كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (680)- الشاعر عبد الجبار العاشور

تقييم المستخدم:

/ 0

المجموعة: حسين الاعظمي

تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 15 آذار/مارس 2022 19:07

كتب بواسطة: حسين الاعظمي

الزيارات: 1808

حسين الاعظمي

عرض صفحة الكاتب

يوميات حسين الاعظمي (680)

صورة مهداة

الشاعر عبد الجبار العاشور

في الحلقة المرقمة بـ 301 من (موسوعة ملتقى الاعظمي) تحدثت فيها عن واحدة من خسائر الابداع العراقي عندما غنت المطربة الكبيرة فيروز اغنيتها الشهيرة بقصيدة (سكن الليل) التي لحنها الاخوين رحباني ونسبوها للشاعر جبران خليل جبران..! في أن القصيدة المغناة لم تكن للشاعر جبران خليل جبران، وانما لشاعر عراقي شاب مات في ريعان شبابه..! هو الضابط الطيار ثابت نعمان عبد اللطيف من مواليد بغداد(1905-1937). الذي فارق الحياة بعد ان سقطت طائرته الحربية في مهمة استطلاعية. حيث كان من رجال السلك العسكري أيام الملك غازي. هذه واحدة من السرقات الثقافية المفضوحة يمكن للقارئ الكريم الرجوع الى رقم الحلقة وقراءة بعض التفصيلات في مضمونها.

اليوم أكتشفُ مرة اخرى سرقات شعرية ادبية بالجملة..! ليس اغنية واحدة، بل اكثر من اغنية، وهي من أجمل اغنيات فيروز أيضاً، اغنية -أنا عندي حنين- واغنية -من عز النوم بتسرقني- وربما غيرهما، التي كتب كلماتها الشاعر العراقي شاكر العاشور، ولعل اغرب ما في الامر ان الشاعر شاكر العاشور لم يولي اهتماما للموضوع رغم اهميته..!(هامش1)

على كل حال، في منتصف السبعينات من القرن العشرين عندما كنتُ طالبا في معهد الدراسات النغمية العراقي، وفي احدى حفلات معهدنا الاثير، غنيتُ قصيدة للاستاذ الشاعر عبد الجبار العاشور بمقام البنجكاه، التي اعطاني اياها استاذي المرحوم الموسيقار روحي الخماش، ورغم انني الآن لا اتذكر القصيدة التي غنيتها للشاعر العاشور، ولكنها موجودة في دفاتري القديمة بكل تأكيد..! ومن هنا كان تعاملي لاول مرة مع آل العاشور من خلال هذه القصيدة. والشاعر عبد الجبار والشاعر شاكر ابناء عم شق المنشار من آل العاشور. مع انني لم يسبق ان إلتقيتُ بالشاعر شاكر، ولكنه اسماً معروفا بشعره وموشحاته ومشاركاته العديدة من خلال نشاطات وزارة التربية والنشاط المدرسي فيها.

مرّت سنوات كثيرة لم يصدف اي لقاء بيني والاستاذ عبد الجبار العاشور، حتى حانت الفرصة عندما استأذنته في تسعينات القرن العشرين ان يكون ضيف الملتقى الاسبوعي الثقافي الذي اعقده في بيتي صباح الخميس من كل اسبوع ليتحدث عن تجربته الشعرية المنوعة. وقد لبى الاستاذ الشاعر عبد الجبار العاشور دعوتي ليكون اول لقاء بيننا في بيتي بالاعظمية وفي الملتقى الاسبوعي الثقافي. حيث تحدث عن تجربته الادبية والشعرية وانشد لنا عدة مقاطع من قصائده فكانت جلسة ثقافية جميلة وممتعة.

يتمتع الشاعر الكبير عبد الجبار العاشور الذي ولد عام 1927 في البصرة. باخلاق راقية قلّ نظيرها، وهدوء جميل يدل على اخلاقه المهذبة وتواضعه وبساطته وتعامله مع الاخرين الذي طالما جذب اليه الناس والجماهير لاحترامه ومحبته وتقديره. وكان شاعرا واسع الفكر والخيال، وكتب في الكثير من اغراض الشعر وانواعه، وكتب ايضاً في اللغة الدارجة ولكنه أكثرَ من اللغة الفصيحة في معظم اشعاره. ولا اريد الان ان اطيل عليكم اخوتي الافاضل، لانني خصصت حلقة اخرى اكثر اتساعا عن شاعرنا الكبير عبد الجبار العاشور عندما اباشر في كتابة مذكرات المجلس الثقافي الاسبوعي الذي كنت اعقده في بيتي في التسعينات من القرن الماضي. واعدها ككتاب جديد ان شاء الله. واختتم معكم هذه الحلقة من –موسوعة صورة مهداة- بما كتبه الشاعر العاشور خلف صورته المهداة

(بكل الاعتزاز والتقدير اهدي صورتي للاستاذ حسين الاعظمي)

واخيرا هذه واحدة من قصائده التي يحاكي بها ولده في قصيدة.

رسالة إلى ولدي

(قبَّلتُ فيك الطهرَ، طهْرَ أبي/ وشمَمْتُ فيك العطْرَ، عطْرَ نبي)

(وأطلْتُ فيك تطلعي لسنا / وردٍ على خديك منسكب)

(للنور في عينيك أشرعةٌ / من نرجسٍ خَضِلٍ وملتهب)

(ولثغرك الغافي تؤطِّره / شفتان كالنارنج كالذهب)

(طرَّزتُ باسمك كلَّ أغنية / وهتفت ياكلَّ الضنى احتجِب)

(وأودُّ لو أُرسيكَ، في كبدي / في خافقي في حالقِ الرتب)

(في مقلتي ووددتُ في غرر الـ / أفلاك فوق مضاجع الشهب)

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

هوامش