كـتـاب ألموقع
يوميات حسين الاعظمي (1066)- موسوعة المقام العراقي/9
- المجموعة: حسين الاعظمي
- تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 22 أيلول/سبتمبر 2023 20:16
- كتب بواسطة: حسين الاعظمي
- الزيارات: 1485
حسين الاعظمي
يوميات حسين الاعظمي (1066)
***
(مقدمة لموسوعة المقام العراقي، المجموعة الكاملة) / 9
الاخلاق والاجواء الدينية
ان الواقع الذي اشرنا اليه حول تاثيرات التعابير الدينية في غناء المقامات العراقية الدنيوية، لا يناقض في الحقيقة بين هاتين الحالتين من التعابير. فالموسيقى والغناء بصورة عامة –دينية او دنيوية- اصلها ديني كما هو معروف، فكيف اذا كانت هذه الموسيقى وهذا الغناء من التراث الغناسيقي الديني اصلاً..؟ ونحن نعلم ان الممارسات الادائية في الشعائر الدينية هي التي حافظت لنا على هذا التراث الدنيوي الغناسيقي الخالد –موسيقى وغناء المقام العراقي- في فترات عصيبة مر بها بلدنا العراق بعد سقوط العباسيين..! وهي من ابشع عصور العراق، بل من ابشع العصور الانسانية التاريخية التي مرت على كل شعوب الارض، ظلاما وظلما وفسادا وطغيانا على يد الغزاة والمحتلين، التي اطلق عليها من قبل المؤرخين بـ (الفترة المظلمة) (هامش2) الممتدة لسبعة قرون ميلادية بالتمام والكمال، منذ سقوط العباسيين (1258م) حتى اعلان الجمهورية في تموز عام (1958م) ..! فلا شيء يتطور من فراغ، ورغم ظلام الفترة الدامس، إلا أنها محاطة بعنصر قوي جدا، هو العنصر الديني. وينبغي على هذه العلاقات المتداخلة والمعقدة في تعابير الاداء المقامي ان لا تحجب الحقيقة الاساسية، في أن لا حلاوة مطلقة لتعابير الاداء المقامي الدنيوي دون انصهارها بالتعابير الدينية..! وعندما نعود الى الكتابات التاريخية واستعراض حياة الكثير من مؤدي المقامات العراقية خلال القرن التاسع عشر، نرى انهم كانوا يمارسون تلاوة القرآن الكريم واداء الشعائر الدينية الاخرى، فلا تستقيم اية تعابير مقامية دنيوية دون هذه البدايات الدينية للممارسات الغناسيقية المقامية.
بين الاداء الديني والدنيوي
منذ عام 1969 حتى عام 1975 تقريبا، كنتُ قد باشرتُ قراءة المناقب النبوية الشريفة بصحبة ابن خالي المرحوم عبد الحميد رشيد العبيدي(الملا حمودي) وكذلك برفقة ابنه البكر الملّا سعد (هامش2) الذي يكبرني بعام واحد. كذلك شاركتُ خلال هذه الفترة في الشعائر الدينية الاخرى كالاذكار والتهاليل والمدائح النبوية وتلاوة القرآن الكريم وغيرها، مع نخبة اخرى من الملالي وقراء الشعائر الدينية امثال الملا بدر الاعظمي والملا عبد الرزاق الاعظمي ابو هالة والملا عبد الجبار النعيمي ابو عائشة وغيرهم. ولكنني ما أن ولجتُ عالم الغناء المقامي الدنيوي، سواء في المتحف البغدادي او التسجيلات الاولى في تلفزيون الجمهورية العراقية مطلع عام 1973، حتى بدأتْ تراودني فكرة الابتعاد عن هذه الاجواء، والاكتفاء بما اقدمه او اسجله من مقامات عراقية دنيوية في التلفزيون او الاذاعة، او ربما فكَّـرتُ في اختيار واحدة منها.
والى حلقة اخرى ان شاء الله.
الهوامش
1 - الفترة المظلمة: يعترض أ. د.رشيد عبد الرحمن صالح العبيدي، الشاعر المعروف وأستاذ اللغة العربية في جامعة بغداد ( انظر كتابي المقام العراقي الى اين ؟ ص198 نبذة مختصرة عنه ) على مصطلح – الفترة المظلمة – لحقبة القـرون التي تلت سقوط العباسيين 656هـ – 1258م حيث قال في رسالته التي بعثها الى – المؤلف – بهذا الشأن مؤرخة في 20/3/2002 ( شاع في استعمال الباحثين الأوربيين استعمال مصطلح ( الفترة المظلمة ) – يطلقونه على الظروف والاحوال التي عاش المجتمع العربي الإسلامي في القرون المتأخرة بعد غزو بغداد . وتداول الباحثون العرب تقليداً للغربيين ، من غـــــــير تمحيص ولادراية لهذا المصطلح ..
2 - سعد: اصبح مطربا مقاميا على المستوى الاعلامي فيما بعد بإسم –سعد الاعظمي-
اضغط على الرابط
من موسوعة المقام العراقي المصورة، حلقة 9
https://www.youtube.com/watch?v=RPXUdVIQtWo&ab_channel=%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%D8%A
7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%B8%D9%85%D9%8A
صورة واحدة / في دار الاوبرا الاذرية 15 آذار 2011 الجالغي البغدادي، يميناً المرحوم علي اسماعيل جاسم وداخل احمد وحسين الاعظمي وسيف وليد واديب الجاف.
المتواجون الان
375 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع