اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• تمييع مطالبنا، اقتراح رئيس الجمهورية مثالا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

تيري بطرس

مقالات اخرى للكاتب

        تمييع مطالبنا، اقتراح رئيس الجمهورية مثالا

 

من الواضح أن تطلعاتنا كشعب، يمتلك مقومات حضارية ثقافية، ومخاوفنا الجدية كأبناء للعراق، لا تأخذ من وقت القيادات السياسية إلا الوقت المخصص للقول إن المسيحيين هم أبناء العراق الأصليين، ونستنكر ما يتعرضون له!! ولكن في الواقع هناك تجاهل تام لكل ما يطلبونه وما يضمن وجودهم لا بل يمكن القول من خلال استقراء ما يحدث على مستوى تحقيق مطالب شعبنا أن البعض يريد التخلص من هذا الهم المسيحي إلى الأبد لأنه يحمل ثقافة مستنيرة قد يعدي الآخرين بها . ولعل ما اقترحه الأستاذ جلال طالباني رئيس جمهورية العراق، كان خاتمة المطاف نحو تمييع مطالب أبناء شعبنا. إننا إذ لا نشكك في نيات أحد ومنهم السيد رئيس الجمهورية، إلا أنه من حقنا أن نتساءل هل إن المسيحيين، هم جالية أجنبية أو مجموعة من الأطفال الغير المؤهلين لأدار شؤونهم أو أنهم مجموعة من المعاقين، يراد العمل من أجل تنظيم شؤونهم وإدارتها لأنهم عاجزين عن ذلك بسبب عوقهم العقلي أو البدني. كما أنه من حقنا أن نتساءل إن كان مقترح (مكتب لاادرة شؤون المسيحيين) هو فقط لإشغال الناس به فترة ومن ثم يضع في درج النسيان؟

من الملاحظ أن هناك تمييع لكل ما نطالب به كمجموعة سكانية لها خصوصية ثقافية ولغوية وحضارية معينة، في حين أن الأطراف السياسية تهتم بمصالحها السياسية وتعمل كل ما تستطيع من أجل هضم حقوق الآخرين، من خلال توجيه البلد ومستقبله على أساس موازيين القوى، ومبدية الاستعداد لممارسة كل شيء من أجل تحقيق ذلك.

لا يمكن أن نبرئ الذات مما ما يصيبنا، فهذه الحقيقة يجب أن تكون دوما أمام أنظارنا وإلا فإننا غير مستعدين لأي إنجاز، وستبقى حقوقنا ومطالبنا ترمي في سلو المهملات، ولن يكلف الآخرين أنفسهم أكثر من طبطبة على الظهر وإبداء الحزن الكاذب. فالانقسام التناحري الذي مارسته أطرافنا السياسية بعضها ضد الآخر، ورغم النداءات المختلفة والاقتراحات المتعددة، جعل هذه الأطراف خاوية القوى، هذا من طرف ومن الطرف الآخر، قيام بعض الأطراف الكنسية بالعمل لحسابها الخاص، وتحقيق أجندتها العاملة لحرمان شعبنا من حقوقه القومية والعمل من أجل حسابه كأقلية دينية لا غير، ولعل تصريحات بعض الأطراف عن أن شعبنا لا يريد تقسيم العراق، ويعمل من أجل وحدة العراق، رغم أن أي طرف من شعبنا لم يطالب بالتقسيم، في رد غير مباشر على مطالب شعبنا المحقة في الحكم الذاتي، وهو ليس تقسيما بل إنه أقل من الفدرالية المطبقة، والنغمة المكررة هذه تتناغم مع دعوات الأطراف القومجية العربية وبعض الأطراف الإسلامية، التي لا ترى في الوطن إلا هوية دينية وقومية معينة. نحن لا ننكر أن يكون لرجل الدين رأيا سياسيا، فهذا حق إنساني، ولكن أن يحاول التكلم باسم المؤسسة أو الشعب، فهذا ليس مطلوبا ويجب أن يتم وضع الحد له. إن شعبنا أمام المذابح التي يتعرض لها، بات بحاجة لعملية إنقاذ حقيقية معتمدة، على وضوح مطالبه في قيام صيغة تمكنه ليس من ادارة شؤونه فقط، بل لصياغة مستقبله، من خلال قدرته على تشريع القوانين المسيرة لشؤونه، وإنفاق ميزانيته في ما هو ضروري ويعزز وجوده ويحفظ امنه. على رجال الدين أن يدعم المطلب المحق لشعبنا، وإذا كان عاجزا عن ذلك، فعليه أن يستقيل من ادعاء أنه يبشر برسالة المحبة، فهل هناك محبة أكثر من ضمان حياة ومستقبل وثقافة من يتعرض للذبح الدائمي، لا ذنب له غير أنه يحمل هوية أخرى؟

لا يمكن تجاهل التطورات الإيجابية الأخيرة في موقف مؤسساتنا السياسية والتي يجب أن تدعم وتساند، ولكن في إطار مؤسساتي اكثر وضوحا، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى دفع التطورات الإيجابية لكي تترسخ من خلال تقديم الاقتراحات لتطوير ذلك.  وعليه بات من الضروري قيام لجنتين من قبل تجمع التنظيمات الكلدانية السريانية الآشورية، إحدى اللجنتين تكون مكلفة بالتحاور مع المكونات الازيدي والشبكي المندائي، لخلق وحدة في الطروحات والتقديم باقتراحات محددة، وجعل مقترح إقامة منطقة الحكم الذاتي مطلبا جماعيا وجاذبا، هذه المنطقة التي ستكون الإدارة فيها مشتركة، وتلتزم بالقيم العلمانية وحقوق الإنسان ولكنها ستعمل على الحفاظ على مميزات المكونات كلها في إطار من التعايش المشترك. وخصوصا أن الجميع بات يدرك أن هناك محاول لفرض ألوان معينة وكل في منطقته، على أساس موازين القوى كما قلنا. أما اللجنة الأخرى فتناط بها مسؤولية الاتصال بالمكون التركماني لشعبنا، ومحاولة إخراج التركمان من قوقعة رفض كل الطروحات أن استفاد منها الكورد، إلى رحاب تحقيق مصالح جميع المكونات العراقية وخصوصا المهمشة، ودفع التركمان لتبني نفس مطالبنا من خلال تبيان خطورة السياسيات التي تنتهجها بعض الاطراف، وعلى التركمان عدم الركون الى تركيا، فتركيا ممكن من اجل مصالحها الوطنية ان تضحي بتطلعات تركمان العراق . على أن تكون اللجنتان مخولتان ولها القدرة للدخول في حوارات معمقة مع هذه الأطراف، وأن تتسلح بالأجوبة لكل الأسئلة التي يمكن أن تطرح، وأن تضع في حسبانها العمل من أجل المصالح، مصالح كل الأطراف، وتبيان محاولات الأطراف الحوتية في هضم وقضم كل ما يحق للآخرين

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.