كـتـاب ألموقع
يوميات حسين الاعظمي (992)- ذكريات مبكرة/ 32
- المجموعة: حسين الاعظمي
- تم إنشاءه بتاريخ السبت, 25 آذار/مارس 2023 18:46
- كتب بواسطة: حسين الاعظمي
- الزيارات: 1279
حسين الاعظمي
يوميات حسين الاعظمي (992)
ذكريات مبكرة/ 32
***
تخرجي من المعهد
لي اخ وصديق عزيز عليَّ كثيراً، كان قد سبقني كطالب الى معهد الدراسات النغمية العراقي بسنتين أو بدورتين، أي انه من طلبة الدورة الثانية، وانا كما قلت سابقاً من طلبة الدورة الرابعة. وبما ان المعهد في بداية تاسيسه لم تكن فيه لوائح صارمة في نظامه الداخلي بما يخص قضية الانظمام اليه، خاصة وان دوامه كان مسائي، فان اخي وصديقي العزيز الذي اقصده، هو حسين احمد شريف الدليمي، وهو من مدينة الاعظمية أبا عن جد، وفي التسعينات من القرن الماضي جعل اسمه المتداول والاعلامي بـ حسين الاعظمي ..! كان مدرساً في وزارة التربية صباحا، وهذا يعني ان لديه شهادة البكلوريوس قبل ان يأتِ الى المعهد كطالب موسيقي. وفي تلك الفترة من الزمن كان المعلمين والمدرسين العراقيين يـُنتدبون للتدريس في بعض الدول العربية وعلى الاخص في الجمهورية الجزائرية، فكان ان حصل اخي حسين احمد شريف على فرصة الذهاب الى الجزائر للتدريس فيها..! وفي الجزائر عمل سنتين في التدريس ثم عاد الى ارض الوطن، ومن ثم العودة الى مقاعد الدراسة الموسيقية في معهدنا، معهد الدراسات النغمية العراقي. لتكملة مشواره الموسيقي، ومن هنا بدأت معرفتي به، حيث اصطفَّ واصبح طالباً مع الدورة الرابعة التي انا فيها، لانه غاب سنتين عن المعهد. وخلال علاقتي به في كل السنوات التي عشناها، وجدتُ فيه انسانا رائعا بمقاييس عديدة اعجز عن وصفها وعدها..! ومنذ البداية وجدته يتمتع بشخصية قوية وممتعة ونقية ومحبوبة لدى الاخرين. طموح ومثابر ومجتهد بصورة اقرب الى الخيال، ولا اعتقد انني قابلتُ شخصا بمثل اجتهاده وطموحه ومثابرته وجدِّيته حتى اليوم ..! فترسخت علاقتنا الاخوية كثيرا جدا، واصبح كل منا لايبتعد عن الاخر ابدا..! وهكذا عشنا سوية ضمن طلبة الدورة الرابعة حتى تخرجنا سويةً في العام (1979 - 1980). وما زلنا على علاقتنا هذه دون ان يعتريها اي فترة جفاء من كلينا حتى اليوم والحمد لله على كل شيء.
من ناحية اخرى، كان احد زملائنا في دورتنا الطلابية، زميلا رائعا جدا في كل شيء..! هو رياض اسحق القس، وهذا الزميل العزيز، كان قبل ان يأتِ الى معهدنا، قد تخرج من معهد الفنون الجميلة، بشهادة (دبلوم شرف) التي يمنحها المعهد لطلابه. وهذا يعني انه سابقنا في دراسة الموسيقى بسنوات دراسته في معهد الفنون الجميلة، التابع الى وزارة التربية البالغة خمس سنوات دراسية..!
على كل حال، كان من الطبيعي ان يكون هذا الزميل رياض اسحق القس، بارزا بيننا كزملاء له في الصف الدراسي، رغم انه كان يعاني كثيرا من ضعف كبير في امكانية التكلم بانسيابية طبيعية كالاخرين، ويـُقطـِّع الكلمات بصعوبة ليوصل ما يريد ان يقوله للاخرين..! المهم في موضوعنا، قضينا السنوات الخمس الاولى من دراستنا في المعهد، وكان زميلنا رياض القس، يكون الاول على الدورة في كل سنة من هذه السنوات الخمس الاولى، وانا اكون ثانيا له في هذه السنين..! وبقيت لنا السنة الاخيرة. بصراحة لم اكن في تلك المرحلة من الدراسة، اعير اهتماما لدرجة النجاح، ان كنت اولاً او ثانياً او اقل من ذلك، المهم ان انجح وكفى..!
في السنة السادسة لنا، (الدراسة في معهد الدراسات النغمية العراقي ست سنوات) وشهادة المعهد حسب ما مكتوب في النظام الداخلي له، (دبلوم فن عالِ، معادل للشهادة العالية عند التعيين) المقصود بهذا ان الخريج يتعين براتب مساوٍ لخريج الكلية..! اي براتب اصلي قدره (28) دينارا هو نفس راتب خريج الكلية تماماً، ولكن شهادة المعهد في النظام تعادل ثلاث سنوات تقويمية بعد الاعدادية (الثانوية) وقبل البكلوريوس بسنة. هكذا هي التعليمات الموجودة في النظام الداخلي للمعهد .
والى تكملة الحكاية في الحلقة القادمة ان شاء الله.
المتواجون الان
356 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع