اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• قف وتساءل .. من اكون في اعتقادكم

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

رأي بقلم : آشور سمسون

                  قف وتساءل .. من اكون في اعتقادكم 

الدانمارك

 ( اكتب موضوعي هذا بمناسبة احداث نعايشها، وينعكس وقعها في سلوكنا وموقفنا منها وردود افعالنا اتجاهها التي تتفاوت بين الهيجان والثورة والغضب الى الفتور والهدوء والنسيان. في موضوعي سوف استعرض حالات، مفاهيم، شخصيات ومؤسسات لها شأن وتأثير في شعبنا ومجتمعنا شئنا ام ابينا. لا اتناول الموضوع بشكل شخصي بل اطرحه بحالة عمومية).

كثرت وتعقدت حالات التناقض والصراع في ساحة شعبنا السياسية والمؤسساتية والكنسية. لا اعرف ان كنت استطيع ان اجزم بالقول بأن الكل بات ضد الكل. فصراع التسمية موجودة ومجسدة في تعددية احزابنا وكنائسنا ومؤسساتنا وتوجهاتها، الخلاف والاختلاف السلبي في وجهات النظر للحل السياسي لقضية شعبنا نجدها مجسدة في فعاليات ونشاطات وتصريحات واطلاق عبارات التخوين والعمالة بين احزاب شعبنا ومؤسساتنا الثقافية وحتى كنائسنا. التحالفات الوطنية لاحزابنا ومؤسساتنا وكنائسنا نجدها عريضة ومتشعبة في اتساعها متناقضة في توجهاتها واهدافها. واخيرا وليس اخرا تجسدت تناقضاتنا وخلافاتنا في السلوكيات اللاحضارية التي سلكتها فعالياتنا السياسية في الانتخابات الاخيرة لبرلمان العراق.

نتاج هذا التخبط في الصراعات والتناقضات يستمر مسلسل الارهاب والتهجير لابناء شعبنا، تستنزف الطاقات والجهود وتضعف قضيتنا القومية والوطنية في الساحة السياسية العراقية وحتى الدولية، اذا كانت هناك اصلا قضية.

ان كنت استطيع ان اشخص بعض اسباب هذا الصراع والتناقض فانني اوعزها الى عناصر وحالات ومفاهيم وشخصيات ومؤسسات موجودة في مجتمعنا ولها تأثير كبير في وجود السلبية في واقعنا وقضيتنا.

ولان هذه الحالات والشخصيات والمؤسسات متداخلة متناقضة ومتشابكة فيها البارز والواضح وفيها المتخفي المتستر، لذا فاني اطلق عليها صيغة تساؤلية ( من اكون في اعتقادكم ).

من اكون في اعتقادكم

 انا الرابي ، اللويا، الحزب، المؤسسة، الكنيسة. ولدت من رحم هذه الامة التي في الازمنة المعاصرة لم تنجب غيري لان هذا الرحم العريق الذي انجب شعب الحضارة لالاف السنين قد اصيب بسرطان خبيث واستئصل ورمي في القمامة. لذا لا شقيق لي او اخ وكل هؤلاء الاخوة الاعداء الذين ترونهم هنا وهناك هم (لقطاء) ابناء (مومس) لا شرعية لهم ولا اصالة او عراقة في ساحة شعب الحضارة.

الاصالة والعراقة، القضية والمصير، القيادة والهداية ، الحنكة والحكمة، الديمقراطية والوطنية، الاستقلالية والشفافية وكل االخصائل والصفات الحميدة هي عندي ومتأصلة في. وخلاف هذه الخصائل هي عند الاخرين.   

من اكون في اعتقادكم

انا الكاتب الكبير الصغير، قلمي هزيل ومصاب باسهال الكتابات السقيم، فكل يوم واخر لي مقالة، لا يهم عن ماذا اكتب وكيف اكتب، المهم في كتابتي ابراز مهارتي في النط على العضلات الكبيرة ولا يهمني ان انزلقت لانط على العضلات الخطيرة لاني شببت على العهر السياسي والثقافي.

(( ارجو من القارئ ان لا يفهمني خاطئا ويتصور باني اقصد بعبارة العهر، العهر الجسدي، حاشا ان اشبه العهر الجسدي بالعهر السياسي والثقافي، لان العهر الجسدي احيانا يمكن تبريره عند الظروف القاهرة بعلة الفاقة والعوز مما يضطر المرء الى بيع الجسد ولكن اجد الصعوبة في تبرير العهر السياسي والثقافي حيث الكلمة والراي والانتماء تكون معروضة للبيع. في الاولى يباع الجسد ولكن في الثانية تباع القضية والشعب والوجود ــ كاتب المقال))

انا الكاتب الكبير الصغير الذي في مقالاتي انحاز وأعظم فقط الكبار ان كانت شخصية او مؤسسة او حزب او كنيسة وأقزم الأخرين الصغار. وهذا طبيعي فعند الكبار تصل الى السلطة والمال، شهرة الالقاب ونجم في الاعلام. اما عند الصغار، لا تحصد غير الجهد والكد والتبرع بالمال، القاب الخائن اللاجماهيري اللاشعبي عميل الاكراد والشيعة وصدام. قلم الدكان الكارتوني التابع لاسياده من الحيتان.   

