اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• الى قادة شعبنا .. لا خط رجعة لكم

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 
بقلم: آشور سمسون

مقالات اخرى للكاتب

الدانمارك

 

    الى قادة شعبنا .. لا خط رجعة لكم

 

شهادة الدم والتأريخ

دائما كان التأريخ خير معلم ودروسه بليغة لمن يريد ان يستقرأها ويستوعب معانيها ليخط مسار المستقبل. ولكن للأسف ترانا دائما في موضوع استيعاب دروس التأريخ نختار الذاكرة المفقودة ونعيد الاخطاء مرارا وتكرارا ونتخلف في مواكبة الزمن والتطور.

يشهد التاريخ على مر الازمان بأن شهادة الدم هي اكثر شهادة تعطي للفكرة شرعية الوجود والنهوض والنصر ويمكن الخلود. الكثير من الافكار والفلسفات بقيت خالدة في ذاكرة الانسانية والمجتمعات لانه اقترنت بالتضحية بالدماء من اجلها. دم يسوع المسيح اعطى للمسيحية كفكر وفلسفة للحياة شرعية الانتشار والبقاء والازلية. وتاريخ كنيستنا المشرقية يشهد عراقتها لان اساسها مروي بدماء الالاف من شهداءها، دماء شعبنا في سيفو وسميل وصوريا لا تزال حاضرة في مخيلتنا ووجداننا ولا نزال نستذكرها ونحييها في نشاطاتنا وفعالياتنا وهي هوية لوجودنا القومي والانساني. واخيرا وليس اخرا كانت دماء مذبحة كنيسة سيدة النجاة. هذه الدماء الزكية ايضا سوف تحتل مكانها المشرف والخالد في صفحات تأريخ شعبنا.

 

النتاج الايجابي المهم لهذه الدماء الزكية كان لقاء جميع قادة احزاب شعبنا ولاول مرة بعد ضياع الكثير من الوقت والجهد والطاقات والامال والطموحات الذي ادى الى اليأس وان يجبر شعبنا في خيار الهجرة كافضل خيار مرير، وارجو ان تكون قادتنا قد ادركت اخيرا بانها لو استمرت في نهجها الانعزالي الاستفرادي العقيم، سوف تبقى وحيدة في الساحة وتغدو قادة لشعب غير موجود على الارض والوطن.

 

البعض يقول يجب ان لا تستغل دماء الابرياء في الامور السياسية. حسب رأيي العكس هو الصحيح تماما، فان الدماء الزكية لكي لا تذهب سدى يجب ان تستغل سياسيا الى اخر حد. فان الدماء الزكية هي التي تحرك المشاعر الانسانية في العالم. الدماء الزكية هي التي تعطي الشرعية لقضية شعب ومصير. ولكن اتفق معكم بان الدماء الزكية يجب ان لا تكون فرصة للبروز والظهور او التحايل والتلاعب واستغلال الحدث لتحقيق مكاسب واغراض ومصالح شخصية اوحزبية او كنسية ضيقة. بل الدماء الزكية يجب ان تكون دافع للتنسيق في الجهود وتوزيع الادوار المختلفة لفعالياتنا المختلفة لتحقيق نتائج ملموسة لشعبنا على ارض الواقع.

 

زواج متعة .... ام زواج كاثوليكي

شاهدت صورة قادة شعبنا ( الاخوة الاعـد.....) وهم مجتمعين، جالسين معا، (متجاورين جدا ومتحابين جدا، حتى كاد المكان ان يضيق بهم). لم استطع ان اتمالك نفسي من ان اقهقه عاليا ونفسي تنزف من الداخل لهذه السخرية الكوميدية ام نسميها التراجيديا الميلودرامية. لوهلة نسيت شرقيتي و( شرق اوسطيتي ) وتخيلت ان قيادتنا ربما شعرت، في جلساتهم مع بعض، بوخزة وتأنيب ضمير عندما استذكرت حجم الجرم الذي ارتكبوه باتجاه شعبهم وباتجاه احدهم الاخر، عندما خّونوا، حقّروا، شتموا، استصغروا وهّمشوا بعضهم الاخر. وبالغت في خيالي وحلمي فتوقعت في بيانهم المشترك الاول ان يستهلوه بتقديم الاعتذار لشعبنا لما حل به بسبب تشرذهم وصراعهم الداخلي ويعتذروا للزمن الذي خذلوه حيث لم يستطيعوا ان يواكبوه ويستغلوا الفرص السانحة. ولكن هيهات انها السياسة الشرق اوسطية اللعينة ونحن جزء منها. القائد لا يعتذر للشعب. السياسة هنا ليست دائما فن الممكنات، بل ايضا فن كل شيئ اخر من الممنوعات.

