كـتـاب ألموقع

• قصة: يحيى ودراجته -//- انتصار عابد بكري

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتبة

قصة: يحيى ودراجته

انتصار عابد بكري

لم يكن يحيى طالبا عاديا ، ذلك الطالب الذي طالما التف من حوله الأصدقاء  ، يسمعون منه أجمل الحديث وألطف الكلمات والنكت .

يحب الناس ويساعد الكبير والصغير ...

في غرفة يحيى مرآة ينظر إليها ويسأل دائما ، " متى أصبح شابا كبيرا ؟"

فهو عندما يصبح كبيرا  سوف يقوم بأعمال عديدة بعد أن يتعلم السياقة . مثلا ، أن يقوم بتلبية شراء حاجيات للبيت  ، أو أن يزور جدته التي تسكن في بلدة بعيدة ،  ربما ينقل أخته  المريضة إلى عيادة المرضى في غياب والده ، أو يذهب للتنزه .

ممكن أن يكمل جميع الأشغال عن والده ، أن يصل للبريد أو للمصرف لختم بعض الأوراق . فوالده يعود  إلى البيت في ساعات المغرب متعبا .

وان لم يبخل في تقديم المساعدة لجاره العجوز فانه يحتاج  للذهاب إلى الكلية !

في إحدى المرات انتبه يحيى أن دراجته الصغيرة ما عادت تناسبه ، لذا قرر أن يشتري دراجة جديدة من مصروفه الخاص .

استشار والديه وحصل على موافقتهما .

شيء جميل يستطيع ألان أن يساعد أمه في شراء بعض الحاجيات من الدكان البعيد ويلبي بعض الطلبات .

سافر والد يحيى مع ابنه إلى متجر المدينة ، واختار يحيى دراجة أعجبته .

في يوم العطلة الرسمية  اجتمع الأصدقاء ليلعبوا على دراجاتهم عند يحيى في ساحة بيتهم الواسعة ، ركب كل واحد منهم دراجته وكان يحيى سعيدا بدراجته الجديدة والجميلة .

" تعالوا نتسابق خارجا إلى الشارع القريب ، لن نبعد "  ، قال أحدهم .

فتحت البوابة وانسحبت الدراجات واحدة تلو الأخرى .

من شدة فرح الأولاد ، لم ينتبهوا إلى حركة السير على الشارع ، حيث أسرعوا مثل الفراشات التي لا تستريح إلا على أزهار ربيعية .

مفترق طرق ، إشارة تمهل في الجانب الأيمن من الشارع ، نسي الأولاد أن الطريق ليس لهم وحدهم ، نسوا أن هناك مشاة صغارا وكبارا ، سيارات وعربات . حتى لو لم تكن الإشارة الضوئية مثل تلك التي رآها يحيى في المدينة توجب الانتباه إلى دائرة وقوانين السير .

بوووب بوب ، اصطدم احدهم بعربة وسرعان ما انقلبت أجواء اللعب والمرح إلى حزن . . لقد سقط يحيى أرضا ودراجته الجديدة ما عادة جديدة .

صرخ وأغمي عليه .

في المستشفى بدت الممرضات والأطباء في غاية الانشغال مع الطفل المصاب في قدمه فهو بحاجة لعلاج سريع وخاص .

عاد الأولاد إلى بيوتهم أخبروا أم يحيى بالحدث .

في اليوم التالي شرحت المربية في المدرسة ثانية أهمية الحذر على الطرق .

كيف يجب التقيد باحترام قوانين السير ، والذي وجد من أجل سلامتنا على الأصح .

وانظم تلاميذ الصف  لعيادة زميلهم المحبوب في بيته ، بعد أن عاد يعجز عن مساعدة المحتاجين وأصبح هو بحاجة إلى تلقي المساعدة من الآخرين .

يتوكأ على عكازه الذي لم يشبه عكاز جدته ، يقف أمام المرآة فيرى نفسه عاجزا متألما ، يسأل : " ماذا كان ممكن أن يحدث لو انه قاد سيارة ولم ينتبه لحركة السير ؟! ".

انظر في كل يوم حادثة نستطيع أن نمنعها أنا وأنت .

بقلم : الكاتبة انتصار عابد بكري