من اكون في اعتقادكم

انا الفضائية الاعلامية الوطنية الحرة المستقلة الشفافة الجماهيرية التي تنطق باتجاه واحد ولون واحد ونغمة واحدة. يعتبروني  احدى ادوات السلطة الرابعة، سلطة الشعب، لذا تراني حادة في نقد كل ما هو مخالف لاتجاهي ولوني وحزبي وقائدي. الحوار الحر محصور فقط على الناس التي تؤمن بنهجي وسياستي واهدافي. برامجي هي تعظيم لحزبي وقائدي ومؤسستي. ودعايتي الانتخابية هي فقط لقائمتي. لا تسألوني من اين لك هذا، من اجل ان اواصل بثي اتحالف مع الشيطان بأسم التأخي وروح المحبة الوطنية والمصير المشترك.

من اكون في اعتقادكم

انا الذي اصدرت حكم الاعدام على احزاب شعبنا والعاملين فيها. انا الذي يريد تمييع القضية السياسية لشعبنا وحصرها في العمل اللاحزبي. الاحزاب لا يهمها امر الشعب، ان همها هو الحزب ومصلحة الحزب والعاملين فيه. انا الذي حقرت اسم الاحزاب والعمل الحزبي في عيون الجماهير. انا الذي اظهرت العمل الحزبي والحزبيين وكأنهم ليسوا من هذا الشعب. بل هم من رجس الشيطان، اناس غرباء جاءوا من كوكب اخر. عندهم لا تجد الصدق او اخلاص او شفافية. انهم بارعون في المرواغات السياسية من اجل مصالحهم الحزبية الضيقة. شعارنا في الجماهير، انبذوا الاحزاب والحزبيين، لا تنصروا قضيتهم، لا تعاضدوا مسيرتهم. ان الخلاص لهذه الامة هو في الشعب والجماهير ومؤسساته اللاحزبية.  

من اكون في اعتقادكم

انا احد اليساريين العنيدين الذي بعد انهيار المعسكر الاشتراكي وجدار برلين تركت رفاق الدرب الرابضيين في متاريس النظرية الماركسية لادير بوصلتي الانتمائية الى حيث الشعبية والاعراس والاهازيج والمسيرات والمهرجانات الجماهيرية الكبيرة، بطل الغرف الالكترونية ورابي كبير يؤنس بجلسات السفسطة الالكترونية وحولي الكثير من نواعم الجنس اللطيف وشلة من الجنس السفيه الذي لا يفقه من الدنيا سوى رفع شعارات وهتافات واهازيج تتغنى بالرابي الكبير او اللويا الوحيد اوالحزب الكبير. النبيه يجب ان يكون حيويا مرنا ولا يبقى اسير الافكار التي لا تقدم للناس فرصة الظهور والبروز ونحن في زمن العولمة والقوة العالمية الواحدة التي تعطي الكعك بدل الخبز ومن لا يكون عنيدا لا ينال شيئا من هذا. لذا اتجهت الى الافكار القومية اوالشعبية او الدينية الطائفية ولم اكتفي بهذا التغيير الايدلوجي، بل اصبحت منظرا وراس حربة عنيد ضد الاخرين، أخون المخالفين وانا هو من يقرر المخلص للقضية والشعب والوطن ومن هو خائن وعميل. وكنت من الفطنة بدرجة ان ألبس افكاري بمفاهيم الوطنية والتقدمية. ولم اتنكر كليا للهوية اليسارية رغم انحسار دورها وهبوط عملتها في سوق السياسة العراقية، لان تأنيب الضمير يمكن ان يوخز بين حين وحين ولان سمعة راية المطرقة والمنجل لا تزال طيبة لنقاء دماء شهداءها والتزام جندها المجهوليين بحسهم الوطني ونظافة سيرتهم. لذا ابقيت على الممر الخلفي لمساري سالكا، عسى ان يعود ماركس ولينين وفهد يوما بالظهور على الساحة وهو محملا برأس مال حقيقي بدل الكتاب والنظرية والافكار، حينها تكون عودتي سلسة وطبيعية، لاني اؤمن بنظرية ( في كل زمان ومكان انا بارز ومعروف... فانا موجود ) .

