اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (693)- علاء الدين السماوي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (693)

 

صورة مهداة

علاء الدين السماوي

     هبات الله سبحانه وتعالى التي يمنحها للانسان كثيرة جدا لاتعد ولاتحصى ابدا. منها مثلا ما يجعل انسان ما محبوبا بين الناس من حيث المبدأ حتى دون ان يتعرفوا عليه بصورة كافية، والعكس صحيح..! فعلاء الدين السماوي عازف آلة القانون الفنان المحبوب، اكتسب محبة الناس والاصدقاء والزملاء بصورة تكاد تكون مطلقة وطبيعية..! حتى دون ان يتعرفوا عليه كل المعرفة..! فنان موسيقي بمعنى الكلمة، مرهف الحس، رقيق وهادئ يحب المزاح نقي صادق ومنطقي في مواقفه مع الاخرين..! ومنذ تعرفي عليه في سبعينات القرن العشرين وتحديدا في عام 1973 عند تسجيلي لمقام المدمي في تلفزيون بغداد لصالح تمثيلية –جلسة سمر- التي اعدها وقدمها الفنان راسم الجميلي ومجموعة اخرى من الفنانين المعروفين، وكان هذا التسجيل هو اول دخولي الى الاذاعة والتلفزيون واول مقام عراقي اسجله فيما اعتقد ذلك..! رافقني فيه دون ظهورهم على الشاشة كل من المرحوم علاء الدين السماوي على آلة القانون وملا علي على آلة الكمان ونجم عبد الله كاظم على آلة الطبلة، الذين اتعرف عليهم لاول مرة..! ومن الوهلة الاولى، شعرت بالقرب من اخي علاء..! وزاد تعارفنا عندما جاء به استاذنا الراحل منير بشير مدير عام دائرة الفنون الموسيقية الى دائرتنا وضمه الى فرقتنا الاثيرة –فرقة التراث الموسيقي العراقي- واعتقد كان ذلك اواخر عقد السبعينات او في عام 1980. وحينها كنتُ مديرا للفرقة. وهكذا توطدت علاقتي باخي وصديقي العزيز علاء الدين عبد العزيز حسين السماوي من خلال دوامنا الوظيفي اليومي وسفراتنا الخارجية الكثيرة مع فرقتنا التراثية الاثيرة. والحديث عن مواقفه الجميلة في التفريق بين الحق والباطل كثير ويطول..! وكنت من طبعي في ادارة فرقتنا، اقف مع زملائي اعضاء فرقة التراث الموسيقي العراقي في كل الظروف التي يحتاجون فيها الى المساعدة، ففي عام 1981 على ما اذكر، جاءني اخي علاء مقدما لي طلبا موجها الى مديرنا العام الموسيقار منير بشير وعن طريقي باعتباري مديرا للفرقة، لاجازة سفر الى الخليج العربي مع احد مغنينا المعروفين، وانا وهو نعرف ان استاذنا منير بشير ينزعج من هكذا طلبات، ولا يروم اعطاء اية اجازة للسفر مع ايٍ كان من المغنين او اية دائرة اخرى، فنحن بالنسبة لمديرنا العام لدائرتنا فقط..! ولكنني من ناحية اخرى باعتباري مديرا للفرقة، ارغب ان يستفيد ايا من زملائي في نشاطه ورزقه، فكنت اقول لاخي علاء او غيره من اعضاء فرقتنا، ان يكتب الطلب ويوقعه، ولا ارسله الى الدائرة لان دوام فرقتنا في حينها كان في قاعة ابن النديم المقابلة لوزارة الدفاع العراقية في الباب المعظم، ويبقى الطلب عندي في ادارة الفرقة، فاذا سألت الدائرة عن المسافر، يمكنني عندها ان اظهر طلبه للسفر، واذا لم يتم السؤال عن المسافر اذا كان علاء او غيره من اعضاء الفرقة خلال سفره الذي كان غالبا لايام قليلة، حينها اقوم بتمزيق طلبه عند عودته الى ارض الوطن وكأن شيئا لم يكن.

