كـتـاب ألموقع
• قصة : التذكرة
بقلم : انتصار عابد بكري
· قصة : التذكرة
كان من المعتاد محليا وعالميا الانضباط والانقياد لقوانين الانتظار في جميع الأماكن ، المصرف ، صندوق المرضى ، حتى في زيارة منزه او متحف ليأتي دور أي شخص فينا ، وعندما يدق ناقوس الصبر باختلاف قدرة البشر عليه يُقدر كل فرد بقيمته واحترامه بين الشعوب . وان نكن نحن شعب قليل الصبر فاننا كثيرا ما ننتظر .
نحن ننتظر فرص مختلفة في هذا المجتمع مثل فرصة التعليم أو فرصة الحصول على العمل لهذا يكون لدينا نفسا طويلا من الصبر والانتظار .
ان من الطبيعي أن نقطع تذكرة لدخول هذه الأماكن وبمثله دخول السينما لحضور ذلك العرض الشيق في التمثيل الصامت (الميم) الذي يتم بدون توظيف الكلام فقد ملت الأنفس ضجيج أللآليات الحاضرة يوميا .
كل الأضواء كانت في اتجاه واحد نحو المسرح ، وهناك نجح العشرات ربما المئات ان يحجزوا المقاعد لهذا العرض دون حركة ، عيون مشدودة للمركز المضيء ، صمت وظلام .
قليلا من الموسيقى الهادئة تختفي لتبقى الحركات الملونة المعصوفة ساعة بالهدوء وساعة بالغضب ، يتمايل البهلوان ، يتراقص ويصنع من تمثيله قصة ربما افهمها ، وان كنت بعيدة يبدأ المضمون بالإيضاح ، ها هو يلاطف الهواء تارة واخرى يقطف زهرة بيضاء يشمها وكأن رائحتها ملأت الأجواء .يسوق سيارة يبرم بيديه المحرك ليصدم شيءً بووووووووووم .
عظيم هذا الفنان الذي يدخل المشاهد الى باطن قصته ، لم يكن هناك سريرا مع هذا جعل من الفراغ سريرا مد عليه ستارا ما ظننت لونه ان يكون سوى ابيض وظلام .وصار يرفعه ويبتعد يرفعه فتبدو على وجهه علامات الاستغراب .
ماذا أخفى الفنان ؟
ماذا أخفى لنا هذا الستار ؟
ماذا أخفى الظلام ؟
الكل في صمت وما بعد الصمت عيون محلقة ، منفجرة ومبهرة تنتظر حتى الختام .يدور في الذهن تصريحات متوقعة وغير متوقعه .
ومن بين الحشد الكبير يعلو صوت شخص ، صاح هذا ليس بهلوان ، تحت الستار طفل ، قد رحل وغادر المكان . يبكي ويضع الزهرة البيضاء على الرفات .
هذه السينما هذا المسرح ليس بحاجة لقطع تذاكر ولا الانتظار بالدور ، لا بالدقيقة لا بالساعة ولا باليوم . يبدو انه مفتوح يوميا للجميع فلا حاجة للتكلفة وبدون دعوة الجميع مدعو !
يبقى ان نقول اننا الدمى المحركة على هذا المسرح الدين ممنوع وثمن التذكرة مدفوع .
المتواجون الان
737 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع