كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (712)- محمد حسين كمر

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: حسين الاعظمي

تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 18 نيسان/أبريل 2022 10:30

كتب بواسطة: حسين الاعظمي

الزيارات: 1832

حسين الاعظمي

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (712)

صورة مهداة

محمد حسين كمر

     بعد عام دراسي كامل من دخولي الى اول معارك البحث عن المعلومات الاكاديمية الموسيقية عند انظمامي الى معهد الدراسات النغمية العراقي بصفة طالب في دورته الرابعة، حلَّ العام الخامس حاملا معه طلبة جدد وعلاقات اخرى جديدة ومنها معرفتي وعلاقتي بأحد طلبة الدورة الخامسة اخي الغالي وصديقي المثالي محمد حسين كمر، التي قدِّر لها ان تستمر بقوة حتى يوم الناس هذا. حتى اصبح بالنسبة لي اخا وصديقا عزيزا كريما، فهو يمتاز بطيبة ما بعدها طيبة..! واخلاق رائعة تجبرك على احترامها، وتواضع هو اقرب الى تواضع العلماء، حيث منحه العلي القدير هبة المعرفة والعلم الموسيقي والعزف على آلة الجوزة التراثية التي اعطى لها اخي محمد كمر كيانا موسيقيا تكنيكيا جديدا بكل جدارة واستحقاق، ذلك فضلاً عن امكانية عزفه بجودة لآلات موسيقية اخرى.

    من جانب آخر، فقد امتاز فناننا الكبير محمد كمر بطموحات كبيرة جدا، الامر الذي ادى وبصورة مستمرة حتى اليوم الى انجازاته الكثيرة من الابداعات الموسيقية العلمية والمهنية والتدريسية، وعندما يرافق مغني المقامات العراقية في العزف بآلته الاثيرة –الجوزة- نحس به قائدا للفرقة الموسيقية رغم جلوسه مع اعضاء الفرقة الموسيقية بمكانه الطبيعي، لمستواه الفني في العزف، ولمعرفته باصول المقامات العراقية التقليدية التي يتطلبها اي مقام يغنى من جانب آخر.

       استطاع اخي الفنان محمد كمر ان يكوِّن مع زميله عازف السنطور الكبير وسام ايوب العزاوي، ثنائيا موسيقيا تراثيا تقليديا قلَّ نظيره، فرقة صغيرة مع آلتيْ الايقاع الطبلة والرق، بما يسمى في المنظور التقليدي بفرقة –الجالغي البغدادي- وما ذلك الالبوم الغنائي الذي سجلتهُ معهما بصوتي لمجموعة من المقامات العراقية الذي اسميته بـ -مقامات في العشق الالهي- في مدينة اوترخت الهولندية يوم 19/1/2004. لصالح مؤسسة راسا العالمية بالتعاون مع مؤسسة المقام العراقي التي اسسها اخي محمد كمر، الا شاهدا اكيدا للامكانية الفذة لهذا الثنائي المميز محمد كمر ووسام العزاوي..! واكاد اجزم القول، بأن عزف هذا الثنائي في هذا الالبوم، هو افضل ما انتجته فرق الجالغي البغدادي على مدى تاريخ هاتين الالتين من تكنيك عالٍ وانسجام جميل جدا وعزف فني فاق الاولين والآخرين..!

      مضت السنوات تلو السنوات سريعا، ولكنني واخي محمد كمر بقينا نعمل ونجتهد في الوسط الفني قريبين لبعضنا، لم نفترق ولم يكن احدنا بعيدا عن الاخر خاصة ونحن نعمل في تخصص التخصص، اي اننا ليس في مجال الموسيقى بشكل عام فحسب، وانما في مجال محدد من الموسيقى، مجال موسيقى المقامات العراقية..! وقد كانت طموحاتنا الثقافية والعلمية متواصلة في حلم الاستمرار في دراساتنا العلمية لنيل الشهادة العليا فيها، وهكذا رغم التعثرات الكثيرة التي واجهتنا بسبب ظروف بلدنا العراق العزيز، لكن طموحاتنا الثقافية والعلمية كما يبدو كانت اكبر من هذه الظروف، حتى اكملنا شهادة البكلوريوس معا، الشهادة التي هيأت لنا سبل الحصول على شهادتي الماجستير والدكتوراه وبدرجة الامتياز..! ومن الطريف ذكره، باعتباري حصلتُ على شهادة الدكتوراه قبله بعام ونصف تقريبا، فقد تم اختياري ضمن لجنة مناقشة اخي محمد كمر لنيل شهادته للدكتوراه، لنصل أخيرا الى انجاز كبير من احلامنا الثقافية والعلمية من خلال اهدافنا التي حددناها مسبقا واصرارنا وعنادنا على تجاوز الظروف الصعبة التي يعيشها كل مواطن عراقي في بلده واينما وجد في ارض الله الواسعة.

      ما زال اخي الدكتور محمد كمر، يحترم آرائي في مجمل الحياة، مؤمنا بتجربتي الحياتية، ويعتبرني شقيقه الاكبر، ويأخذ بوجهات النظر التي اطرحها عليه بكل سرور وتواضع، معربا عن قناعته وايمانه العميق بصدق ونقاء ما اود ان يكون عليه اخي د.محمد كمر. وربما يكون هذا الجانب طبيعيا من زاوية ما، باعتباري اكبر منه بسنوات قليلة.

     في السنوات الماضية، اشترى اخي د.محمد كمر شقة في عمّان الحبيبة. وصادفته بعد سنوات اخرى ظروفا اضطر فيها لاعلان بيعها، وفي هذه الاثناء حدثني بالموضوع منتظرا مني الرأي في موضوع بيعه للشقة، وهو على موعد مع احد الراغبين في الشراء للحضور اليه للنقاش الاخير كما يبدو من اجل البيع. فجئته سريعا الى شقته، فوجدتُ ذلك الشخص الراغب بالشراء، وخلال حديثهما في موضوع بيع وشراء الشقة لهذا الرجل الموجود معنا وانا صامت استمع الى كل حديثهما، ادركتُ ان د.محمد يبيع مضطرا ودون اي مبرر لذلك..! وربما خاسرا في قيمة شقته في هذا البيع، ورغم ان اخي د.محمد ابا ثريا قد تلقى نصائح اكثر اصدقائنا في عمان بالبيع والخلاص من الشقة خوفا من عدم بيعها بعدئذ بالسعر الذي توصل فيه مع هذا الشخص الراغب بالشراء او غيره..!

      باشارة مني الى اخي د.محمد كمر، ان يتريث قليلا في قرار البيع، طالبا من الشخص المشتري ان ينتظر قرار البيع من عدمه ليوم او يومين ثم ودعنا وغادرنا دون ان يحصل على مراده بعد..! ودار حديث بيني واخي محمد الذي كان ينوي بيع شقته في عمان لشراء شقة بديلة في مدينة اربيل بكردستان العراق. معتقدا ان المستقبل الجيد سيكون في هذا البيع والشراء..! وحسب قول ابو ثريا، فان السعر الذي وصل في بيع شقته، يكون خاسرا عن شرائه لها..! وعليه وجهتُ كلامي الى اخي ابي ثريا، قائلا له، اراك ليس مضطرا للبيع، وليس هناك اي مبرر لذلك، بل ليس سبب بيعك للشقة مقنعا ابدا..! لاسباب بسيطة، منها انني ارى المستقبل في عمان افضل بكثير مما تتصوره في اي مدينة اخرى، ثانيا لماذا تبيع بخسارة وانت تعلل بيعك للشقة بالفائدة من بيعك لها والشراء في اربيل التي ما تزال فتية في كيانها السياسي وبناء دولة..! والاكثر من كل ذلك يا اخي محمد، هي الحكمة التي ينبغي ان لاتغيب..! فقد كانت والدتي يرحمها الله ويرحم امواتنا جميعا، تقول كلمات قليلات في النصيحة والحكمة، اذ تقول (اشتري ولا تبيع)..! فها انت وقد اشتريت شقتك الجميلة، فنصيحتي هي نصيحة والدتي ان لاتبيع، واقنع بما اعطاك الله ولاتفكر بجشع وبسرعة وتهور..!

      قرر اخي محمد عدم البيع، مقتنعا بنصيحتي، التي عبر عنها بعد حين بعفويته المعهودة، بانها اصدق وانقى نصيحة من كل نصائح اصدقائنا الذين كان رأيهم مع البيع، واليوم يتمتع اخي محمد بشقته العامرة الجميلة محتفظا بقيمتها المستقبلية ويحمد الله كثيرا على الاخذ بنصيحتي بعدم البيع.

     وقبل ان انهي حلقتنا هذه من موسوعتنا (موسوعة صورة مهداة) كان اخي محمد كمر قد اهداني صورته الشخصية مدونا خلفها ما يلي (اخي وصديقي الحبيب حسين الاعظمي مع محبتي وتقديري. بغداد في 16/5/1982 مع التوقيع).

والى حلقة اخرى ان شاء الله

اضغط على الرابط

 حسين الاعظمي، مقام الجهاركاه من ألبوم (مقامات في العشق الالهي) راجيا ملاحظة اخي القارئ الكريم الى العزف المذهل لفرقة الجالغي البغدادي التي رافقتني –د.محمد كمر على آلة الجوزة والاستاذ وسام العزاوي على آلة السنطور-  

 https://www.youtube.com/watch?v=oq8E_SuhfIw&ab_channel=IraqiMaqam

• < السابق
• التالي >