 

لنكن ايجابيين (ونتغافل بوعي) لأخطاء الماضي ونرفع شعار( عفى الله عن ما سلف)، دون ان ننسى اهمية استيعاب الدروس، لنعيش الحاضر ونتطلع لمستقبل افضل لشعبنا، عسى ولعل نستطيع ان ننقذ ما تبقى لنا لانقاذه. لنبارك خطوة تقارب قادة شعبنا ونرجو ان لا تكون وحدة تجمعهم (زواج متعة) بل نجعله كما وصفه لي احد قادة شعبنا ( بالزواج الكاثوليكي).

 

لكي لا تكون وحدة تجمع قادة شعبنا السياسية زواج متعة ونشوة وقتية يقتصر عملها في رفع الشعارات، عقد اللقاءات والمؤتمرات والاجتماعات واصدار بيانات وتصريحات تخديرية لشعبنا. علينا ان نثبّت بعض الامور التي يمكن ان تساهم في ان يكون لهذا التجمع صيغة وحدوية واقعية ايجابية ودائمة.

 

الشعب الواعي .. اليراع والمثقف الحر..  الاعلام الجريء

عجلة حركات الشعوب في بعض الدول بدأت في الاونة الاخيرة تكتسح قادتها الدكتاتورية وتطالب بالتغيير. ترى ألم يحن الوقت لشعبنا ايضا ان تدور عجلته ليطالب قادته بالتغيير. ليس بالضرورة فقط تغيير الوجوه بل المهم لشعبنا في هذه المرحلة التغيير في السياسات والعمل السياسي.

  

ــ النقطة الاساسية الاولى هي ان يعي شعبنا مسؤوليته في ان يقول لقيادته السياسية ( عفوا ايها القادة ... لم يعد لكم خط رجعة ) لم  نعد نطيق ان تعودوا لنا بخفي حنين وتبرروا فشل عملكم المشترك بان تقولوا: لم نستطع ان نحقق المشروع القومي المشترك لانه كان بيننا ( ثعلب واوي والاخر حرامي والرابع عميل المالكي، ام النجيفي او البرزاني ).

 

ــ الاعضاء والكوادر القيادية لاحزابنا القومية يجب ايضا ان تعي مسؤوليتها في ان لا ترضى لنفسها ان تكون (بيادق شطرنجية)، تنفذ اوامر القائد او القيادة دون المشاركة في الحوارات المصيرية. بل يجب ان يكون لها الدور الضاغط في دفع القيادة لحتمية العمل الجماعي لتحقيق المشروع القومي الموحد.   

 

ــ لكي لا تحّن قادة شعبنا لاغنية الطفولة ( الثعلب فات فات .. وبذيله سبع لفات ) ربما كاحدى التبريرات المتوقعة لفشل العمل الجماعي لا سامح الله، مطلوب من تجمع احزابنا ان توّثق عملها بميثاق عمل وصياغات واليات تنظيمية واضحة وشفافة. نريد وضوح في الاهداف وتنسيق في العمل لتحقيق هذه الاهداف. المنافسة في تحقيق الاهداف لم يعد لها مبرر حين يكون هناك مشروع قومي موحد. لا نريد بيانات وتصريحات رسمية انفرادية لناطق غير رسمي، لا نريد تحركات انفرادية لشخصيات سياسية او وفود دون اتفاق مسبق بها. نريد اتفاق وتنسيق على صيغة التحرك على المستوى الوطني او الدولي او الجماهيري. في لقاء جماهير شعبنا في الوطن او المهجر نريد وفود مشتركة لقادتنا، لكي تستطيع ان تكسب ثقة الشعب بها وبمشروعها. اليوم لم يعد هناك اهمية للنشاط والتحركات الحزبية الفردية ان كان على مستوى لجان او منظمات اوفروع، بل هناك حاجة ملحة لتحرك قومي مؤسساتي جماعي. لقد فشلت أغلبية النشاطات والفعاليات الحزبية الانفرادية في استقطاب حقيقى لجماهير شعبنا حول مشروعها الانفرادي. آن الاوان لكي نستقطب جماهيرنا حول مشروع قومي موحد وجهد منسق.

 

ــ لكي يديم العمل الجماعي لقادة شعبنا نحتاج الى طبقة عريضة من المثقفين التي لها تأثيرها الايجابي في تقويم مسار العمل القومي في ساحة شعبنا السياسية او الثقافية. المثقف الذي فعلا يستحق ان يطلق عليه صفة المثقف ان كان منتميا ام مستقلا لا يجب ان يرضى ان يكون بوق دعاءي احادي الاتجاه وخاضع، بل المتوقع من المثقف اتخاذ الموقف الجريء في الوقت والحدث المناسب، دور المثقف الواعي ان يكون البوصلة التي تقي حركة السياسيين من الانحراف وترشدها للتوجه نحو المسار الصحيح. ونتاج المثقف ان كانت مقالة سياسية، ام نتاج ادبي، فني او اعلامي، يجب ان يكون في خدمة الامة وقضيتها المصيرية وليس من اجل مصلحة شخصية ذاتية ضيقة، او تطبيل وتزمير للقائد، ام للحزب او المؤسسة.