من اكون في اعتقادكم

انا الذي لم تكن لي يوما هوية، عفوا الحقيقة اني في زمن الرعونة والدكتاتورية كنت شخصية بهلولية أركوزية بهلوانية، ماهرة بالمكر والتملق والوصولية، لا انتماء لي سوى للحزب الحاكم وحليفه ( حزب الديـــ ... ). أُسفه  الناس التي تؤمن بشيء واستهزء بما كانوا يؤمنون به. وسبحان مغير الاحوال بعد سنين العجاف والهول والاغتراب تجدني بين ليلة وضحاها مسؤولا و قائد همام. شخصية عنيدة، شديدة وحادة المراس، تردد بشكل ببغاءي شعارات رنانة رددتها في زمن الطاغية واليوم فقط غيرت في الاسماء والعنوان. وليس فقط هذا بل واصلت الدور الذي اتقنه جيدا الا وهو تسفيه وتحقير الاخرين. انا الذي اصبح من يصنف الناس بين مخلص قومي او خائن عميل. وهذا الفضل يعود كله الى الرابي الكبير او اللويا الوحيد او الحزب الكبير، الذين منحوني صكوك الغفران وبراءة الذمة لاكون ايضا رابي مع جحافل ( الرابية الطليان ).  فالحزب اوالمؤسسة اصبحت لي اليوم هوية للبروز والمكانة، وكل كلمتين انطقها، تكون الثالثة هوية انتماءي للحزب الكبير او الرابي الكبير. والحزب اوالمؤسسة دائما تزكيني لانني لا اعكر صفوهم بطروحات فكرية او انتقادات فكرية، ان جل طاقتي هي في قبحيتي وشراستي وسلاطة لساني، خادم مطيع للحزب او الرابي. انفذ الاوامر دون مناقشتها. فأين يجدوا افضل مني.   

من اكون في اعتقادكم

انا الديمقراطية التي تتشدق بي كل الاحزاب والشخصيات والمؤسسات كبارا وصغارا. الكل تمارس ما تشاء بأسمي وانا براء منها.

انا الديمقراطية التي في كل انتخابات اسمع عبارة (الشعب قال كلمته ) وكأن الصوت الواحد اوالعشرات اوالمئات الاخرى هي اصوات (بغايا الشعب).

انكم تسمون كل ما تمارسونه بالديمقراطية. ولكنها ديمقراطيتكم ايها الاحبة وليست ديمقراطيتي.

في ديمقراطيتي التوجه العشائري والعائلي، المحسوبية والمنسوبية، المصالح الشخصية والانتماء الطائفي والكنسي هي ليست معايير للاختيار.

في ديمقراطيتي يراع الكتاب والمثقفيين هي حرة تخط صفحات من نار دون توجس او خوف او ارهاب لانها تنتمي للقضية والشعب الواعي. يراع كتابي لا تكتب وعيونها ترنو نحو جيب اصحاب المال والقادة الكبار، ام تستجدي كرسي في البرلمان او منصب رفيع في الحكومة وبروز في الاعلام.

ديمقراطيتي لا ترضى ان تكون ارزاق الناس وقوتها اليومي مرهونة باعطاء صوتها لاصحاب الفضل الكرام.

 

ديمقراطيتي لا ترضى ان يكون المرشح لوزارة او سفارة او برلمان من كانوا من ازلام نظام فاشي واعضاء مخابرات. نظام قمع وأعدم شهداء ديمقراطيتي الاحرار.

 

ديمقراطيتي لا ترضى ان اخذل الطاقات  النبيلة التي اقل ما يمكن ان يقال عنها بانها نظيفة السيرة والسلوك والمقام. وقسم منها رافقت مسيرة الدرب والتضحيات والالام ولم تختر الوضع المريح والجيب الملأن والتصفيق والهتاف لصدام. 

ديمقراطيتي لا وجود لها دون سلطة الاعلام الحر من فضائيات، اذاعات، صحف وصفحات الكترونية، لا ترتبط بحزب او قائد او كنيسة ، بل ترتبط بقضية الشعب وابوابها مفتوحة للجميع.

ديمقراطيتي ليس فيها صراع الانتخابات حلال فقط للكبار وماكنتها المالية والاعلامية، اما الصغار يكون نصيبها التحقير والاستهزاء والاستخفاف (احزاب كارتونية ـ غير جماهيرية) ونصحها بغلق (دكاكينها). العكس تماما في ديمقراطيتي تكون الاحزاب الصغيرة موجودة في الساحة ولها دور فاعل في خلق التوازن للوقاية من انفرادية (دكتاتورية) الكبار.

ديمقراطيتي تحتم علي ان اهنئ كل صوت في الانتخابات رابح ام خاسر، طالما منح هذا الصوت بارادة حرة وعن قناعة ووعي بمبدأ وقضية.

ديمقراطيتي تحتم علي ان اهنئ الفائزين لتوليهم مناصب المسؤولية والقرار، واهنئ الخاسرين لتوليهم مسؤولية الرقيب المعارض والناقد لمن هم في مراكز القرار.

من اكون في اعتقادكم

اخيرا وليس اخرا انا هو الذي يؤمن بالتعددية السياسة والمؤسساتية والكنسية، أومن بأن الكبير ان كان الرابي/ الحزب/ المؤسسة / الكنيسة، من حقه الابتهاج والتفاخر بانجازاته وبكبره وسعة شعبيته وجماهيريته، ولكن في ان الوقت مسؤوليته اكبر عندما يكون واقع الشعب والقضية واقع مرير واليم. لانه حسب امثالنا وقصصنا الشعبية عندما يكون في خط الحراثة اعوجاج، تكون سياط المزارع على الثور الكبير اكثر شدة من السياط على الثور الصغير.   

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.