السماوية ( متمثلة بالأنبياء والرسل. بعبادة (اللـه) الخالق المرسلة لهم. والمسيير والقاضي والناهي لكل اعمال الانسان. فردا وجمعا ضمن فترة الحياة. وستبقى ظاهرة الاخلاق خاضعة للضوابط الاجتماعية ومنها – تقاليد – عادات – اعراف – قيم وغيرها.

فلا يسمح بتجاوزها لكل تجمع بشري حسب المفهوم القديم للعبادة الوثنية الافقية الارضية. والسماوية العمودية. فمنها الاصلاحية. ومنها الباطنية.

وستبقى ظاهرة الاخلاق خاضعة لتنظيم العلاقة بين الفرد والاخر ضمن وحدة العائلة بتكوينها الحالي المتماسك. وبين مجموعة عوائل – وصولا الى كل التجمعات الحالية, وحسب الشد والحل للعلاقات المذكورة اعلاه.

 

ولا بد ان نرجع قليلا الى ما ذهب اليه الكاتب – حول التجدد والاستنتاج الذات الانساني, عن طريق العوامل المشخصة علميا وهي الجينات, ثم يطرح الكاتب ايضا نماذج اخرى مقلدة او مشابهة للجينات في عملية التوارث للأجيال. ويخرج بمفهوم غير علمي. بل بمفهوم نظري جديد بكون مرادفاً لعملية الاستنساخ الذاتي بفعل الجينات الاصلية – وتسمى الموروثات الاخرى بـ (الميمات ).

 

ولا بد من العودة الى مفهوم المصمم او الخالق الوحيد. فان التصميم لا بد ان يخضع لكثير من الظواهر المتوفرة لبيئة المصمم – وثم الغاية او الغرض من تصميم اي شيء جديد.

فمثلا ان كان (اللـه) قد صمم الانسان وجميع الحيوانات والكون العظيم... فلا بد من سؤال... ما الغاية من ذلك... ورفق اي فكرة قائمة.. وما هي حاجة المصمم؟

فان الانسان منذ القدم وحتى ابسط الحيوانات -  تلجا الى البحث عن مسكن ما.. سواءً كان كهفاً او مغارة في جبل او حفرة في وادي ليتكيف ويسكن بها... ومع مناخ وتقلبات الفصول السنوية الاربعة اي ضمن الزمن والمكان.

ولكن ان مفهوم – الزمن – لا وجود له في وجود اللـه – فاذن المناخ وتقلباته لا وجود لها ايضا. وان – اللـه – لا يمكن ان يفكر بتصميم كائن ما من غير ان يكون خاضعا لارادته وحاجته.

ولا بد ان نعود الى الانسان عبر الزمن الماضي والحاضر. فانه فعلاً مصمم وفاعل لما تقتضي حياته ومن الزمان والمكان لحاجاته الاقتصادية والنفسية والثقافية وغيرها.

فان هذا الكائن... ومن عمق التاريخ, استثمر لا بل سخر الكثير من الحيوانات لخدمته وتنقلاته وكيف لها. اي صمم ما يجب ان يساعد تلك الحيوانات لتحمل ونقل حاجاته المادية. كالبرادع والمحامل الخشبية والحبال وغيرها.

وعندما تطورت حياة الانسان... وبدا فعلا يصمم ادوات او وسائل لغرض الاستفادة منها باقل جهد بدني مطلوب منه. وباقل فترة زمنية. فلم يخرج اي تصميم عن ما حوله الا ليستفيد منه.

وعلى سبيل المثال وبشكل معاصر. ومنها السيارة بابسط نموذجها. هي حيوان معدني تسير على اربعة قوائم... تشبيها بكل الحيوانات المتعايش في محيط الجغرافي – وكالحيوانات اعلاه.

او كطائر يعتمد في الطيران على جناحيه عبر تنقله من موقع الى اخر عبر الفضاء. وهي الطائرة المعدنية الشبيهة بكل الطيور. وفي الحالتين كالحيوان والطير, مصدرا التصميم.

واخيرا... الى هنا نكتفي بهذا السرد والايضاح البسيط والمقارنة الضرورية لما ورد في متن الكتاب.

 

وفي نظري... ان كل ما جاء في الاوراق الستة لهي فعلا حافزاً قوياً لأثبات ان لغة العقل لا بد من وجودها. ولغة المنطق ايضا لغرض اهمية الصراع والجدل المتواصل بينهما لفائدة الحياة العامة والانسان في المقدمة.

وان ولادة فكرة الدين والتدين– هي ناتج وفعل للغة العقل القاصرة عن تحليل مفهوم محتوى الصورة الغير محمضة ( تشبيها مثلا). ويجب غمرها في محلول السائل لازالة ما حجب من الملامح الحقيقية المطلوبة – وهذا السائل هو ( لغة المنطق).

وان (علم المنطق) فقط ليس وليد فكرة لانسان لغاية دعائية اعلامية وقتية. بل انه وليد الكم المتراكم للفكر الانساني عبر الاف السنين منذ نشاته – الفطرية -  حتى هذا العصر.

وان العلوم الطبيعية والانسانية باتت تقيم لغة المنطق التي رافقت لغة العقل منذ القدم. وهي كالبوتقة المختبرية للمادة, بغية تقييم ناتج التفاعل المادي وخصائصه.

وان كلتا اللغتين, حاصل تفاعل كتلة الدماغ وبدون توقف. وهما من الضروريات للحياة. ولا يمكن الاستغناء عن اية منها, لانهما متفاعلان معاً دائماً.