 

ــ الامة بحاجة ليراع حر يكتب دون ان ترنو عين الكاتب لجيب القائد. لا نريد قلما يسّود الاوراق من اجل نيل رضا العضلات الكبيرة والجيوب العامرة، استجداءا لهوية انتماء ام لنيل منصب وزاري او منصب سفير في جزر الواق واق. لا نريد قلما يعّظم ويأّله ويكّبر قائد سياسي ام ديني.

 

ــ نحتاج الى جهد اعلامي فاعل وجريء. نحتاج الى اعلام يكون في قلب الحدث ومواكبا لتطوراته ومتابعا لمساره اول بأول. نريد اعلاما ينقل الصورة والصوت والكلمة والموقف بشفافية ومصداقية ناهية. نحتاج لاعلاميين يملكون الالتزام الاخلاقي لمهنة الاعلام الحر، ماهرون وذوي خبرة في الحوار واثارة الفضول والحذاقة والسلاسة في تقديم المادة الاعلامية. يملكون الجرأة في طرح كل ما يدور في خلد ابناء شعبنا من تساؤلات للحصول على الايضاحات والاجوبة الشافية من قادة شعبنا السياسية والدينية، لا يجاملون من اجل ارضاء القائد، الحزب، الكنيسة او المؤسسة. لا يساومون في مهنتهم خوفا على لقمة العيش او الوظيفة.

الاعلام المرئي والمسموع والمقروء على العموم، المواقع الالكترونية لشعبنا والفضائيات بشكل خاص، مدعوة لكي توفر لها مثل هذه الكوادر الاعلامية، لو ارادوا فعلا ان يكونوا بمستوى تحمل مسؤولية السلطة الرابعة في شعبنا وامتنا.

 

رسل المسيح على الارض ... متى نرى مشروع تجّمعكم

ان كان قادة شعبنا من لهم اختصاص العمل في ( فن الممكنات ) قد استطاعوا ان يجتمعوا ويشكلوا تجمعا لهم للحوار والعمل المشترك من اجل تحقيق الاهداف، هل يا ترى صعب على قادة شعبنا، من هم رسل المسيح على الارض ولهم الاختصاص العمل في (كرم الرب) وأسس مبادئهم راسية على قيم (التسامح ، المحبة، الغفران)، ان يجتمعوا ليشكلوا تجمع مؤسساتي كنسي يستطيعوا فيه الحوار الدائم للتنسيق في المواقف والجهود والفعاليات الكنسية التي تكون سندا روحيا ومعنويا كبيرا للجهد السياسي لقادة شعبنا ومشروعها القومي الموحد الذي يحتاج مباركة ايجابية وفاعلة من قبل المؤسسة الكنسية.  

 

مطلب ملح من كنائسنا الموقرة في ان تصفي صفوفها من كل الوكلاء والسماسرة والتجار، ان كانوا رجال دين ام علمانين، هؤلاء الرعاع المتعفنة عقولها بالعشائرية والطائفية والعنصرية المقيتة، ليست لها مصالح سوى ذاتها، لا هم لها سوى ان تكون كنائسنا متنافرة ومتباعدة وليس لها اي دور غير التخريب لكل جهد خيّر ومفيد لشعبنا وكنيستنا المشرقية بكل تسمياتها وتفرعاتها. آن الاوان للخيرين والمثقفين الواعين في كل كنائسنا لتوحد جهودها نحو تقريب وجهات نظر والعمل على الحوار الدائم من اجل تنسيق المواقف والخطوات العملية لدعم المشروع القومي الموحد لشعبنا وامتنا.   

 

لقد تمرغنا لسنين طويلة في وحل الصراع والتناحر الداخلي، لقد قادنا هذا الصراع الى ان ننزف عرقا ودما ودموعا، ان نخسر الارض والانسان والوطن والهوية، ولم يتبقى لنا الا القليل والضئيل جدا. آن الاوان ان ننهي صراعنا الذاتي لننطلق الى مواجهة التحديات والصراعات الموضوعية الخارجية التي تتطلب اضعاف واضعاف من الجهد والعرق والدم والدموع. وصدقوني ايها الاحبة من يريد فعلا ان يخدم هذا الشعب وهذه الامة، هناك عمل كافي للجميع ومسؤوليات كبيرة ومناصب للجميع. اثبت التأريخ انه مهما كان حزبنا اومؤسستنا اوكنيستنا كبيرين، فلم يستطيعوا ان يتحملوا بمفردهم مسؤولية قيادة هذا الشعب.

 

أخيرا وليس اخرا اقول ان قادة شعبنا السياسية يتحملون المسؤولية الكبرى في حالة فشل المشروع القومي الموحد والعمل الجماعي لتحقيقه، ولكن في ذات الوقت نحّمل قادة شعبنا الكنسية، اعلامنا ومثقفينا ايضا المسؤولية، عندما تتخاذل في أداء دورها التأريخي المطلوب منها في هذه المرحلة المصيرية.

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.  

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.