 

      بقي معنا الاخ والصديق الغالي علاء الدين السماوي في الفرقة التراثية حتى انحلالها اواخر الثمانينات من القرن الماضي، وسافرنا كثيرا الى دول العالم المتقدم والمتاخر، وقدمنا اجمل العروض الفنية في الغناء والموسيقى، ولنا من الصور والذكريات ما لاتعد ولاتحصى. وبقي اخي علاء في نظري ذلك الاخ والصديق النقي الصادق النزيه.

 

عندما بدأ الحصار الظالم على بلدنا العزيز عام 1990. امست فرقتنا في عداد الضعف والانهيار..! نتيجة ضعف العامل الاقتصادي لبلدنا وعدم امكانية الدولة من رعاية شؤونها بصورة كافية، الامر الذي ادى الى نشوء مرحلة جديدة من حياتنا الفنية بل من حياة البلد في كل النواحي الحياتية، ساد فيها اليأس والقنوط، وبالتالي تقهقر كل نشاطات حياة الوطن ومنها الموسيقى والغناء وفرقتنا التراثية بشكل عام. مما حدا بي الامر وانا اطلع على تقاعد استاذنا الراحل منير بشير المدير العام لدائرتنا من وظيفته، ان اتقدم بطلب تقاعدي عن الوظيفة رغم انني لم اكمل 25 عاما من الخدمة بعد..! وبعد ذلك بدأ نشاطي الفردي وبجهودي الخاصة يتطور رويدا رويدا جامعا اعضاء فرقتنا التراثية الذين لم افرط باحدهم والسفر والمشاركات والدعوات الفنية التي كنت اتلقاها مباشرة من كل الجهات الفنية في العالم التي سافرنا اليها، بحيث كنتُ انا وزملائي اعضاء فرقتي الموسيقية، الوحيدون من كل فناني العراق نسافر مرارا وتكرارا خلال مدة الحصار الظالم المفروض على بلدنا العراق..!

 

      في منتصف العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، كانت لي دعوة من معرض الكتاب الدولي القطري، لاقامة الحفل الافتتاحي للمعرض السابع والعشرين. وقد كان اخي علاء في صحة غير جيدة، حيث علمت بان جلطة اصابته وجعلت يده اليمنى ضعيفة في عزفه على آلة القانون..! ومع كل ذلك ادخلت اسمه ضمن اعضاء الفرقة الموسيقية المرافقة لي في حفلة المعرض الدولي القطري. وفي الدوحة قلت لاخي علاء السماوي، لاشاعة الارتياح والامل في نفسه، بانه سيكون موجودا معي دائما في كل سفراتي القادمة حتى لو لم يستطع العزف..! وانقظت هذه السفرة وجاءت سفرتنا الى مسقط في شباط 2016 لاقامة امسية العراق في دار الاوبرا السلطانية التي اقيمت في يوم 6/2/2016. وعلاء معنا، ولكنها كانت للاسف الشديد آخر سفراته، حيث اخبرني اخي الفنان مطرب المقام العراقي حسين السعد من بغداد بخبر وفاة فناننا الكبير علاء الدين السماوي في يوم 22/9/2016. وكان اخي علاء في بدايات قدومه الى فرقة التراث الموسيقي العراقي، اهداني صورته لتبقى تذكارا لاخوَّتنا وصداقتنا الى ما شاء الله، وقد دوَّن خلفها بعض كلمات الاهداء.

(صورتي هذه اهديها لاخي وصديقي الفنان الرائع حسين الاعظمي لتبقى ذكرى بيننا. اخوك علاء عبد العزيز، في 28/4/1981).

     وهناك الكثير مما يمكن فيه الحديث عن المرحوم الفنان علاء الدين السماوي نؤجله الى مناسبة اخرى باذن الله تعالى.

     رحم الله حبيبنا الفنان الكبير علاء الدين عبد العزيز حسين السماوي واسكنه فسيح جناته والهم اهله ومحبيه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

حسين الاعظمي، مقام البنجكاه، بوجود المرحوم علاء السماوي ضمن الفرقة الموسيقية 1986.

https://www.youtube.com/watch?v=VEg13UMh5S0&ab_channel=%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%8

6%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%B8%D9%85%D9%8A

 

 

 

 

الفنان المرحوم علاء الدين عبد العزيز حسين السماوي.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.